بعد إسقط إيران طائرة التجسس الأميركية .. مياه الخليج على وشك الاشتعال !

بعد إسقط إيران طائرة التجسس الأميركية .. مياه الخليج على وشك الاشتعال !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

ندّدت “طهران”، في رسالة بعثت بها، أمس الخميس، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي؛ بما أسمته “الاستفزاز الأميركي بالغ الخطورة”، بعدما أسقطت القوات المسلّحة الإيرانية طائرة تجسس أميركية مُسيّرة، إنتهكت مجالها الجوي.

وفي الرسالة، التي إمتنعت فيها “طهران” عن طلب عقد جلسة طارئة لـ”مجلس الأمن”، شدّدت “الجمهورية الإسلامية” على أنّها لا تسعى إلى الحرب، بل تطلب من “الأمم المتحدة” التدخّل لوضع حدّ للأعمال المخالفة للقانون والمزعزعة للاستقرار التي تقوم بها “الولايات المتّحدة”.

القواعد الأميركية في مرمى النيران الإيرانية !

وفور إسقاط الطائرة الأميركية؛ قال المسؤولون في “طهران”، إن “إيران” تملك الشجاعة اللازمة لتحمل مسؤولية أفعالها. وبناء على ذلك فإنها تبنت على الفور وبكل فخر مسؤولية إسقاط طائرة التجسس الأميركية.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني قد أعلن، صباح أمس، أن دفاعاته الجوية استهدفت طائرة تجسس أميركية مُسيرة وأسقطتها بعد دخولها أجواء البلاد.

وقال مصدر إيراني إن المنظومة الصاروخية التي أسقطت الطائرة الأميركية، التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار، هي محلية الصنع وقادرة على التصدي للطائرات التكتيكية والإستراتيجية والمروحيات الأميركية.

كما أن عمليات رصد وتعقب تلك الطائرة الأميركية ومن ثم إسقاطها، تعني بأن جميع القواعد الأميركية في المنطقة تخضع لإشراف استخباراتي إيراني.

كما نقلت وسائل إعلام إيرانية، عن قائد الحرس الثوري، اللواء “حسين سلامي”، قوله: “إن حدودنا هي خطوط حمراء، وسوف نرد بقوة على أي إعتداء … ورغم أن إيران لا تسعى إلى الحرب مع أي بلد، إلا أننا مستعدون تمامًا للدفاع عنها”.

زيادة التصعيد بين الطرفين..

يأتي حادث إسقاط الطائرة الأميركية؛ بعد أيام من إعلان “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، نشر 1000 جندي إضافي وبطاريات صواريخ (باتريوت) في منطقة الخيلج، ردًا على ما وصفته بـ”السلوك العدائي” من جانب القوات الإيرانية.

وزاد التوتر عندما أعلنت “إيران” إنها ستزيد من إنتاج (اليورانيوم) المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها القوى الدولية في “الاتفاق النووي”، الموقع عام 2015.

وكانت التوترات قد تفاقمت مع انسحاب “الولايات المتحدة”، العام الماضي، من “الاتفاق النووي” بين قوى عالمية و”إيران”. وإزداد الأمر سوءًا عندما فرضت “واشنطن” عقوبات جديدة لخنق تجارة “النفط”، المهمة لـ”طهران”.

“غوتيرش” يدعو لضبط النفس..

فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، “أنتونيو غوتيريش”، عن “قلقه الشديد” تجاه تصعيد الوضع في “منطقة الخليج”؛ إثر إسقاط “إيران” طائرة التجسس الأميركية المُسيرة.

وقال “ستيفان دوغاريك”، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحافيين: “إن الأمين العام قلق للغاية؛ ويحذر من تصعيد الموقف. ولا يمكن للعالم أن يسمح بصراع عسكري في هذه المنطقة”.

وأضاف “دوغاريك”؛ أن الأمين العام للأمم المتحدة “يدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس؛ وتجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع”.

البيت الأبيض لا يريد التصعيد..

وردًا على الحادث؛ قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إن إيران “إرتكبت خطأ كبيرًا” في إسقاط طائرة الإستطلاع الأميركية. وأضاف أنه يرجح أن يكون إسقاط الطائرة قد وقع نتيجة خطأ بشري، قائلًا: “أجد صعوبة في تصديق أنه كان عملًا مقصودًا”.

وأوضح “ترامب”؛ أثناء حديثه في “البيت الأبيض”، أن إسقاط الطائرة ما هو إلا نقطة سيئة جديدة، خاصة أن الطائرة كانت فوق المياه الدولية، ولم تكن في المجال الجوي الإيراني.

وتشير تعليقات “ترامب” – بأن إسقاط الإيرانيين للطائرة الأميركية ربما كان خطأ – إلى أنه حريص بالفعل على تخفيف حدة التوتر، وهو ما يؤكد تقارير أميركية سابقة، تقول بأن “البيت الأبيض” لا يريد تصعيد التوتر مع “إيران”.

وفي “الولايات المتحدة” أيضًا، قالت رئيسة مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”، إن “الولايات المتحدة” ليست لديها رغبة في الحرب مع “إيران”، في حين وصف، “جو بايدن”، المرشح الأساس عن “الحزب الديمقراطي”، في الانتخابات الرئاسية، إستراتيجية “ترامب” تجاه “إيران” بأنها؛ “كارثية”.

البحرين تدين إسقاط الطائرة الأميركية..

إلى ذلك؛ دانت وزارة خارجية “مملكة البحرين” بشدة قيام “إيران” بإسقاط الطائرة التابعة للجيش الأميركي في الأجواء الدولية في “خليج عُمان”، وأشارت إلى أنه عمل عدواني جبان، وتصعيد خطير غير مبرر من قِبل “الحرس الثوري” الإيراني يستهدف سلامة وحرية الملاحة الدولية، وأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.

وشددت “الخارجية البحرينية” على وقوفها التام إلى جانب “الولايات المتحدة الأميركية” الصديقة والتضامن بكل قوة مع مساعيها المتواصلة وجهودها الملموسة والمقدرة الهادفة لترسيخ الأمن والسلام في المنطقة، مؤكدًة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته والتصدي بكل حسم لكل التصرفات والممارسات الإيرانية غير المسؤولة، ووقف إنتهاكاتها المتكررة لكل القوانين والأعراف الدولية، ومحاولاتها لعرقلة أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وزعزعة الأمن والسلم الدوليين.

السعودية تبحث خيارات متعددة !

فيما أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، “عادل الجبير”، أمس الخميس، على أنه إذا أغلقت “إيران”، “مضيق هرمز”، فسيؤدي ذلك إلى رد فعل قوي جدًا، موضحًا: “نحتاج للتهدئة في المنطقة، لكن لا نستطيع ذلك، مع تسبب إيران بالكثير من الأذى”.

وقال “الجبير”: إن “السعودية” لا تريد حربًا مع “إيران”، مشددًا على أن المجتمع الدولي مصمم على مواجهة سلوك “طهران” العدائي. وأكد “الجبير” على أن “السعودية” تتشاور مع الحلفاء لتأمين الممرات المائية، وتبحث في “خيارات متعددة”، مشيرًا إلى أن إعتداءات “إيران” على طريق الملاحة البحرية تؤثر في العالم.

وأوضح؛ إن “إيران” خلقت وضعًا “بالغ الخطورة”، وتهدد إمدادات النفط العالمية، مضيفًا أن “السعودية” تتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات المقبلة.

وطالب الوزير السعودي، “إيران”، بتغيير سلوكها العدواني ووقف دعم الإرهاب، وأن تعود “دولة طبيعية”. وأشار “الجبير” إلى أن هناك “أدلة كافية على أن إيران تقف وراء الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة