19 أبريل، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

بعد استجابة إسرائيل ومنعهما من الزيارة .. السبب الخفي وراء هجوم “ترامب” على “طليب” و”عمر” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما وافقت “إسرائيل” على طلب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بمنع نائبتين أميركيتين، من “الحزب الديمقراطي”، من دخول “الضفة الغربية” التي تحتلها “إسرائيل”، أثار ذلك القرار العديد من ردود الأفعال العنيفة، وانتقد الكثيرون هذه الخطوة ووصفوها بأنها غير ديمقراطية.

وكانت “رشيدة طليب” و”إلهان عمر”، النائبتان بـ”مجلس النواب” الأميركي عن “الحزب الديمقراطي”، قد دعمتا حركة “بي. دي. إس”، (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات)، المناهضة لـ”إسرائيل” التي ترمي إلى وقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بمقاطعة الشركات والسلع الإسرائيلية.

ورأت “إلهان عمر” إن قرار إسرائيل، “سُبة” و”إهانة للقيم الديمقراطية”.

وفي باديء الأمر سمحت “إسرائيل” بالزيارة. وقال مصدر شارك في المشاورات، التي أجراها “نتانياهو” مع أعضاء مجلس الوزراء والمستشارين، يوم الأربعاء الماضي، في تصريحات لـ (رويترز)؛ إن “إسرائيل” تراجعت بسبب الضغوط التي مارسها “ترامب”. وتحدث موقع (أكسيوس) الإخباري عن وجود ضغوط، لكن “البيت الأبيض” نفى ذلك.

وقال المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه؛ “في نقاش أجري قبل أسبوعين، كان جميع المسؤولين يؤيدون السماح لهما بالزيارة، لكن بعد ضغط ترامب تراجعوا عن القرار”.

عمل عدائي ضد الشعب الأميركي ومن يمثله..

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، “حنان عشراوي”، قالت: إن “القرار الإسرائيلي بمنع النائبتين في الكونغرس، رشيدة طليب وإلهان عمر، من زيارة فلسطين هو عمل شائن وعدائي ضد الشعب الأميركي ومن يمثله”.

وأضافت “عشراوي” إن: “إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة غير الشرعية لفلسطين، ليس لها الحق في فرض هذا الحظر”.

وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، إن قرار “إسرائيل” منع زيارة النائبتين؛ “مخيب للآمال بشدة”، ودعتها للتراجع عن القرار.

وأضافت: “منع إسرائيل دخول النائبتين، طليب وعمر، مؤشر على الضعف ودون منزلة دولة إسرائيل العظيمة”.

وقالت عضو الكونغرس، “إليزابيث وارين”، وهي ديمقراطية طامحة للترشح للرئاسة؛ على (تويتر): “لا تطرح إسرائيل قضيتها كدولة ديمقراطية متسامحة أو حليفة ثابتة للولايات المتحدة؛ حين تمنع أعضاء منتخبين في الكونغرس من الزيارة بسبب آرائهم السياسية. ستكون هذه خطوة مخزية غير مسبوقة”.

يضر بالعلاقات “الأميركية-الإسرائيلية”..

وحذر “تشاك شومر”، زعيم الديمقراطيين في “مجلس الشيوخ”، من أن القرار سيضر بالعلاقات “الأميركية-الإسرائيلية” والدعم الأميركي لـ”إسرائيل”، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير قرارها.

من جهته؛ أوضح النائب، “غيري نادلر”، أن “إسرائيل” تقدم قضيتها كدولة ديمقراطية متسامحة أو حليفة لـ”الولايات المتحدة” عن طريق منع أعضاء “الكونغرس” المنتخبين من زيارتها بسبب آرائهم السياسية.

وأضاف “نادلر” أن تلك الخطوة ستكون خطوة مخزية وغير مسبوقة في عالم السياسة.

وقالت السناتور، “إليزابيث وارين”، في تغريدة لها: “أحث حكومة إسرائيل على السماح بزيارة النائبتين”.

من قُبيل الانتقام منهما..

وقال “ماك شرقاوي”، المحلل السياسي عضو “الحزب الديمقراطي”؛ إن: “منع إسرائيل دخول النائبتين الديمقراطيتين، رشيدة طليب وإلهان عمر، للأراضي المحتلة هو من قبُيل الانتقام من النائبتين لمواقفهما المعروفة ضد إسرائيل ودعمهما لحركة (BDS)، المناهضة للكيان الإسرائيلي”. مشيرًا إلى أن هذا الموقف من النائبتين فقط؛ وليس من “الحزب الديمقراطي”، فللحزب علاقات جيدة بـ”إسرائيل”.

وأشار “شرقاوي” إلى أن “الحزب الديمقراطي” قد شاب علاقته بـ”إسرائيل” بعض الفتور؛ أيام “باراك أوباما”، وهو ما يستغله الآن “دونالد ترامب” على نحو ناجح جدًا، وهو ما يرجح عدم تدخل “ترامب” في أزمة النائبتين إيجابًا لدوافع انتخابية في معركته القادمة بانتخابات 2020.

وأعربت “لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية”، (أيباك)، وهي مجموعة الضغط الرئيسة الموالية لـ”إسرائيل” في “الولايات المتحدة”، عن عدم موافقتها على قرار “إسرائيل”، قائلة: “يجب أن يكون كل عضو في الكونغرس قادرًا على زيارة حليفنا الديمقراطي، إسرائيل، بشكل مباشر”.

بسبب إضرارهما بإسرائيل والتحريض عليها..

يُذكر أن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، “تسيبي حوتوفلي”، كانت قد صرحت للتليفزيون الإسرائيلي؛ إن بلادها لن تسمح بدخول “طليب” و”عمر” لأراضيها.

وأضافت: “لن نسمح بدخول هؤلاء الذين ينكرون حقنا في الوجود في العالم”.

وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، أمس الأول، قرار منع دخول “طليب” و”عمر” إلى “إسرائيل”، قائلاً إن الغرض الوحيد من رحلتهما هو “الإضرار بإسرائيل وزيادة التحريض عليها”، مضيفًا أن: “القانون الإسرائيلي يحظر دخول أولئك الذين يدعون إلى المقاطعة ويعملون لفرضها على إسرائيل”.

وذكر “نتانياهو” أن “وزارة الداخلية الإسرائيلية” سوف تدرس طلبًا إنسانيًا من “طليب” لزيارة عائلتها والسماح لها بالدخول إذا “تعهدت بعدم القيام بأي أعمال لتشجيع المقاطعة ضد إسرائيل”.

حركة تهدف لنزع شرعية إسرائيل..

ووصف اليميني، “ديفيد فريدمان”، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، حركة (بي. دي. إس)؛ بأنها “حرب اقتصادية تهدف إلى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية وتدميرها في نهاية المطاف”.

وقال “فريدمان” إن الرحلة التي خططت لها النائبتان “ليست أكثر من محاولة لدعم حركة (بي. دي. إس)؛ التي تدعمها عضوتا الكونغرس، طليب وعمر، بقوة”.

طلب من إسرائيل عدم استقبالهما..

وكان “ترامب” قد كتب في تغريدته: “لو أن إسرائيل سمحت للنائبة، عمر، والنائبة، طليب، بالزيارة سيُظهر استقبال إسرائيل لهما ضعف شديدًا من جانبنا.. إنهما عار”، وأضاف “ترامب” أنهما تكرهان “إسرائيل” وتكرهان جميع الشعب اليهودي؛ ولا يوجد شيء يمكن قوله أو فعله لتغيير رأيهما.

وأكد “ترامب” على أنه لن يتم إعادة انتخاب النائبتين، وأنهما ستشهدان مواجهة شرسة وصعبة.

وسأل صحفيون، “ترامب”، عما إذا كان قد تحدث إلى “نتانياهو” عن الزيارة المزمعة، فقال: “لا أريد التعليق عمن تحدثت إليه، لكن أعتقد أن تصريحي على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث عن نفسه جيدًا”.وأضاف: “لكني تحدثت مع أناس هناك”.

وظهر من ذلك أن طلب “ترامب” يتعارض مع سياسة تنتهجها الحكومة الأميركية، وتتمثل في أن “الولايات المتحدة” تسعى “لمساواة في التعامل ولحرية السفر”؛ لكل المواطنين الأميركيين بغض النظر عن إنتمائهم العرقي. وهي تقول إن من يتقرر منعهم من الدخول يجب أن يتلقوا تفسيرًا إسرائيليًا مكتوبًا.

وفي الشهور الأخيرة، اتهم “ترامب”، “طليب” و”عمر”، وديمقراطيتين أخريين من أعضاء “الكونغرس” الملونين؛ بمعاداة “إسرائيل”، وذلك في هجوم أدانه منتقدوه واعتبروه عنصريًا ورآه كثيرون محاولة لكسب الأصوات في انتخابات 2020.

وتعتبر “إلهان عمر” هدفًا متكررًا للهجوم، فقد سبق واتهمها، “ترامب”، زورًا بتأييد تنظيم (القاعدة).

تمثل “عمر”، (37 عامًا)، دائرة انتخابية في ولاية “مينيسوتا”، وقد هاجرت من “الصومال” إلى “الولايات المتحدة” وهي طفلة. أما “رشيدة طليب”، (43 عامًا)، فمن مواليد “الولايات المتحدة” ولها أصول في “الضفة الغربية”.

وواجهت “عمر” انتقادات لتصريحات تنتقد فيها “إسرائيل”، منها تغريدة كتبتها، عام 2012، وتشير فيها إلى “الأفعال المؤذية” التي تقترفها “إسرائيل”، وتغريدة كتبتها، العام الحالي، تقول فيها إن التأييد الذي تتلقاه “إسرائيل” مسألة تتعلق كلها بالمال. وقد إعتذرت عن هذه التصريحات.

وكان “رون ديرمر”، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، قد قال الشهر الماضي؛ إن “إسرائيل” ستسمح بدخول “طليب” و”عمر” احترامًا لـ”الكونغرس” الأميركي وللعلاقات “الأميركية-الإسرائيلية”.

يتودد لقاعدته..

وقال “غيريمي بن آمي”، رئيس جماعة (غيه ستريت) الليبرالية المؤيدة لليهود؛ إن استراتيجية “ترامب” تتعلق بالتودد لقاعدته المحافظة والتي تضم أنجليكانيين مؤيدين لـ”إسرائيل”.

وقال: “ليست هذه استراتيجية موجهة في الأساس للطائفة اليهودية … لقد أصبحت هناك قضية حرب ثقافات أخرى”.

وحتى الآن لم يعلن رسميًا عن موعد لزيارة النائبتين، لكن مصادر مطلعة على خطط الزيارة قالت إنها كانت ستبدأ مطلع الأسبوع القادم. وخططت النائبتان لزيارة “القدس الشرقية” و”الضفة الغربية”، اللتين احتلتهما “إسرائيل” في حرب 1967، ويريدهما الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية.

يرفع اسم “الفرقة” لتنشيط قاعدته الانتخابية..

ورأى موقع (القدس العربي) أن تغريدة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، التي طلب فيها من “إسرائيل” منع دخول النائبة، “رشيدة طليب”، وزميلتها، “إلهان عمر”، أحدث مثال على محاولة خفية لتسليط الضوء على “الفرقة/السكواد”، وهي مجموعة مؤلفة من أربعة من أعضاء “الكونغرس”.

وطارد “ترامب” مرارًا، البرلمانيات التقدميات، “رشيدة طليب” و”إلهان عمر” و”إلكساندريا كوارتز” و”آيانا بريسلي”، منذ دخولهن “الكونغرس”، في كانون ثان/يناير الماضي، على الرغم من أن البرلمانيات لا يتمتعن في الواقع بسلطة تُذكر في تجمع يهيمن عليه المشرعون المخضرمون.

والسبب في ذلك؛ وفقًا للعديد من المحللين الأميركيين، هو أن استراتيجية “ترامب” تهدف إلى رفع اسم “الفرقة” كقوة دافعة وراء أجندة سياسة الديمقراطيين، على أمل تنشيط قاعدته الانتخابية المحافظة، وربما عزل الناخبين المستقلين، وإبعادهم عن صناديق الإقتراع في العام المقبل.

وردد “تيم مورتو”، المتحدث باسم حملة “ترامب”، تعليقات الرئيس بشكل مستمر في غالبية المناسبات الانتخابية، قائلاً: “لم يعد هناك أي شك في أن (الفرقة/السكواد) تسيطر على “الحزب الديمقراطي”.

وعلى سبيل المثال، قال “ترامب”، قبل حوالي ساعة من إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي منع “طليب” و”عمر” من زيارة “الضفة الغربية” المحتلة، إن الديمقراطيين هم أعداء “إسرائيل”، في محاولة للتحريض على الحزب.

ودعا “ترامب” مرارًا، عضوات “الكونغرس”، للعودة من حيث أتين، على الرغم من أن البرلمانيات المقصودات من مواليد “الولايات المتحدة”، باستثناء “عمر”، التي جاءت كلاجئة.

ورفض الديمقراطيون تغريدات “ترامب”، ووصفوها بأنها تعليقات عنصرية، كما انتقد عدد من الجمهوريين هذه التصريحات، ولكن الحشد الانتخابي المؤيد لـ”ترامب” بدأ يصرخ بهستيريا: “أعيدوها لبلادها”، عندما بدأ الرئيس يتحدث عن النائبة من أصول عربية، “عمر”، مما يشير إلى الرغبة الحقيقية لـ”ترامب” من وراء هذه الهجمات.

وفي السابق؛ كان “ترامب” أكثر تركيزًا لنقد السياسات التقدمية لعضوات “الكونغرس”، بما في ذلك برامج الرعاية الطبية للجميع و”الصفقة الخضراء” وموضوع عزله عن السلطة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب