وكالات – كتابات :
أثار تمديد “الولايات المتحدة الأميركية” حالة الطواريء الوطنية المتعلقة بالأوضاع في “العراق”، تساؤلات عن المغزى والرسالة الرئيسة التي يُراد إيصالها من خلال هذا القرار، الذي لم يكن يُعلن فحواه من قبل، المتمثّل بضرورة الاستجابة للقلق الأميركي تجاه “العراق”.
ويرى المحللون أن القرار روتيني يُصدر في آيار/مايو من كل عام، يتعلق بالمصالح القومية أو الاستراتيجية لـ”الولايات المتحدة الأميركية”، “إلا أن حديث الرئيس؛ بايدن، عن التحديات التي تواجه العراق، تدل على أن واشنطن لا تزال تنتظر خطوات جدية لمواجهة الفواعل المسّلحة التي تُهدد السّلم المجتمعي العراقي، وتُشكل خطرًا على العراق، وعلى مصالح الآخرين في الوقت نفسه”.
أفاد بذلك الباحث في مركز (رامان) للبحوث والاستشارات؛ “شاهو قرداغي”، مضيفًا في تصريحات صحافية: “وهذا الأمر يتطلب من الحكومة العراقية الجدية والإرادة الحقيقية لمعالجة هذه الإشكاليات التي قد تؤثر بشكلٍ سّلبي على العلاقات التي تُحاول بغداد بنائها بصورة سّلمية وموطدة مع دول العالم كافة، خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية”.
رسالة واضحة..
من جهته؛ يُشير المحلل السياسي؛ “منقذ داغر”، إلى أن: “الإعلان الأميركي بهذا الشكل الذي لم يكن يُعلن سابقًا، هو رسالة واضحة بأن الحكومة الأميركية تتعامل مع نظيرتها العراقية لا على أساس النوايا والتصريحات، وإنما على أساس الأفعال”.
ويوضح “داغر”؛ أن: “الرسالة الرئيسة التي تُريد واشنطن إيصالها بأن هناك قلقًا رئيسًا في العراق، وفي حال رغبت بغداد بالحفاظ على العلاقات فينبغي الاستجابة لهذا القلق”.
محاولة لـ”زرع الفتنة”..
تسّعى الإدارة الأميركية أن تظهر أمام العالم بأنها: “مسّيطرة على العراق”، وهذه التصريحات: “محاولة لزرع الفتنة والبلبلة بين أبناء الشعب الواحد”، بحسّب المحللة السياسية؛ “وصال الشمري”، مبيّنة أن: “واشنطن تُحاول انتهاز الفرص لإظهار أنها قوية، وتُهدد دول العالم بمصير العراق في حال عدم الانصياع لأوامرها”.
وتُشير “الشمري”؛ إلى أن: “العراق يُعاني من عقبات حاليًا أبرزها الموازنة التي تتوقف عليها عدة مشاريع ورواتب المعينّين الجُدد، وحتى وضع الكتل السياسية، وتأخرها ربما سيُشعل غضب الشارع العراقي الذي سيُحاول إسقاط الحكومة كما حصل مع حكومة؛ عادل عبدالمهدي”.
وتؤكد: “إلا أن الحكومة العراقية تُحاول استيعاب الشارع وامتصاص غضبه بالمشاريع التي تُنجزها، كما أن الوضع الأمني أقوى مما كان عليه سابقًا، وفي الوقت ذاته هناك اجتماعات مستمرة لإكمال التصويت على بنود الموازنة الذي من المُرجّح إتمامها خلال الأيام القليلة المقبلة”.
رسائل “بايدن” في العراق..
ووقع الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، أول أمس الثلاثاء، مرسومًا يُمّدد من خلاله حالة الطواريء الوطنية، المتعلقة بالأوضاع في “العراق”.
وقال بيان لـ”بايدن”؛ نشره موقع “البيت الأبيض”: “لا تزال هناك عقبات تعترض إعادة الإعمار المّنظم للعراق، واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية في العراق”.
وأضاف أن هذه العقبات: “تُشكل تهديدًا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للعراق والولايات المتحدة الأميركية أيضًا. لذلك، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطواريء الوطنية المُعّلنة بموجب الأمر التنفيذي (13303) فيما يخص استقرار العراق”.
وصدر قرار (13303) الخاص بـ”العراق”؛ في عام 2003، خلال عهد الرئيس الأميركي؛ “جورج بوش” الابن، ويقضي بحظر تصدير بعض السّلع الخاصة، بالإضافة إلى معاقبة شخصيات وكيانات.