25 أبريل، 2024 4:14 م
Search
Close this search box.

بعد إعلان ترامب بأنه يخلق “توازنًا” .. إردوغان يلوح بقواته بـ”ليبيا” في وجه روسيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الأولى، وفي حديث له بعض الدلالات والرسائل المقصودة والموجهة للمجتمع الدولي الرافض لتدخله في الشأن الليبي، إلا أنه يأتي بعد أخذه “الضوء الأخضر” من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بموافقته علي تواجده في الأرض الليبية؛ بل وتبريره بإحداث التوازنات على الأرض، ووصل الأمر إلى أكثر من ذلك وهو أن يُعلن عدم إعترافه بالمشير “خليفة حفتر”، وهو الأمر وإن دل فإنما يُدل على أن هناك اتفاقات ما تحدث خلف الستار بين “واشنطن” و”أنقرة”، حيث أنه بالتزامن مع محادثات “جنيف” حول “ليبيا”، أقرّ الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بوجود مقاتلين سوريين موالين لبلاده في “ليبيا”، إلى جانب عناصر التدريب الأتراك، بحسب ما أفادت وكالة (فرانس برس).

وبعد نفي استمر أشهرًا، قال “إردوغان”؛ للصحافيين في “إسطنبول”: “تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب. هناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري”، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يُطلق عليهم سابقًا اسم: “الجيش السوري الحر”، الذين تدعمهم “أنقرة”.

يعترف بـ”السراج” زعيمًا شرعيًا للبلاد..

وتابع “إردوغان”: “سأطرح سؤالًا هنا، القوات الروسية موجودة مع 2500 شخص، لماذا لا يتحدثون عنها ؟.. لدينا تأكيد فيديو لوجودهم. السودان نفسه ومرتزقتهم موجودون هناك أيضًا. إذا جمعناهم معًا، فهناك أكثر من 10000 إرهابي هناك. لا أحد يتحدث عنهم”.

واعتبر الرئيس التركي، أن: “فايز السراج هو الزعيم الشرعي الوحيد في ليبيا، رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة”، واصفًا، اللواء “خليفة حفتر”، قائد قوات شرق ليبيا، بـ”أمير الحرب المتمركز في الشرق”.

حفتر” يشترط خروج مرتزقة تركيا..

يأتي هذا بالتزامن مع استئناف محادثات وقف النار في “جنيف”، بحسب ما أعلنت “الأمم المتحدة”، مؤكدة أن المفاوضات عادت لمسارها بعد أيام من انسحاب “حكومة الوفاق”، برئاسة “فايز السراج”، إثر قصف استهدف سفينة تركية في “ميناء طرابلس”، قال “الجيش الليبي” إنها محملة بالأسلحة.

في حين أكد قائد الجيش الليبي، “خليفة حفتر”، في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية؛ أن وقف إطلاق النار ممكن فقط؛ إذا توقف المقاتلون الأتراك والمرتزقة السوريون عن دعم “حكومة الوفاق”. وأضاف: “أي وقف لإطلاق النار (سيكون) معلقًا على تنفيذ عدة شروط: المرتزقة السوريون والأتراك، ووقف إمدادات السلاح التركية لطرابلس، وتصفية الجماعات الإرهابية في العاصمة الليبية”.

وعقد خمسة ضباط عسكريين، من كل جانب، محادثات غير مباشرة في غرف منفصلة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، “غسان سلامة”، الذي تنقل بين الوفدين جيئة وذهابًا، لكن حتى الآن لا توجد علامة على تحقيق أي تقدم.

ألفان مقاتل سوري في ليبيا..

يُذكر أن “الأمم المتحدة” كانت قد أكدت، سابقًا، وجود مقاتلين سوريين في “طرابلس”. وقال المبعوث الأممي، “غسان سلامة”، في مقابلة مع وكالة (رويترز)، في 18 كانون ثان/يناير الماضي: “أستطيع أن أؤكد وصول مقاتلين من سوريا”، مقدرًا عددهم بما يتراوح بين ألف وألفين.

بدوره أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الشهر الماضي، تواصل عملية نقل المقاتلين من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى “طرابلس” فاق الألفين.

وكان “البرلمان التركي” قد أقر قانونًا يجيز نشر قوات تركية في “ليبيا”، على خلفية الاتفاق الموقع بين “تركيا” و”حكومة فايز السراج” في “ليبيا”، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، حول التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين، بالإضافة إلى ترسيم مناطق النفوذ البحري بين “تركيا” و”ليبيا” في “شرق البحر المتوسط”.

وبدأت “قوات شرق ليبيا”، بقيادة “خليفة حفتر”، في نيسان/إبريل 2019، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة الليبية، “طرابلس”، والتي تديرها حكومة “فايز السراج”.

أعترف بسقوط قتلى..

وبعد هذه الخطوة؛ وجد “إردوغان” أن الوقت بات مناسب لتثبيت وجوده على الأرض الليبية، فأعترف أمس، في تصريحات هي الأولى من نوعها، بسقوط قتلى من الجيش التركي في العمليات العسكرية التي تنفذها بلاده لدعم ميليشيات “طرابلس” في مواجهة “الجيش الوطني الليبي”.

وأكد أن سياسات “أنقرة” في سوريا وليبيا: “ليست مغامرة، ولا خيارًا عبثيًا”. وأضاف: “ذهبنا إلى ليبيا بمقاتلين من الجيش الوطني السوري، ومازلنا مستمرين في قتالنا، كما سقط عدد من القتلى في صفوف الجنود الأتراك”.

ودافع “إردوغان”، أمام حشد من مناصريه في مدينة “إزمير”، عن سياسة بلاده في “ليبيا” و”سوريا” و”البحر الأبيض المتوسط”، قائلًا: “إن تدخلنا في ليبيا وسوريا ومياه البحر الأبيض المتوسط ضروري جدًا، وإذ لم نتدخل سندفع ثمنًا باهظًا في المستقبل. وستكون العواقب وخيمة، وجيشنا موجود في كل مكان”.

وكانت مصادر ليبية قد أكدت، في وقت سابق، مقتل ضابطين تركيين؛ يحمل أحدهما رتبة رفيعة ومترجمًا سوريًا، في قصف على “ميناء طرابلس” البحري، في 18 شباط/فبراير الجاري.

وفي 10 كانون ثان/يناير الماضي، تحدثت مصادر مسؤولة في “ليبيا” عن مقتل 3 ضباط أتراك آخرين، وإصابة 6 في معارك “طرابلس”، قبل إعلان وقف إطلاق النار، 12 كانون ثان/يناير الماضي.

وأوضحت المصادر أن الجثامين الثلاثة نُقلت، في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، على متن طائرة تابعة لشركة “الأجنحة”، المملوكة للإرهابي، “عبدالحكيم بلحاج”، أمير الجماعة الليبية المقاتلة – فرع تنظيم (القاعدة) – إلى “إسطنبول”، عبر “مطار معيتيقة”.

رسالة مبطنة لروسيا..

تعليقًا على ذلك، قال المحلل السياسي التركي، “جلال السلمي”، إن: “حديث الرئيس التركي عن وجود مقاتلين سوريين في طرابلس؛ رسالة مبطنة إلى الجانب الروسي، فحواها أن أنقرة تعتبر إدلب وطرابلس مسألة واحدة، ويمكن أن تضغط على روسيا في ليبيا من أجل إدلب والعكس”، مؤكدًا أن “تركيا” ماضية في استخدام كافة أوراقها؛ لبسط نفوذها في “ليبيا”.

وحول تناقض الموقف التركي مع مخرجات “برلين” وقرارات “مجلس الأمن” ذات الصلة، أوضح “السلمي”: أن “صيغة حديث إردوغان عن وجود مقاتلين سوريين في ليبيا لم تحمل إعتراف صريح بأن تركيا هي من قامت بإرسال المقاتلين وتدريبهم، بالتالي لا يمكن أن يكون هناك موقف من قِبل مجلس الأمن ضد أنقرة؛ إلا في حالة وجود إثباتات ودلائل”.

لا إيجابيات حول مسار “جنيف” العسكري..

من جانبه؛ قال الباحث في العلاقات الدولية، “ناصر زهير”، إن: “القوى الغربية لن تتعامل مع تصريحات إردوغان حول ليبيا على أنها تضيف شيئًا جديد، لوجود دلائل كثيرة ضد تركيا في ليبيا، قد أعلنت سابقًا، حتى بعد مؤتمر برلين، وهذا ما أشار إليه غسان سلامة”.

وتابع “زهير” أنه: “رغم تعقد المشهد؛ إلا أن المبعوث الأممي، غسان سلامة، يُصدر تصريحات متفائلة بعيدة عن الواقع، بالتالي لا أتوقع أن يكون هناك ايجابيات مترتبة على مسار جنيف العسكري، لأن جميع الأطراف متباعدة في أهدافها ومصالحها، ولا يمكن الاتفاق بينها”.

موضحًا أن: “النقطة الوحيدة التي يمكن الاتفاق عليها هي اجتماعات اللجنة الاقتصادية، وآلية توزيع عائدات النفط وإعادة ضخه، غير ذلك لن يكون هناك تقدمًا في المفاوضات، إلا إذا تحولت الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهذا يحتاج إلى جهد كبير”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب