خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في عملية استهدف بها تنظيم (داعش) الإرهابي إيصال رسالة للعالم بأنه مازال موجودًا ولديه القدرة على استئناف عملياته الدموية، هاجم مسلحون تابعون للتنظيم نقطة تفتيش للجيش العراقي في شمال “بغداد”، مما أسفر عن مقتل جندي عراقي وإصابة خمسة آخرين، مساء الخميس الماضي، وفقًا لبيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة العراقية.
وقال البيان إن مقاتلي (داعش) استخدموا أسلحة خفيفة وعبوتين ناسفتين، عندما هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش في بلدة “الطارمية” على بُعد حوالي 60 كم شمال “بغداد”.
وأعلن تنظيم (داعش)، مسؤوليته عن الهجوم في بيان أصدره الجناح الإعلامي للتنظيم.
ويُعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه لـ (داعش) في “العراق”، في أعقاب الإعتراف بمقتل الزعيم السابق، “أبوبكر البغدادي”، وتسمية، “أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”، خليفة له.
تحذير من استمرار إيديولوجية “داعش”..
وكان مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون داخل “سوريا” و”العراق”، قالوا إن هناك ما لا يقل عن 14000 مقاتل من (داعش)، عندما كانت المجموعة “في أوجها” قبل خمس أو ست سنوات، فيما حذر وزير الأمن الداخلي بالإنابة، “كيفين مكلاينان”، يوم الأربعاء الماضي، استمرار إيديولوجية (داعش)، في أعقاب وفاة “البغدادي”.
يخطط لتنفيذ عمليات انتقامية..
يُذكر أن موقع (العهد نيوز)، قال نقلًا عن “تسريبات حصرية” له، أن (داعش) يخطط لتنفيذ “عملية إرهابية كبرى” في العاصمة العراقية ثأرًا لزعيمه “أبوبكر البغدادي”، الذي قُتل مؤخرًا جراء عملية أميركية، خاصة في محافظة “إدلب”، شمال غربي “سوريا”.
وأشار الموقع إلى أن (داعش)، حسب المعلومات الواردة، يقوم بـ”استعدادات كبيرة في محاولة لإثبات وجوده وقوته”، مضيفًا أن التنظيم يعتزم استخدام طائرات مُسيرة في الهجوم، بالإضافة إلى إدخال عدد من الانتحاريين في صفوف المتظاهرين.
مشيرًا إلى أن هذا المخطط يهدف إلى تأزيم الأوضاع في “العراق” مستغلًا التظاهرات الحالية.
التنظيم وسع انتشاره حول العالم في 2018..
ورغم إعلان “واشنطن” انتصارها عليه وقتل زعيمه، إلا أن التقرير السنوي لـ”وزارة الخارجية” الأميركية حول محاربة الإرهاب؛ لفت إلى أن تنظيم (داعش) وسع انتشاره حول العالم، عام 2018.
كما ذكرت “الخارجية الأميركية” أن: “تكتيكات الإرهابيين واستخدامهم للتقنيات تطورت أيضًا عام 2018، فيما يعود عناصر التنظيمات مثل (داعش) إلى بلدانهم، ما يشكل خطرًا جديدًا”.
وقال “ناثان سيلز”، منسق جهود مكافحة الإرهاب، وهو المشرف على التقرير بتفويض من “الكونغرس”، إنه: “رغم فقدان (داعش) لكافة أراضيه تقريبًا، أثبت التنظيم قدرته على التكيف، وخاصة من خلال أنشطته لتشجيع أو توجيه أتباعه عبر الإنترنت”.
وأضاف: “كما توجه الإرهابيون الذين شاركوا في الأعمال القتالية في سوريا والعراق إلى بلدانهم أو دول ثالثة، ويمثلون خطرًا جديدًا”.
وأشار إلى أن: “الخارجية الأميركية أضافت إلى لائحة الإرهاب 51 منظمة خلال 2018”.
العراق من أكبر الدول تسجيلًا للعمليات الإرهابية..
وحسب إحصاءات “الخارجية الأميركية”، فإن عمليات إرهابية وقعت في 84 دولة، ونحو 85% منها في دول الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، والمناطق الإفريقية جنوبي الصحراء.
وتشير الإحصاءات إلى إرتكاب 8 آلاف و93 عملية إرهابية في العالم، أسفرت عن مقتل وإصابة 32 ألفًا و836 شخصًا.
وتم تسجيل أكبر عدد من العمليات الإرهابية في “أفغانستان، وسوريا، والعراق، والهند، ونيجيريا، والصومال، والفلبين، وباكستان، واليمن، والكاميرون”.
وشهدت هذه الدول العشر؛ 75% من جميع الأعمال الإرهابية في العالم.
الغموض يسيطر على مستقبل التنظيم تحت القيادة الجديدة..
ووفقًا لصحيفة (مترو) البريطانية، يرجح محللون أن أنصار (داعش) لن يقفوا متفرجين بل سيبدأ المقاتلون تجميع أنفسهم مرة أخرى لشن هجمات “انتقامية”.
وتشير الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات البريطانية كثفت من رصدها معلومات أمنية للوقاية من هجمات انتقامية في “المملكة المتحدة”، كما أنها رصدت أنشطة لنحو 3 آلاف شخص على صلة مباشرة أو غير مباشرة بالتنظيم الإرهابي؛ ويشتبه في تخطيطهم لهجمات إرهابية في “بريطانيا”.
وأوضحت في تقريرها أن (داعش) لا يزال يمتلك قاعدة من أنصاره في “أفغانستان وليبيا والعراق وسوريا وجنوب شرق آسيا”، إضافة إلى ذلك فإن عددًا من المقاتلين سافروا إلى “أوروبا”، إلا أن الغموض يسيطر على مستقبل التنظيم تحت قيادة، “أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”.
تدمير أنفاق ومخابيء بالعراق..
كما أعلنت “فرنسا” تدمير أنفاق ومخابيء لمقاتلي (داعش) في “العراق”، وأكد الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أن هزيمة (داعش) أولويه بالنسبة لبلاده، معتبرًا أن مقتل “البغدادي” يُعد ضربة موجعة، لكنها لا تمثل “سوى مرحلة”.
وذكرت الصحيفة البريطانية، نقلًا عن بعض الفارين والمحررين من سجون (داعش)؛ أن التنظيم الإرهابي لن يموت بمقتل “البغدادي”.
وهو ما أكده المتحدث الجديد باسم تنظيم (داعش)، “أبوحمزة القرشي”، في رسالة صوتية، الخميس الماضي، من أن “الدولة”، في إشارة إلى التنظيم، “لا تزال باقية وتتمدد”.
التنظيم يهدد بانتشاره على مستوى العالم..
ووجه المتحدث الجديد، في رسالته الصوتية المنشورة من خلال منصة التنظيم الإعلامية، (الفرقان)، إلى “الولايات المتحدة”، على حد وصفه، قائلًا إنه: “على أميركا ألا تسعد بمقتل البغدادي”، مضيفًا: “ألا تدركون أن الدولة، (في إشارة إلى الدولة الإسلامية)، اليوم ليست فقط على عتبة أوروبا وفي وسط إفريقيا، إنها تبقى وتتمدد من الشرق إلى الغرب”، بحسب ما ورد في التسجيل الصوتي.
كما أعترف بمقتل زعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”، ونائبه، “أبوالحسن المهاجر”، معلنًا اختيار زعيم جديد للتنظيم، محذرًا من استمرار التنظيم وعدم تأثره بمقتل “البغدادي”.
يعيد نفسه عبر عمليات نوعية..
وحول ما إذا كانت العملية التى قام بها (داعش) في “العراق”؛ تندرج ضمن مسعاه في إثبات وجوده، أم استغلال للظروف التي يمر بها “العراق”، والمتمثلة بإنشغال القوات الأمنية في تأمين التظاهرات، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، إن التنظيم يرغب بشكل أو بآخر في إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى عبر عمليات نوعية، فهي وإن كانت محدودة، لكنه يرى أن مسألة القيام بعمليات في هذه الوقت، تدلل على بقائه وإثبات وجوده، وأنه لم يتأثر بمقتل زعيمه.
يستغل حالة الإرباك السياسي..
وتابع “الشريفي”: “المسألة المهمة الأخرى؛ والتي هي جزء من مدار الأحداث، هي أن هذا التنظيم الذي لطالما استثمر حالة الإرباك السياسي في البلد، يقوم اليوم باستثمار الحالة التي يمر بها العراق، والمتمثلة بالمظاهرات وإنشغال القوات الأمنية، فضلًا على أن المشاغلة في منطقة تصنف على أنها حزام بغداد، لا تخلو من إيحاءات سياسية ودلالات أمنية”.
وأضاف “الشريفي”: “المعطيات تشير على أنه، وفي قادم الأيام، توجد احتمالية قيام التنظيم بعمليات عسكرية، لكنها ستكون عمليات نوعية ومحدودة، وذلك بسبب عدم امتلاك التنظيم الموارد الكافية لإدارة معركة واسعة، كما كان عليه الحال في السابق”.