8 مايو، 2024 9:00 م
Search
Close this search box.

بعد إعلان نفسه حاكمًا .. “حفتر” يقلب الموازين رأسًا على عقب في ليبيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تدخل “ليبيا” مرحلة سياسية جديدة بعد إعلان قائد الجيش الوطني الليبي، المشير “خليفة حفتر”، قبوله تفويض الشعب الليبي للقيادة العامة للقوات المسلحة بتولي مهمة قيادة البلاد، وإسقاط “اتفاق الصخيرات” لعام 2015.

وقال “حفتر”، في كلمة متلفزة: “أعلن قبولنا إرادة الشعب والتفويض وإسقاط الاتفاق السياسي؛ ليُصبح جزءًا من الماضي”، مضيفًا أن الاتفاق السياسي دمر البلاد وقادها إلى منزلقات خطيرة، ولكنه: “أصبح من الماضي”.

وكان “حفتر” قد طالب الشعب الليبي بتفويض، الجيش الوطني، لإسقاط “حكومة الوفاق”، التي استعانت بالإرهاب والتدخل التركي في شؤون البلاد.

وفوّض “مجلس أعيان مدينة الزنتان”، جنوب غرب “ليبيا”، القوات المسلحة الليبية، لتولي مسؤولية تسيير أمور البلاد، معلنًا تأييدَه “عمليةَ الكرامة”، التي تقاتل التنظيمات الإرهابية.

ردود أفعال متحفظة..

وتوالت الردود الدولية المتحفظة على تلك الخطوة، من جانبها، عبرت “السفارة الأميركية” في “ليبيا”، على (فيس بوك)؛ عن أسفها لإعلان “حفتر” بشأن “اتفاق الصخيرات”، معلنة في بيان أنها: “تُرحب مع ذلك بأي فرصة لإشراك حفتر وجميع الأطراف في حوار جاد، حول كيفية حلحلة الأزمة وإحراز تقدم في البلاد”.

كما قالت: “نحُض القوات المسلحة الليبية على الإنضمام إلى حكومة الوفاق، في إعلان وقف فوري للأعمال العدائية لدواع إنسانية، في ظل وباء فيروس كورونا”.

بدورها؛ أعلنت “الخارجية الروسية”، أن “موسكو” تفاجأت من إعلان “حفتر” نقل السلطة في البلاد، مشددة على عدم وجود حل عسكري للنزاع. وقال مصدر مطلع في “الخارجية الروسية”: “نحن نقف مع استمرار الحوار الشامل بين الأطراف في إطار العملية السياسية، فلا يوجد حل عسكري للصراع”.

مسرحية هزلية..

إلى ذلك؛ اعتبر المجلس الرئاسي لـ”حكومة الوفاق” ما جاء في كلمة “حفتر”: “هوسًا بالسلطة بلغ مداه، وحمقًا بلغ منتهاه”، قائلًا إنه: “في مسرحية هزلية يُعلن المتمرد عن انقلابٍ جديد يُضاف لسلسلة انقلاباته التي بدأت منذ سنوات”.

وفي إشارة لـ”مجلس النواب” في “طبرق” ورئيسه، “عقيلة صالح”، قال المجلس: “انقلب المتمرد حتى على الأجسام السياسية الموازية التي تدعمه؛ والتي في يوم ما عينته، وبذلك لم يُعد في مقدور أحد أو أي دولة التبجح بشرعيته بأي حجة كانت”.

قاع جديد..

من جهتها؛ قالت مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالنيابة في ليبيا، “ستيفاني ويليامز”: “إن الوضع وصل إلى القاع، ولكن بعد ذلك هناك قاع جديد”.

وأضافت “ويليامز”: “أتضح أن أولئك الذين حضروا مؤتمر برلين لم يقصدوا أبدًا الإلتزام بتعهدهم بمراقبة حظر الأسلحة. وبحسب تقرير لـ (بي. بي. سي)، بعد خمسة أيام فقط من القمة، غادرت تركيا سفينة شحن محملة بالأسلحة إلى طرابلس، برفقة فرقاطتين تركيتين”.

وأوضحت أنه: “ما كان في السابق حربًا أهلية في ليبيا تحول إلى حرب بالوكالة، تمامًا كما هو الحال في سورية واليمن، مع القوى الخارجية”.

وزادت: “نحن نعرف الوقود الإقليمي للصراع، وبشكل رئيس الأتراك والإمارات … تصل شحنات الأسلحة على سفن الشحن التركية وعلى متن رحلات الشحن من الإمارات العربية المتحدة”.

اللجوء للخيار العسكري مرفوض..

في سياق ذلك؛ أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، “أحمد أبوالغيط”، عن إنزعاجه من التصعيد الذي تشهده “ليبيا” على الصعيدين السياسي والعسكري، مجددًا تأكيده موقف الجامعة الثابت، والمرتكز على رفض اللجوء للخيار العسكري، والإلتزام بالحوار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة الليبية.

وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أمس، إن “أبوالغيط” عبّر عن استنكاره لاستمرار العمليات العسكرية في مختلف أرجاء “ليبيا”، وجدّد مناشدته طرفي النزاع حقن الدماء، والإلتزام بهدنة إنسانية.

خطوات “حفتر” المقبلة..

ووسط ردود الأفعال المتوالية، تترقب “ليبيا” إعلانًا وشيكًا من المشير “خليفة حفتر”، قائد “الجيش الوطني”، حول تفاصيل المرحلة المقبلة، وسط تساؤلات حول مصير “حكومة الوفاق”، برئاسة “فائز السراج”.

وقالت مصادر مطلعة إنه من المقرر أن يُعلن “حفتر”، في وقت لاحق، بيانًا رسميًا يتحدث فيه عن إنشاء هيكل تنفيذي جديد، ممثلاً في مجلس يترأسه، يتولى السلطة ضمن مرحلة انتقالية قد تستغرق عامين على أقل تقدير.

وأشارت المصادر إلى أن إعلان “حفتر” سيقضي بإنتهاء ولاية حكومة “السراج” باعتبارها غير شرعية ولم تنل موافقة “مجلس النواب”، الذي يوجد مقره في مدينة “بنغازي” (شرق)، لكن سيتم الإبقاء عليه إلى حين إجراء انتخابات برلمانية جديدة.

وتابعت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن “حفتر” سيطلب من المجتمع الدولي الإعتراف بالمرحلة الجديدة، باعتبارها الصوت الرسمي الوحيد المعبر عن الشعب الليبي.

وقف جميع العمليات العسكرية..

بموازاة ذلك؛ أعلن “حفتر” وقف جميع العمليات العسكرية من جانب واحد استجابة لدعوة الدول الصديقة.

وحسب (ليبيا 24)؛ قال الناطق باسم الجيش، “أحمد المسماري”، أمس الأربعاء؛ إن “حفتر” سيقدم ما وصفها بخريطة طريق لمستقبل لـ”ليبيا” خلال الأيام المقبلة.

وأكد “المسماري” على أن وقف الجيش للعمليات العسكرية من جانبه جاء استجابة لمطالب المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة.

المجتمع الدولي مرتبط بمصالحه..

تعليقًا على خطوة “حفتر”، لفت الكاتب والمحلل السياسي الليبي، “كامل المرعاش”، إلى أن: “المجتمع الدولي لم يرفض ما قام به قائد الجيش خليفة حفتر، ولكن يمكن أن نعتبر المواقف والتصريحات نوعًا من التحفظ على هذا الإعلان والذي اعتبروه أنه أحادي الجانب”.

وقال “المرعاش” إن: “المجتمع الدولي مرتبط بمصالحه في ليبيا مع كثرة الدول المتداخلة في الملف، والتي لها مصالح ليست مشتركة مع الدول الأخرى، فالتعويل على المجتمع الدولي ليست مطلوبة على المستوى الوطني الليبي”.

انقلاب الموازين رأسًا على عقب..

من جهته؛ قال الأكاديمي والمحلل السياسي، “إسماعيل روِحية”، إن: “الموازين العسكرية في ليبيا انقلبت رأسًا على عقب بعد إصرار حفتر المضي في خيار إدارة شؤون البلاد؛ والكفة العسكرية مالت لصالح حكومة الوفاق ما يجعل الأزمة تأخذ منعطفًا آخر”.

وأشار إلى أن: “هذا الموقف أثبت لكل الشركاء داخل الوطن والمهتمين بالأزمة أن حفتر ليست له نية للمضي في مسار سياسي قد يفضي إلى إيجاد توافق ومخرج لهذه الأزمة”.

وأوضح أن: “الحرب منذ بدايتها كانت تتوسع وأصبح دور الأطراف الداخلية قليل وبدأت تعول على الأطراف الإقليمية والدولية الخارجية وهو ما كان خيار خليفة حفتر منذ البداية وأصبح لزامًا على حكومة الوفاق أن تبحث عن حليف إستراتيجي مهم وكان لها التوجه إلى تركيا الذي أحدث فارقًا كبيرًا في ميزان القوى لصالح حكومة الوفاق”.

محاولة لإنقاذ البلاد من التدهور والفوضى..

فيما قال “عبدالستار حتيتة”، الخبير في الشؤون الليبية، إن كلمة المشير “خليفة حفتر”، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بشأن قبول تفويض الشعب لإدارة البلاد وإلغاء “اتفاق الصخيرات” يؤكد أن “الجيش الليبي” يتعامل مع الأزمة الليبية بشكل جدي وإحترافي وحاسم، موضحًا أن الخطوة التي أعلن عنها المشير “خليفة حفتر”؛ هو محاولة لإنقاذ البلاد من تدهور وفوضى بسبب “اتفاق الصخيرات”.

مضيفًا أن تصريحات “خليفة حفتر” هي أول خطوة قوية لمنع التدخل الأجنبي منذ عام 2011، لافتًا إلى أن القرارات التي أعلنها “حفتر” تأتي بعد تشاور مع أطراف عديدة بمن فيها أطراف يُنظر لها البعض أنها خصم للمشير.

ولفت الخبير في الشؤون الليبية، إلى أن قرارات “خليفة حفتر” تشهد حاضنة قبلية وشعبية قوية، يمكن البناء عليها لرسم مستقبل جديد لـ”ليبيا” بعيدًا عن التدخلات الخارجية، خاصة أن حكومة “فايز السراج” هي حكومة غير شرعية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب