5 مارس، 2024 3:58 م
Search
Close this search box.

بعد اتهامه بالصمت .. “مجلس الأمن” يفشل في اختبار “كورونا” تحت ذريعة تسييس الأزمة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد اتهامه بالصمت المطبق حول التدخل للتصدي للكارثة، قام “مجلس الأمن الدولي” بمناقشة أزمة تفشي وباء “كورونا” المُستجد، لأول مرة منذ ظهور المرض، إلا أن تلك الخطوة باءت بالفشل بسبب الخلافات الحادة التي رآها البعض، خاصة “الصين”، من أنها محاولة لتسييس الأزمة.

الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، حض أعضاء “مجلس الأمن”، خلال جلسة عقدت الخميس عبر الفيديو، على التغلب على خلافاتهم المتواصلة منذ أسابيع؛ بشأن كيفية التعامل فيروس (كوفيد-19)، معتبرًا أنه يُشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين؛ لأنه: “يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاضطرابات والعنف الاجتماعي”، فضلاً عن خطره على الصحة العالمية.

غير أن هذه المناشدة من كبير الموظفين الدوليين حيال: “وحدة المجلس وتصميمه” لمواجهة الفيروس، الذي أصاب أكثر من مليون ونصف المليون من الناس، ووفاة زهاء مئة ألف شخص في كل أصقاع العالم حتى الآن، لم توقف المناكفات “الأميركية-الصينية”، التي هيمنت على محاولات بناء الجسور في الجلسة التي استمرت حوالي ثلاث ساعات، وانتهى الأمر ببضعة سطور يُعبر فيها أعضاء المجلس بصورة عامة عن دعمهم لـ”غوتيريش”، الذي كان قد شدد على أن: “مشاركة مجلس الأمن ستكون حاسمة مستقبلاً للتخفيف من آثار جائحة (كوفيد-19) على السلم والأمن الدوليين”، مضيفًا أنه: “للتغلب على الوباء اليوم، نحتاج إلى العمل معًا” و”هذا يعني تعزيز التضامن”.

ورأى أن هزيمة الوباء: “معركة جيل بأكمله، وهي علة وجود الأمم المتحدة نفسها”، مؤكدًا على أن: “توجيه المجلس رسالة تنمّ عن الوحدة والعزم سيكون لها وقع كبير في هذا الوقت العصيب”.

ثمانية مخاطر أمام العالم..

ورأى “غوتيريش” أن: “العالم يواجه أخطر اختبار له منذ تأسيس المنظمة الدولية”، قبل 75 عامًا. وحدد ثمانية مخاطر، يتمثل أولها في أن: “الجائحة تُهدد بالمزيد من تآكل الثقة بالمؤسسات العامة، لا سيما إذا كان المواطنون يُدركون أن سلطاتهم أساءت التعامل مع الاستجابة”.

وحذر من: “التداعيات الاقتصادية لهذه الأزمة”. ونبه ثالثًا إلى إمكان حصول: “توترات سياسية وتقويض الشرعية”، إذا أدّى الوباء إلى تأجيل الانتخابات أو الاستفتاءات. ورأى رابعًا أنه: “في بعض حالات النزاع، يمكن ظهور حالة من عدم اليقين بسبب الوباء”؛ مما قد ينجم عنه “تصعيد للعنف”. وشدد خامسًا على أن: “خطر الإرهاب لا يزال على قيد الحياة”؛ لأن “الجماعات الإرهابية يمكن أن ترى نافذة فرصة لكي تضرب”. ولفت إلى أن: “نقاط الضعف وقلة الاستعداد التي كشفها هذا الوباء، توفر نافذة لكيفية تنفيذ هجوم عبر الإرهاب البيولوجي”. وكشف أن: “الوباء عرقل الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لحل النزاعات”، علمًا بأن الوباء يتسبب أيضًا في إثارة أو مفاقمة تحديات مختلفة في مجال حقوق الإنسان.

أميركا تؤكد على الأصل الصيني للفيروس..

من جهتها؛ كرّرت المندوبة الأميركية الدائمة، “كيلي كرافت”، ما تؤكده إدارة الرئيس، “ترمب”، حول الأصل الصيني للفيروس، معتبرة أن: “الطريقة الأكثر فاعلية لإحتواء هذا الوباء هي جمع بيانات دقيقة تستند إلى البيانات العلمية وتحليل أصول الفيروس وخصائصه وانتشاره”.

الصين ترفض الوصم والتسييس..

وفي المقابل؛ قال نظيرها الصيني، “زانغ جون”، إنه: “يجب رفض جميع أعمال الوصم والتسييس”. وأضاف “تشانغ” أن: “التغلب على هذا التحدي العالمي والتضامن والتعاون والدعم المتبادل والمساعدة هو ما نحتاجه، في حين أن محاولة تحويل جارك إلى كبش فداء ستؤدي إلى طريق مسدود”.

ولم تكن “الصين” ترغب في تدخل “مجلس الأمن”، بذريعة أن هذا الشأن صحي وليس ضمن تفويض المجلس، بينما أصرت “الولايات المتحدة” على أن يُشير أي إجراء من المجلس إلى أصل الفيروس، الأمر الذي أثار انزعاج المسؤولين الصينيين بشكل كبير. وظهر الفيروس الجديد، الذي يُسبب مرض الجهاز التنفسي، لأول مرة في مدينة “ووهان” الصينية، في أواخر العام الماضي.

يؤثر على طريقة العمل واتخاذ القرارات..

وأفاد المندوب الروسي، “فاسيلي نيبينزيا”، أن: “الوباء ليس على جدول أعمال مجلس الأمن رسميًا”. لكن أعترف بأنه: “يمكن أن يؤثر على الطريقة التي نعمل بها ونتخذ القرارات”، واصفًا المواجهة مع فيروس “كورونا” بأنها: “حرب ضد عدو غير مرئي”، وأن: “الفوز بها والتغلب على عواقبها، يحتاج أيضًا إلى التغلب على تحيزاتنا ورهابنا وكراهيتنا وعدم الثقة بيننا وشكوكنا”.

وكان تسعة من الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في المجلس، وعلى رأسهم “ألمانيا”، طلبوا الأسبوع الماضي عقد اجتماع حول الوباء، في استياء واضح من عجز المجلس في مواجهة الأزمة غير المسبوقة.

صمت مطبق..

فيما قال المندوب الألماني، “كريستوف هيوسيغن”، إن: “ما ظهر من مجلس الأمن حتى الآن هو صمت مطبق”، مشيرًا إلى الجهود التي يبذلها الأعضاء الدائمون، وهم: “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا”، من أجل: “التوصل إلى تسوية أو حل بين بعضهم البعض”، مضيفًا أن: “علينا أن نعترف بأن هذا لم يكن ممكنًا حتى الآن”. وأكد أن: “لا حرب اليوم ذات معنى سوى الحرب على (كوفيد-19)”.

تأييد دعوة وقف إطلاق النار..

وأعلن المندوب الفرنسي، “نيكولا دو ريفير”، أن بلاده: “تؤيد تمامًا دعوة الأمين العام من أجل وقف النار”، لأن: “هناك حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لوقف إطلاق نار عالمي وفوري لتيسير الجهود المبذولة للاستجابة لأزمة (كوفيد-19)”.

وعقدت هذه الجلسة؛ بينما لا يزال أعضاء المجلس يناقشون مشروعي قرارين منفصلين بشأن جائحة “كورونا”، الأول بقيادة فرنسية تمت مناقشته حصرًا بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”، بالإضافة إلى “روسيا والصين”، بالإضافة إلى مشروع قرار آخر قدمته “تونس” لبقية الأعضاء من أجل التفاوض.

وبحث أعضاء المجلس في الجلسة إصدار بيان عادي، على غرار جملة من البيانات التي أصدرت منذ باشروا عقد جلسات عبر الأثير، خلال الشهر الماضي، بسبب التفشي الواسع لوباء (كوفيد-19) في ولاية “نيويورك”.

فشل عالمي في اختبار كورونا..

قال “طارق البرديسي”، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إن “مجلس الأمن” يواجه تحديات كبيرة للغاية في ظل أزمة انتشار فيروس “كورونا”؛ التي تجتاح العالم أجمع، موضحًا أن “مجلس الأمن” سيشهد تغييرات عديدة بعد إنهاء تلك الجائحة.

تعليقًا على خطوة “مجلس الأمن” وما حدث بها، قال الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية إن الدول الكبيرة في “مجلس الأمن” فشلت في اختبارات فيروس “كورونا”؛ وعلى رأسها “فرنسا وبريطانيا”، اللذان لم يستطيعا أن يسيطران على هذا الفيروس، وكذلك “الولايات المتحدة الأميركية” التي أصبحت تشهد أعلى معدلات إصابة بـ”كورونا” على مستوى العالم.

ولفت الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إلى أن “الصين” أيضًا فشلت في اختبار أزمة “كورونا” لأنها لم تبلغ مبكرًا بهذا الفيروس، مما تسبب في انتشاره على نطاق واسع.

نظام هش لا يستطيع التماشي مع ما يحدث..

كما قال الكاتب الصحافي، “ياسر الحريري”، إن: “القوى المتحكمة في النقاط الساخنة بالعالم لا تملك قدرة أخذ القرار في هذا التوقيت الحساس؛ وهذا يظهر جليًا في خضوع مجلس الأمن لقوى معينة”.

ولفت إلى أنه: “في هذه المرحلة بالتحديد على صعيدي الحروب ومواجهة كورونا أثبت مجلس الأمن فيهما أن النظام العالمي القائم حاليًا هو نظام هش لا يستطيع أن يتماشى مع خطورة ما يجري في العالم”.

وشدد على أن: “هذه المرحلة كانت تتطلب من الدول الغنية تحديدًا أن تقوم بواجبها الإنساني مثلما فعلت روسيا والصين مع إيطاليا، وعدة دول أخرى، على الرغم من وجود عقوبات أميركية وأوروبية على الدولتين فيما لم تستطع الدول الأوروبية مساعدة إيطاليا أو غيرها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب