خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
يعيش “العراق”، اليوم، فراغًا دستوريًا بعد نفاذ المدة اللازمة لاختيار رئيس حكومة جديد، مما عمَّقَ الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، حيث قوبل ترشيح شخصيات سياسية عبر وكلاء “إيران”، في “العراق”، برفض الشارع، الذي أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة الجديد مستقل تمامًا ولا تربطه أي صلة بالأحزاب السياسية.
إعلان “البناء” أكبر الكتل البرلمانية..
سلم رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”، رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، كتابًا رسميًا يحدد كتلة تحالف (البناء)، على أنها الكتلة الأكبر في البرلمان، وبناءً على ذلك سيختار التحالف مرشحًا لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة.
وقالت مصادر؛ إن تحالف (البناء)، المدعوم من “إيران”، لا يزال يبحث عن مرشح بدل، “قصي السهيل”، المرشح الأولي، الذي أصبح خارج الحسابات بعد معارضة كبيرة من الشارع العراقي.
وكان الصراع السياسي يحتدم بين كتلة (سائرون)، بزعامة “مقتدى الصدر”، وكتلة (البناء)، بزعامة “هادي العامري”؛ ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، “نوري المالكي”، فكل واحدة كانت تُصر على أنها هي الكتلة الأكبر والأحق بترشيح رئيس الوزراء.
يُذكر أن كتلة (سائرون) كانت قد تقدمت، قبل أسبوع، بطلبات للرئيس العراقي ورئاسة مجلس النواب تؤكد فيها تنازلها عن حقها في اختيار مرشح لرئاسة الوزراء، “فالشعب العراقي هو الكتلة الأكبر”، وفقًا للزعيم، “مقتدى صدر”.
رفض مرشحي تحالف “البناء”..
لا تزال الأحزاب تُصِر على طرح مرشحين مقربين من “إيران” لرئاسة الحكومة، الأمر الذي دفع المحتجين إلى تصعيد حراكهم، غير مكتفين بما أنجزوه من استقالة حكومة، “عادل عبدالمهدي”، وإقرار “قانون الانتخابات” الجديد.
فيما كان أحدث الأسماء المُرشحة والمرفوضة من المُحتجين هو محافظ البصرة، “أسعد العيداني”، الذي رشحه تحالف (البناء) لمنصب رئاسة الوزراء.
وقالت تقارير إعلامية عراقية؛ إنه: “بعد إنتهاء اجتماع (البناء)، فجر أمس، قرر ترشيح، العيداني، وإرسال كتاب بذلك إلى رئاسة الجمهورية لغرض التكليف”. لكن “العيداني”، أيضًا مدعوم من الأحزاب الموالية لـ”إيران”، وكان من الشخصيات التي لعبت دورًا، في عام 2018، في خسارة رئيس الوزراء السابق، “حيدر العبادي”، لولاية ثانية.
وجاء ترشيح “العيداني”؛ بعدما رفض الشارع مرشح (البناء) السابق، “قصي السهيل”.
إصرار المتظاهرين على رفض التبعية..
يقول المتظاهرون في “العراق” إنهم يريدون مرشحًا مستقلًا وبعيدًا عن الأحزاب السياسية لتولي الحكومة العراقية، التي ستدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية تمهيدًا للانتخابات المقبلة. وأثبت المتظاهرون قدرة كبيرة، خلال الأيام الماضية، إذ لم يرضخوا لأي مرشح تقدمه الأحزاب المدعومة من “إيران”، خاصة من عمل بالسابق مع الحكومة العراقية في أي من فتراتها، بعد الغزو الأميركي سنة 2003.
فإلى جانب “السهيل”، تم التخلي عن طرح اسم وزير الشباب والرياضة السابق، “عبدالحسين عبطان”، والقيادي السابق في حزب (الدعوة)، “محمد السوداني”.
“الصدر” : كفاكم تجاهلاً للعراقيين..
من جانبه، قال زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، مخاطبًا السياسيين العراقيين: “أبعدوا الفاسدين عن الحكم وكفاكم تجاهلاً للشعب”، في وقت أكد تحالف (سائرون) عدم مشاركته في أي اجتماع يتعلق باختيار رئيس الوزراء.
وكان رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، قد أستلم، أمس الأربعاء، من تحالف (البناء)؛ كتابًا رسميًا بترشيح “أسعد العيداني”، لمنصب رئيس الوزراء، لكنه لم يكلف “العيداني” بتشكيل الحكومة، حتى كتابة تلك السطور.
وبحسب مصادر عراقية، فإن الرئيس سيأخذ برأي بعض الكتل حول ترشيح “العيداني”، وكذلك رأي الشارع من خلال المتظاهرين.
يُذكر أن “العيداني”؛ هو ثالث مرشح رسمي يطرحه تحالف (البناء)، بعد “محمد شياع السوداني”، ووزير التعليم، “قصي السهيل”، واللذين سُحب ترشيحهما بسبب الرفض الشعبي والسياسي الواسع لهما.