وكالات – كتابات :
أعلن “البنك الدولي”؛ أن الاقتصاد العراقي اقتصاد هش؛ وأن ديون البلاد زادت إلى: 152 مليار دولار، مشيرة إلى أن مزاد “البنك المركزي العراقي” تّسبب في إعادة توجيه العُملة الصعبة إلى السوق الموازية؛ مما أدى خفض قيمة “الدينار” مقابل “الدولار”.
وقال “البنك الدولي”؛ في التقرير الصادر بشأن الاقتصاد في “العراق” وديونه، تحت عنوان: “ضغوط متجددة: تعافي العراق في خطر”، إن: “اقتصاد العراق يُعاني من ركود الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والصناعات، والأنشطة الزراعية، الذي صاحبه ارتفاع معدلات التضخم، حيث يفتقر العراق في ظل حكومته الحالية؛ لإصلاحات هيكلية واسّعة النطاق تقوّي اقتصاده بعيدًا عن النفط”.
مشاكل الموازنة وسياسات “المركزي العراقي”..
وذكر أن: “الموازنة السنوية التي أقرتها السلطات الحكومية؛ تشهد زيادة كبيرة في حجم النفقات العامة بنسّبة: 59% عن السنة السابقة، والتي تُمثّل: 74.3%، من إجمالي الإنفاق، مما سيؤدّي إلى عجز مالي كبير قدره: 51.6 تريليون دينار عراقي – أي ما يُعادل: 39.7 مليار دولار – والذي يُمثل: 14.3% من حجم الواردات العامة، أي أكثر من نصف الاحتياطيات القياسّية الأخيرة التي تراكمت في أعقاب الطفرة في أسعار النفط”.
وبشأن سياسات “البنك المركزي العراقي” في تخفيض قيمة العُملة المحلية، أفاد “البنك الدولي” بأن: “خفض قيمة الدينار العراقي أدى إلى زيادة التضخم الكلي والأساسي، جراء الاعتماد الكبير على عمليات الاستيراد في ظل ضعف الإنتاج المحلي التي لا تدعمه السلطات الحكومية، والتي فضحت اقتصاد البلاد الهش”.
وأضاف تقرير “البنك الدولي” أن: “معايير المعاملات التي يعتمدها (البنك المركزي)؛ من خلال مزادات بيع العُملة؛ تسببت في إعادة توجيه العُملة الصعبة إلى السوق الموازية، الأمر الذي تسّبب في خفض قيمة الدينار مقابل الدولار”.
تنويع مصادر الدخل..
وبحسّب “البنك الدولي”؛ فإن: “افتقار العراق إلى تنويع مصادر الدخل؛ بسبب السياسات الفوضوية للحكومات المتعاقبة، أدى إلى انكماش الناتج المحلي بمقدار: 1.1%، في 2023، وزيادة الدين العام للبلاد ليبلغ: 58.3% بعد أن كان في السنة السابقة: 53.8%، أي سيصل إلى: 152 مليار دولار، بزيادة: 10 مليارات دولار، فيما وبلغ مجموع الديون الخارجية إلى: 50 مليار دولار، والداخلية: 102 مليار دولار، مما يعني أن السلطات الحكومية اقترضت في السنوات الثلاث السابقة داخليًا؛ حوالي: 60 مليار دولار، بمعدل: 15 مليار سنويًا، وبفوائد سنوية للديون الداخلية تبلغ: 16 إلى: 17% من حجم الديون”.
ووفق البنك؛ فإنّ: “آفاق المستقبل الاقتصادي في العراق ما تزال معرّضة لمخاطر كبيرة؛ بسبب الاعتماد المفرط على النفط، الذي يجعله عُرضةً للصدمات في أسواق النفط والطلب العالمي؛ مثلما يتّضح من تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى العوامل المحركة للهشاشة، والتي تشكّل تحديات أساسية للاقتصاد، كاستشراء الفساد، وسوء تقديم الخدمات وتطوير البنى التحتية، والمخاطر الأمنية”.
وأضاف “البنك الدولي” أن: “استمرار السلطات الحكومية في اتباع هذه السياسات، ستجعل من موازنة البلاد تصب في صالح الأحزاب السياسية التي أخّرت عجلة التنمية، وجعلتها تُعاني من اختلالات كبيرة على الرغم من مرور عقدين من مزاعم انتهاء الحرب”.