بعد إنتهاء زيارة الوفد السعودي .. “عبدالمهدي” في طهران .. فماذا يفعل هناك في هذا التوقيت ؟

بعد إنتهاء زيارة الوفد السعودي .. “عبدالمهدي” في طهران .. فماذا يفعل هناك في هذا التوقيت ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ريثما انتهت زيارة الوفد السعودي، ذهب رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، في زيارة هي الأولى من نوعها بعد توليه منصبه، إلى “إيران”، صحبة وفد وزاري وعدد من رجال الأعمال، في زيارة رسمية تستغرق يومين، بدأها السبت، حيث التقى رئيس مجلس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، في “طهران”، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، “حسن روحاني”، فيما ترجح بعض المصادر أن “عبدالمهدي” سيطرح مبادرة للتقريب بين “طهران” و”الرياض”.

وذكر بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء أنه: “جرى استقبال رسمي في قصر سعد آباد، بطهران، لعبدالمهدي، عزف خلاله السلامان الجمهوريان العراقي والإيراني وجرى تفتيش حرس الشرف”.

وأضاف البيان أن: “عبدالمهدي وروحاني؛ عقدا اجتماعًا ثنائيًا، وتوجها بعده لعقد الاجتماع المشترك بحضور أعضاء الوفدين الرسميين”.

وتابع أن: “الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء، في زيارته التي تستغرق يومين، يضم وزراء النفط والمالية والخارجية والتخطيط والتجارة والكهرباء والموارد المائية ومستشار الأمن الوطني؛ وعددًا من المسؤولين والمستشارين، إضافة إلى السفير العراقي لدى طهران”.

والتقى “عبدالمهدي”، خلال هذه الزيارة، بالمرشد الإيراني الأعلى، “علي خامنئي”، فضلًا عن قيادات إيرانية أخرى، وسيبحث كذلك عددًا من الملفات، على رأسها الاقتصادية والتجارية، من أجل التحرك بما يسمح بتخفيف عواقب “العقوبات الأميركية” على “طهران”.

وكان الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قد زار “العراق”، في الشهر الماضي، ووقع عدة اتفاقيات في مجالات مختلفة بين البلدين.

سنقف ضد أي تهديد لإيران..

خلال الزيارة؛ أكد رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، أن “العراق” أكثر استقرارًا وسلمًا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن “العراق” يعمل على إرساء أسس السلام ويرغب بإنهاء “عصر الحروب” في المنطقة.

وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إن: “العراق وإيران يتمتعان بعلاقات تاريخية ويقفان مع بعضمها لمواجهة التحديات”، مضيفًا أن: “العراق الآن أكثر استقرارًا وسلمًا، ونقوم بزيارات مهمة لدول العالم”.

وتابع “عبدالمهدي”: “نريد جعل علاقتنا المتطورة مع إيران قدوة لعلاقتنا مع دول المنطقة، وعازمون على الوقوف سوية ضد أي تهديد يستهدف البلدين أو أيًا من دول المنطقة”.

ومضى رئيس الوزراء إلى القول: “نريد إنهاء عصر الحروب وإنهاء الخلافات في المنطقة”، مؤكدًا: “نعمل بجد على إرساء أسس السلام في المنطقة”.

زيادة التبادل التجاري وبناء خط السكك الحديدية..

من جانبه؛ لفت الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إلى أن الجانبين بحثا القضايا الإقليمية، حيث لدى الجانبان وجهات نظر مشتركة في الكثير من القضايا، مضيفًا أن الجانبين بحثا تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت في “بغداد”، مشيرًا إلى زيارته للعاصمة العراقية في الشهر الماضي.

مضيفًا أن العلاقات التجارية بين البلدين جيدة جدًا؛ ولدينا برامج لايصال التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار.

وذكر أن الجانبين اتفقا على بناء مدن صناعية على الحدود، منها واحدة في منطقة الجنوب وأخرى في منطقة الغرب.

وقال “روحاني”، بعد اجتماعه مع “عبدالمهدي”، أن: “خطط تصدير الكهرباء والغاز، وربما النفط أيضًا مستمرة، ونحن مستعدون لتوسيع هذه الاتصالات ليس فقط بالنسبة للبلدين؛ وإنما لبلدان أخرى أيضًا”.

وتابع “روحاني”، الذي يحلم بالتوسع الفارسي، أنه في غضون الشهور القليلة المقبلة سنبدأ في بناء خط سكك حديدية يربط بين البلدين؛ بموجب اتفاق جرى إبرامه في آذار/مارس الماضي.

ضرورة خروج القوات الأميركية بأسرع وقت..

من جانبه؛ حث المرشد الأعلى الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، “عبدالمهدي”، على ضمان خروج القوات الأميركية “بأسرع ما يمكن”.

ونُقل عن “خامنئي” قوله: “يجب التأكد من أن الأميركيين سيسحبون قواتهم من العراق بأسرع ما يمكن؛ لأن طردهم يصبح صعبًا عندما يستمر وجودهم العسكري طويلًا في أي بلد”.

وأوضح “خامنئي” أن: “أميركا والسعودية دعمتا (داعش)؛ عند احتلالها الموصل بالمال والسلاح”، مشيرًا إلى أن: “تصريحات المسؤولين الأميركيين والسعوديين حول العراق تختلف عن نياتهم الحقيقية”، ونبّه إلى أن: “أميركا وأتباعهم بالمنطقة يعارضون تحويل العراق إلى الديمقراطية الحالية؛ ويرونها تتعارض مع مصالحهم”.

مبادرة للتقريب بين إيران والسعودية..

حول ما يمكن أن تحمله الزيارة من رسائل؛ كشف مصدر سياسي عراقي مُقرب من رئيس الحكومة العراقية، أن “عبدالمهدي” سيطرح، خلال زيارته الحالية لـ”طهران”، مبادرة لتقريب وجهات النظر بين “إيران” و”السعودية”.

وقال المصدر إن: “زيارة عبدالمهدي، في شكلها، ستبحث العلاقات بين بغداد وطهران وآليات تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التعاون بين البلدين، لكنه سيطرح أيضًا مبادرة بين إيران والسعودية”.

وأضاف أن: “هذه المبادرة بدأت من مصر، عندما زارها، (عبدالمهدي)، الشهر الماضي، وستتضح ملامحها أكثر خلال زيارته إلى السعودية في الأيام المقبلة”.

استكمالًا لمباحثات “روحاني”..

من جانبها؛ أشادت “لجنة العلاقات الخارجية” في “مجلس النواب” بانفتاح “العراق” على دول الجوار ومحيطه العربي والإقليمي بزيارة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي” والوفد الكبير المرافق له لـ”طهران”، مؤكدًة على أنه استكمالًا للمباحثات التي أجراها الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”.

وقال رئيس اللجنة النائب، “عامر الفايز”، إن: “انفتاح العراق على دول الجوار وخلق علاقات متوازنة معها؛ هي سياسة العراق الجديدة من أجل إعادة إعمار العراق وتحسين قطاعاته صناعيًا وسياحيًا وزراعيًا، فضلًا عن تطوير التبادل التجاري لكل الأطراف”.

وأضاف “الفايز”، أن: “زيارة رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، والوفد الكبير لطهران يأتي استكمالًا للمباحثات المهمة التي أجراها الرئيس الإيراني، روحاني، للعراق، خاصة في مجال تفعيل اتفاقية إقامة منطقة صناعية بين البلدين”.

إنبطاح حكومة بغداد لطهران..

كما يقول موقع (بغداد بوست)؛ أن زيارة “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، إلى “إيران” كشفت عن العديد من الحقائق التي لا تقبل الشك، ومنها إنبطاح حكومة “بغداد” لـ”طهران”، وتلقي التعليمات من قِبل المرشد.

وأن زيارة “عبدالمهدي” تثير مخاوف العديد من خبراء السياسة والمهتمين بالشأن العراقي، فمنهم من راح يتوقع إمتلاء خزينة “طهران” من أموال “المملكة العربية السعودية”؛ والتي منحتها لـ”العراق” لإنشاء ملعب رياضي وتنشيط التجارة والاقتصاد بين البلدين.

وكانت “السعودية” قد منحت “العراق”، مليار دولار، كمساهمة من “خادم الحرمين الشريفين” في تنمية ونهضة “العراق”، كي تكون المملكة شريكًا أساسيًا في هذه النهضة.

مخاوف إيرانية من التقارب السعودي..

وقال الخبراء إن هناك مخاوف إيرانية واضحة، بعد زيارة الوفد السعودي الكبير لـ”العراق”، “طهران” تخشى “المملكة العربية السعودية” لأنها حائط الصد لمواجهة التمدد الشيعي الفارسي في المنطقة، والتاريخ شاهد على ذلك.

وأضافت المصادر أن “إيران” تحاول الآن التقرب أكثر وفرض سيطرتها أكثر فأكثر بمشاريع ووعود وهمية. مثل التي أطلقها “حسن روحاني”، اليوم خلال لقائه “عبدالمهدي”، بتوسيع التجارة في “الغاز” و”النفط”، فهو يقصد توسيع السرقة والإستيلاء في “غاز” و”نفط العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة