17 مارس، 2024 2:35 م
Search
Close this search box.

بعد إنتهاء معركة إسقاط “الأسد” .. سوريا تستضيف 3 حروب أهلية جديدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على الرغم من أن الحرب التي اجتاحت “سوريا” على مدار نصف العقد الماضي قد أوشكت على الإنتهاء، في ظل تضاؤل الأراضي التي كانت تسيطر عليها الخلافة المزعومة لـ”أبوبكر البغدادي”، قائد تنظيم (داعش) الإرهابي، في 29 حزيران/يونيو 2014، في مسجد “النوري” في “الموصل”، إلى مجرد بضعة أمتار مربعة في مدينة “باغوز” السورية، واقترابها من السقوط في قبضة القوات الكُردية.

كما إنتهى تمرد العرب السُنة على نظام “بشار الأسد”، وما تبقى الآن هو العنصر العسكري لـ”تركيا”، لتحويل زاوية شمال غرب “سوريا” إلى كيان تركي.

الحرب الأهلية تخلف ثلاث مناطق للصراع..

تقول مجلة (فورين بوليسي) الأميركية؛ أن الحروب الأهلية القديمة، التي اندلعت في “سوريا” بعد عام 2011، قد تبدلت بثلاث حروب جديدة، تدور في ثلاث مناطق مستقلة؛ وهم أولًا: المنطقة التي يسيطر عليها النظام والقوات الروسية. ثانيًا: المنطقة الواقعة شرق “نهر الفرات”، التي تسيطر عليها “القوات الديمقراطية السورية”، والتي تتألف في المقام الأول من مقاتلين أكراد تحميهم “الولايات المتحدة” والقوات الجوية الغربية. وأخيرًا: المنطقة التي يسيطر عليها الأتراك وحلفاؤهم السُنة من المسلمين في محافظة “إدلب”.

تتكون المنطقة، التي يسيطر عليها النظام، من حوالي 60 في المئة من أراضي البلاد، بينما تمتلك “قوات سوريا الديمقراطية” حوالي 30 في المئة، والمنطقة الإسلامية السُنية التركية تبلغ حوالي 10 في المئة.

تعتبر المجلة الأميركية أن كل تلك المناطق تستضيف الآن حربًا أهلية خاصة بها، مدعومة من الجيوب العسكرية المجاورة.

المنطقة الإسلامية السُنية التركية..

وتقول (فورين بوليسي)؛ أن أكثر المناطق هشاشة بين الكيانات الثلاثة، من حيث الترتيبات الداخلية والعلاقات مع القوى الخارجية، هي “المنطقة الإسلامية السُنية التركية”.

الجزء الجنوبي من هذه المنطقة؛ محكوم اليوم بالكامل من قِبل تنظيم (هيئة التحرير الشام)، وهو ثمرة تنظيم (القاعدة) السوري. المنطقة محمية من التوغل البري من قِبل “نظام الأسد” بموجب “اتفاق سوتشي”، المحفوف بالمخاطر، الذي تم التوصل إليه بين رئيس روسيا، “فلاديمير بوتين”، ورئيس تركيا، “رجب طيب إردوغان”، في أيلول/سبتمبر 2018.

لكن؛ في حين أن التوغل البري لا يبدو وشيكًا، إلا أن محافظتي “إدلب” و”حماة” تتعرضان لقصف مدفعي من قِبل النظام يوميًا.

وفي أقصى الشمال، في إقليم “عفرين”، الكُردي السابق، يواجه الأتراك وحلفاؤهم تمردًا غير مبلغ عنه، تدعمه “وحدات حماية الشعب الكُردي”.

أشار تقرير حديث، صادر عن موقع (بيلينكات) لنشر أخبار مناطق الحروب، إلى وقوع 220 هجومًا في منطقة “عفرين”، ضد القوات التركية والقوات المتحالفة معها، في الفترة ما بين أواخر آذار/مارس 2018؛ ونهاية كانون ثان/يناير 2019، على شكل كمائن على جانب الطريق، كما تم ضبط الأجهزة المتفجرة، وإعدام ما يسمى بالمتعاونين، حيث قتل حوالي 100 شخص خلال الشهر الماضي.

اشتعال جبهة عفرين..

بدأت الهجمات، في كانون ثان/يناير 2018، فور وصول “تركيا” إلى المنطقة كجزء من عملية “غصن الزيتون”، التي دمرت إقليم الأكراد السوريين في أقصى غرب البلاد. ورغم ذلك، لا تتحمل “وحدات حماية الشعب” الكُردية مسؤولية الهجمات الحالية.

وتشهد المنطقة، الخاضعة لسيطرة “الولايات المتحدة” وقوات الدفاع الذاتي “شرق الفرات”، إشارات التمرد الداخلي الموجه من الخارج. وفقًا لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قُتل “236 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية ومدنيون وعمال نفط ومسؤولون”، منذ آب/أغسطس 2018، في حوادث لا صلة لها بمحاربة (داعش). وقعت عمليات القتل في جميع محافظات “الرقة” الأربع و”حلب” و”الحسكة” و”دير الزور”؛ التي يسيطر عليها الأكراد المتحالفون مع “الولايات المتحدة” بالكامل.

وكانت آخر الأحداث، بحسب المرصد، اغتيال أحد مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية”، في وقت سابق من هذا الشهر، في منطقة “سويدان”، جزيرة في الريف الشرقي من “دير الزور”، وانفجار عبوة ناسفة في منطقة جامعة في نفس المقاطعة.

وتلقي “قوات سوريا الديمقراطية” باللوم على “تركيا” في هذه الأعمال، وأيضًا في عمليات القتل الأخرى؛ مثل مقتل المسؤول الكُردستاني البارز، “عمر علوش”، في آذار/مارس 2018، والشيخ “بشير فيصل الهويدي”، أحد زعماء قبيلة “شمر”، المتحالفة مع “قوات سوريا الديمقراطية”، في “الرقة”، في تشرين ثان/نوفمبر 2018.

مناطق سيطرة النظام..

هناك مشتبه بهم محتملين داخل “سوريا”، بما في ذلك “نظام الأسد”، (أو حلفائه الإيرانيين)، أو (داعش)، وكلهم أعداء للأكراد الذين تدعمهم “الولايات المتحدة”.

تعتبر المنطقة، التي يسيطر عليها النظام، هي أكثر المناطق الثلاث المنفصلة في “سوريا”، أمنًا واستقرارًا. ويعمل الرئيس، “بشار الأسد”، من خلال طريق بطيء لاستعادة الشرعية في أعين معظم السوريين؛ ولا يواجه أي تهديد كبير لحكمه المستمر على معظم الأراضي السورية.

لكن في المناطق التي يسيطر عليها النظام أيضًا، هناك بعض من السخط لدى القوى التي ترغب في أن تسيطر على السلطة والنفوذ في هذه المنطقة. ويشمل ذلك الميليشيات المحلية والأجنبية المتحالفة مع “إيران”، والشرطة العسكرية الروسية، و”حزب الله” اللبناني، وبالطبع مختلف الهياكل الأمنية المتنافسة في الدولة السورية.

لكن في النهاية؛ تعاونت هذه القوى لصالح إبقاء “الأسد” في السلطة، بالرغم من مصالحهم غير المتجانسة تمامًا. وقد أدى ذلك إلى توترات وردود فعل عنيفة. في محافظة “درعا”، المضطربة في الجنوب الغربي، أدى ذلك إلى تجدد التمرد على نطاق واسع ضد “نظام الأسد”.

منذ تشرين ثان/نوفمبر 2018، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم، “المقاومة الشعبية”، والتي تتألف من مقاتلين متمردين سابقين غير جهاديين بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في منشآت النظام وشن الهجمات على نقاط التفتيش، وكان آخرها قصف نقطة تفتيش عسكرية في 6 شباط/فبراير، وتم نشر شريط فيديو على الإنترنت بتفاصيل العملية.

مع اختفاء خلافة تنظيم (داعش) الإرهابي من خريطة “سوريا”، فإن البلاد رهن حقيقة واضحة، وهي الانقسام، حيث لا تزال تستمر مجموعة متنوعة من حركات التمرد ذات الشهرة المنخفضة في حصد الأرواح، وبالرغم من إنتهاء الحرب المفتوحة في “سوريا”، إلا أن السلام يبقى أملًا بعيد المنال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب