22 أكتوبر، 2024 4:37 م
Search
Close this search box.

بعد إعلان “المرحلة الجديدة” وقصف منزل نتانياهو .. هل باتت المواجهة بين “حزب الله” والاحتلال أكثر فتكًا ؟

بعد إعلان “المرحلة الجديدة” وقصف منزل نتانياهو .. هل باتت المواجهة بين “حزب الله” والاحتلال أكثر فتكًا ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

بعد يومين من إعلان (حزب الله) اللبناني، عن إطلاق “مرحلة جديدة وتصاعدية” في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مع استخدامه للمرة الأولى لـ”صواريخ دقيقة” لاستهداف القوات الإسرائيلية عند الحدود في جنوب “لبنان” أو في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

برز تطوران لافتان خلال الساعات الأخيرة بالمواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي و(حزب الله). الأول: استهداف منزل رئيس وزراء الكيان؛ “بنيامين نتانياهو”، بمُسّيرة، والثاني: كثافة إطلاق الصواريخ من “لبنان” صوب الأراضي المحتلة.

وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ السبت، أن مُسّيرة أطلقت من “لبنان” استهدفت مقر إقامة؛ “بنيامين نتانياهو”، في “قيساريا”.

وجاءت العملية بعد أيام من استهداف الحزب قاعدة عسكرية قرب بلدة “بنيامينا”، في شمال “إسرائيل”، بطائرة مُسّيرة، مما أسفر عن مقتل (04) جنود وإصابة العشرات.

وهو ما جعل المراقبون يرون أن هذا التصعيد يأتي تعبيرًا عما أعلنه (حزب الله)؛ في بيانه الأخير: “الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام المقبلة”، وفق البيان.

“السبت الأصعب”..

ومنذ صباح السبت؛ تصاعدت حدة إطلاق الصواريخ من قبل (حزب الله)، من حيث كثافة الإطلاق ومداها والإصابات التي تسببت بها.

ووفق كثافة النيران؛ يُعد “السبت الأصعب”، على شمالي “إسرائيل” منذ بدء التصعيد الأخير قبل نحو شهر، حيث تدوي صفارات الإنذار في معظم المدن، والبلدات في عموم شمالي الأراضي المحتلة بدءًا من مدينة “حيفا”.

116 صاروخًا من لبنان..

وفي غضون (04) ساعات ونصف الساعة؛ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد إطلاق: (116) صاروخًا من “لبنان”، وهو أعلى من المعدل في الأيام الأخيرة؛ حيث تم إطلاق: (100-200) صاروخ في اليوم الواحد.

ومن بين هذه الصواريخ؛ تم إطلاق نحو: (60) صاروخًا في غضون (07) دقائق فقط. كما لوحظ أن تركيز إطلاق الصواريخ كان على مدينة “حيفا” ومحيطها.

ولم تشهد مدينة “حيفا”، ومحيطها القريب نزوحًا كبيرًا على غرار البلدات، والمدن القريبة من الحدود، التي تم إخلاؤها تقريبًا من السكان بما فيها مدينة “كريات شمونه”.

وفي السيّاق نفسه؛ قالت القناة (12) الإخبارية الإسرائيلية: “أكثر من (100) صاروخ خلال عدة ساعات؛ ومقتل شخص بالقرب من عكا، وإصابة (10) بجروح مباشرة في كريات آتا وشلومي وأضرار بممتلكات”.

استخدام صواريخ للمرة الأولى..

وكان الحزب قد قال في بيان: “تُعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة”، مشيرًا إلى أن عناصره يستهدفون: “تحشدات العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود (…) وفي المستوطنات والمدن المحتلة في الشمال”؛ باستخدام: “مختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرة الأولى”.

وذكر (حزب الله)؛ في بيان، أن حصيلة خسائر الاحتلال الإسرائيلي وفق ما رصده عناصرها؛ بلغت نحو: (55) قتيلاً وأكثر من: (500) جريح من ضباط وجنود منذ بداية المواجهات البرية في “لبنان” في أول من تشرين أول/أكتوبر 2024.

وأشار (حزب الله) إلى أنه وفق خطط ميدانية معدة مسبقًا، تصدى مقاتلوه: “للقوات المعادية في محيط وداخل بعض القرى اللبنانية عبر استهداف مسّارات التقدم، واستدراج هذه القوات إلى بعض الكمائن المتقدمة داخل بعض القرى الحدودية”.

واستعرض الحزب مجموعة من العمليات على أصعدة: “المواجهات البرية، والقوة الصاروخية، والقوة الجوية، ووحدة الدفاع الجوي”.

وأكد أن: “اشتباكات عنيفة دارت مع العدو من المسافة صفر”، على محوري “بنت جبيل” و”مرجعيون”.

تغيّر قواعد الاشتباك..

المحلل العسكري؛ العقيد المتقاعد “محمد أبو يوسف”، يرى إن: “العمليتين بمثابة استعراض قوة من (حزب الله) وقدرته على تنفيذ عمليات بعيدة عن الحدود اللبنانية”، ورسالة واضحة: “لإسرائيل بأن التنظيم قادر أيضًا على تنفيذ ضربات دقيقة وأن ترسانة أسلحته ما تزال بخير”.

وأوضح “أبو يوسف”؛ أن: “العملية أظهرت خرقًا في الدفاعات الإسرائيلية، وفي المقابل عززت موقف الحزب أمام قواعده”.

وتوقع المحلل العسكري، أن: “تؤدي هذه العمليات إلى تغييّر قواعد الاشتباك بين (حزب الله) وإسرائيل، مما يُزيد من احتمالية التصعيد”.

وأشار إلى أن: “إسرائيل ستُفكر في تعزيز الدفاعات الجوية وأنظمة الرصد في الشمال لحماية المناطق الحيوية من أي هجمات محتملة، قبل أن تُفكر في الانتقام من العمليتين”.

تحدي للردع الإسرائيلي..

من جهته؛ يرى المحلل السياسي؛ “عامر ملحم”، أن: “(حزب الله) يهدف إلى تحدي الردع الإسرائيلي، مما يُظهر ضعفًا في الأمن الإسرائيلي، ويوجه رسائل تهديد بأن أي تصعيد سيواجه بعمليات مماثلة”.

لافتًا إلى أن: “(حزب الله) يبحث أيضًا عن تحسّين صورته التي تضررت كثيرًا أمام قواعده، التي تحطمت بعد عملية (البيجرز) والاغتيالات التي طالت رأس الهيكل التنظيمي”. بحسّب زعمه.

وتابع: “الاستهداف يمكن أن يُفهم كرسالة تهديد أكثر من كونه مجرد تصعيد لأن أركان التصعيد مكتملة”.

إنذار بمواجهة أكثر فتكًا..

من جانبه؛ يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي؛ “إياد جودة”، أن محاولة استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضمن رسائل “إيران” لمحاولة ضبط الرد الإسرائيلي المرتقب على أراضيها، بعد الهجوم الصاروخي على قواعد عسكرية إسرائيلية مطلع الشهر الجاري.

موضحًا؛ إن: “محاولة استهداف منزل نتانياهو رفع جديد لمستوى التوتر والتصعيد بين إيران وإسرائيل، ينُذر بمواجهة أكثر فتكًا بين الجانبين حال وقوعها”.

وأشار إلى أنه رُغم النفي الإيراني للمسؤولية عن الهجوم؛ إلا أن المُسيّرات التي يمتلكها (حزب الله) مصدرها “إيران”، مضيفًا: “هذا تحرك دبلوماسي من إيران؛ لكنه لن يُغيّر كثيرًا في حسابات الرد الإسرائيلي على طهران”.

وتابع: “سيكون أمام نتانياهو خيارات صعبة في الرد على مثل هذا الهجوم، وهو بالتأكيد سيُغيّر من سقف الرد الذي كانت تقارير تُشير إلى توافق أميركي حول أنه سيكون محدودًا”.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي إن: “نتانياهو قد يستفيد من محاولة استهداف منزله لرفع سقف الرد على إيران، وإقناع واشنطن بالانخراط بشكلٍ أكبر في الرد بما يصل لإمكانية ضرب المنشآت النووية الإيرانية”.

يُذكر أنه بعد يوم على هجوم (حماس)؛ في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، أعلن (حزب الله) فتح جبهة “إسناد” لغزة، وبعد قصف متبادل مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود لحوالى سنة، صّعد الاحتلال الإسرائيلي؛ الشهر الماضي، ضرباته في “لبنان”، حيث يُنفذ غارات عنيفة وعمليات برية يزعم أنها محدودة تتركز على حد ادعاءه على أهداف لـ (حزب الله).

وعلى مدى نحو شهر؛ قُتل ما لا يقل عن: (1420) شخصًا في “لبنان” في قصف إسرائيلي، بينما أرغم أكثر من مليون شخص على ترك بيوتهم وفق السلطات اللبنانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة