بعد استعراضه نقاط التعاون والتعارض في العلاقات “السعودية-الإماراتية” .. “فرزانگان”: على إيران اقتناص الفرصة !

بعد استعراضه نقاط التعاون والتعارض في العلاقات “السعودية-الإماراتية” .. “فرزانگان”: على إيران اقتناص الفرصة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

لطالما كانت دول الخليج الصغيرة مجبرة، في إدارة علاقاتها المعقدة مع “الرياض” بسبب القيود الجغرافية، والسكانية، والإستراتيجية، على الاستفادة من الأدوات الاقتصادية والسياسية والعسكرية للمحافظة على استقلالها تجاه “السعودية”.

في المقابل كانت المملكة؛ الطرف المسيطر مقارنة: بـ”الإمارات والبحرين وقطر وعُمان والكويت”، لكن لم تتمكن أي من دول الخليج الخمس؛ فرض السيطرة على “الرياض”. وهذا الأمر تطلب أن تتبنى هذه الدول سياسات عامة من شأنها الموازنة بين العلاقات الأخوية مع “السعودية” ونزعتها السلطوية. كما يقول بذلك، “فرشید فرزانگان”، رئيس الغرفة التجارية “الإيرانية-الإماراتية”؛ في مقاله التحليلي الذي نشره (مركز دراسات الخليج) الإيراني.

نقاط الخلاف..

ومن بين الدول الخمس؛ كانت “الإمارات” الأكثر منافسةً مع “السعودية”؛ وتسعى للمحافظة على استقلاليتها. ورغم التعاون الوثيق بين البلدين في الكثير من الملفات؛ مثل: “اليمن وسوريا والعراق”، لكن لم يكن الأمر على هذا النحو بشكل كامل، ولطالما سعت “الإمارات” إلى الانفصال عن “السعودية” بإتباع سياسات مختلفة، ولم يكن من المتصور بسبب الإرتباط الجغرافي والاقتصادي، أن تُفضي الخلافات “السعودية-الإماراتية”، في المستقبل، إلى اندلاع مواجهات سياسية.

والحقيقة أن الصراع بين البلدين ليس جديدًا، ولكن في السنوات الأخيرة احتدم التوتر السياسي بين الجانبين على نحو لفت إنتباه المحللين. وتشمل قائمة الخلافات؛ النظرة المختلفة للحرب اليمنية، وسرعة التصالح مع “قطر”، والتطبيع مع “الكيان الصهيوني”، وملف العلاقات مع “تركيا”، ومعدل إنتاج (أوبك)، والمشكلة الإيرانية، والتجارة عابرة الحدود، والمنافسات السياحية، والطاقة والمتجددة وغيرها.

تحتل “السعودية”، المرتبة الثالثة على قائمة الصادرات الإماراتية؛ بمبلغ: 17.9 مليار دولار، لكن الواردات الإماراتية من “السعودية” أقل؛ لا تتعدى: 6.84 مليار دولار، والسبب هو تفوق “الإمارات” باعتبارها قطب إقليمي للشركات الدولية والإقليمية، وهو الأمر نفسه الذي أثار استياء المملكة.

فأعلنت في شباط/فبراير الماضي؛ نقل كافة الشركات السعودية من “الإمارات”، في إطار المحاولات الرامية إلى تقييد سلطة “الإمارات” على الشركات السعودية. كذلك وجهت السلطات السعودية بنقل مقار الفضائيات التليفزيونية من “دبي” إلى “الرياض”، ودعم جهود، “محمد بن سلمان”، بشأن تحويل العاصمة السعودية إلى قطب تجاري مهم للمنافسة مع “الإمارات”.

المشتركات “السعودية-الإماراتية”..

ومن المشتركات “السعودية-الإماراتية”، هو وقوع البلدين تحت سلطة شخصيات قوية، “محمد بن سلمان” في “السعودية”، و”محمد بن زايد” في “أبوظبي”، وكلاهما يعتقد أن الإصلاح الاقتصادي والإقليمي لا يشمل الحريات السياسية.

وهذه المشتركات ساهمت في تكوين علاقات قوية بين ولي العهد الإماراتي ونظيره الأصغر سنًا ولي العهد السعودي. وقد برز الاختلاف الأكبر بين البلدين في اجتماعات (أوبك)، العام الماضي؛ حيث عارضت “الإمارات” مقترح “السعودية” بشأن خفض مستوى الإنتاج النفطي في الأسواق العالمية، ولذلك انسحبت من لجنة الرقابة المشتركة في منظمة الدول المصدرة لـ”النفط”.

من المنظور الإستراتيجي، ثمة مشتركات كثيرة بين “السعودية” و”الإمارات”؛ فكلاهما يعتبر “إيران” تهديدًا للمنطقة، وعلاقاتهما مع “تركيا” يغلب عليها التوتر، مع هذا لا تُمثل “إيران” أولوية واحدة بالنسبة للطرفين؛ بحيث لا تحظى أهمية المواجهات الجيوسياسية السعودية مع “إيران” بأهمية الطرف الإماراتي، مع هذا تتشابه سياسات البلدين إزاء البرنامج النووي الإيراني.

كذلك تختلف الرؤية السعودية عن الإماراتية فيما يخص الأزمة الليبية. وبالنسبة للمصالحة مع “قطر” فقد سعت “الرياض” إلى حل الأزمة بمعزل عن “الإمارات”، التي غيرت المعادلات لصالحها بالتطبيع مع “الكيان الإسرائيلي”.

ومؤخرًا؛ دشنت “السعودية” أول مركز سعودي للثورة الصناعية الرابعة؛ بالتعاون مع “منتدى الاقتصاد العالمي”، و”مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية”؛ بغرض تعزيز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المملكة، ورفع مستوى الإنتاج المحلي والمنتجات غير النفطية. وفي هذا الصدد؛ تستثمر المملكة مبالغ هائلة في التحول الرقمي .

وعليه؛ وبالنظر إلى ما سبق، يتعين على الحكومة الإيرانية استغلال هذا التنافر في إطار تنمية المكاسب من خلال تبني سياسات اقتصادية فعالة، من خلال دفع العلاقات مع البلدين باتجاه الأولوية الاقتصادية، وفهم دقيق للأوضاع الاقتصادية العالمية، وبخاصة بعد شيوع وباء (كورونا) المستجد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة