18 أبريل، 2024 6:40 م
Search
Close this search box.

بعد أنباء عن إجراءات “الطلاق” بينهما .. هل ينهار تحالف “صالح/الحوثي” لصالح السعودية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تصاعدت في الفترة الآخيرة حدة الخلافات والتهديدات بين الرئيس اليمني المخلوع “علي عبد الله صالح” و”عبد الملك الحوثي” زعيم الحوثيين، إثر اتهام الآخير للرئيس اليمني السابق بـ”الاتفاق سراً” مع التحالف العربي بقيادة السعودية للانقلاب على الحوثيين وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة، قائلاً, “عبد الملك الحوثي” في خطاب متلفز: “هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي، نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان”، مؤكداً على أنه “لا ينفع اليمن إلا الصمود، أما المبادرات والمساومات والصفقات فلا نتيجة لها”.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، بينما تسيطر جماعات إسلامية مسلحة, منها تنظيم “القاعدة”, على مناطق جنوبي البلاد.

وعلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وفي تلميح صريح إلى “صالح”, وحزب “المؤتمر الشعبي العام”، يغرد “حسين العزي”، القيادي الحوثي، قائلاً: “1 ـ رجل في السلطة, ورجل في المعارضة غير مقبول. 2 ـ رجل في صنعاء, ورجل في الرياض غير مقبول. 3 ـ مزايدات وبطولات, وأنت ما قد شممت البارود غير مقبول”.

مستعدون للانسحاب من الشراكة..

من جانبه رد “صالح”, قائلاً إن حزبه مستعد للانسحاب من الشراكة, إذا أراد “الحوثيون” الانفراد بالسلطة. مضيفاً: “ولكن لماذا نحن من دون مرتبات، وقد اتفقنا على أنّ خزينة الدولة  هي مالكة الموارد ؟”، متوعداً جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، برد عنيف في حال تم اعتراض ومنع دخول أنصاره إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لحضور مهرجان السبعين, الذي تم الخميس الماضي 24 آب/أغسطس 2017.

وأقام حزب “صالح” مهرجان بمناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيسه، وقد تأسس “حزب المؤتمر” في 24 آب/أغسطس 1982، على يد “صالح”، بعد 4 سنوات من تقلده حكم اليمن، وظل هو الحزب الحاكم حتى الإطاحة بنظامه وتسليمه السلطة العام 2012.

عملية استفزاز كبيرة..

بعد المهرجان حاصرت ميليشيات الحوثي، الأحد 27 آب/أغسطس الجاري، منزل “صالح”، وأقامت نقاط تفتيش في محيطه، في مؤشر على تزايد التوتر بين شركاء الانقلاب بالبلاد.

وأعلنت مصادر في “حزب المؤتمر الشعبي العام” أن هناك “عملية استفزاز كبيرة” من قبل الحوثيين لصالح من خلال استحداث نقاط تفتيش في محيط منزل “صالح”، ومنزل نجله “أحمد” في العاصمة.

وكشفت مصادر إعلامية يمنية أن ميليشيات الحوثي أصدرت تعميماً بمنع “صالح” وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء.

ولا يزال التوتر يخيم على العاصمة صنعاء, رغم عودة الهدوء إلى شوارعها عقب اشتباكات ليلية بين “الحوثيين” وقوات الحرس التابعة لـ”علي عبد الله صالح”، التي سبقت الحصار  وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، أبرزهم العقيد “خالد الرضي” مدير العلاقات في حزب المؤتمر.

خلاف متجذر..

الخلاف الحالي المتفاقم بين الشريكين “المتناقضين” في الجبهة المتصدية لعدوان التحالف المستمر منذ عامين ونصف العام، قديم ومتجذر، وأساسه التنافس، وتباين الرؤى، والصراع على الحكم ومناطق النفوذ، فالمؤتمريون أنصار “صالح” يتهمون “الشريك” الحوثي بمحاولة الاستحواذ على الحكم ومفاصل السلطة وتهميش دور حزب المؤتمر وممثليه في الحكومة، ويقولون أن المسيرة (مهرجان الاحتفال), التي دعوا إليها في ميدان السبعين وسط صنعاء, هي لإظهار قوتهم الحقيقية في الشارع اليمني، واتساع دائرة شعبيتهم، والاحتجاج على عمليات التهميش والإقصاء.

بداية النهاية..

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن, وضع الحليفين, اللذين سطيا على السلطة في اليمن, في موقف معقد.. فبعد أكثر من عام من الحرب تيقنت “الحركة الحوثية” بأن حليفها “صالح” غير صادق في نواياه، مما يضعها في قلب لهيب المعركة الدائرة بلا ظهير, حال تخلي “علي عبد الله صالح” عنها، وهو ما وصفه “عبد الملك الحوثي”، زعيم الجماعة, بالإبتزاز, وهو ما أعتبره العديد من الخبراء بداية النهاية للإحتلال الحوثي لليمن.

الخبراء يرون أن تحالف المخلوع “علي عبد الله صالح” الرئيس اليمني السابق, وجماعة الحُوثي بزعامة “عبد الملك الحوثي”, هو تحالف الهالكين, وأن الحوثيين يتعاملون مع الدولة اليمنية على أنها إرث خاصة بهم منذ عهد الدولة الإمامية, وأن التحالف العربي في اليمن سوف ينهي الحرب ويضع خارطة طريق لمستقبل الدولة اليمنية.

تحالف الهالكين..

المحلل السياسي اليمني “صالح الحميدي”, اعتبر أن ما بني على باطل فهو باطل, وأن تحالف  المخلوع “علي عبد الله صالح” وجماعة الحُوثي بزعامة “عبد الملك الحوثي” هو تحالف الهالكين, وأنهم كانوا يدركون ذلك من بداية انقلابهم على الشرعية اليمنية.

مضيفاً “الحميدي”: أن “كلاهما كان يبيت للآخر ولم ينسوا قتلاهم فى حروبهم السابقة, حيث قتل كل طرف منهم للآخر الآلاف من المناصريين والجنود, ولذلك فمن الطبيعي أن ينهار التحالف بينهما قريباً جداً, وهو الأمر الذي بدأت تظهر مؤشراته من خلال الحشود داخل العاصمة, وكان كل واحد منهم يستعرض قوته”.

مشدداً على أن “حزب المؤتمر الشعبي العام” يمتلك شارع عريض جعله يدرك عدم جدوى هذا التحالف الشرير, وهو الأمر الذي ما سيجعله يلفظ عودة المخلوع “علي عبد الله صالح” مرة آخرى ويعيد “الحوثي” إلى مواقعه القديمة, وسيتفرغ لمعركته مع الإخوان في اليمن.

صراع بين رجل دولة ورجل ميليشيات..

فيما أكد الباحث في الشؤون العربية والإيرانية “علي رجب”، على أن ما يدور في اليمن هو صراع بين رجل الدولة المتمثل في الرئيس اليمني السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام  “علي عبد الله صالح” ورجل الميليشيات زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) “عبد الملك الحوثي”.

مضيفاً أن الحوثيين يتعاملون مع الدولة اليمنية على أنها إرث خاص بهم منذ عهد الدول الإمامية، فيتحول كل شئ في مناطق نفوذهم إلى مصالح خاصة بهم يقررون فيها ما يشاؤون، دون قانون يحكم آليات هذه القرارت, والتي شهدتها اليمن منذ 21 أيلول/سبتمبر 2014، ومنها وجود مسؤولين أطفال في إدارة شؤون اليمنيين الحياتية.

موضحاً “رجب” أن “صالح” يمثل رجل الدولة الذي يقدر ويفهم جيداً متى يقدم على خطوة الصراع ومتى يقدم مبادرة سلام، وهو قادر على حسم الأمور في اليمن وإنهاء دور الحوثيين، لأنه يفكر بعقل رجل الدولة, بعكس الحوثيين الذين يفكرون بعقلية الميليشيا.

مبادرة سلام ..

ورأى “رجب” أن اليمن مقبل على حل كبير، في ظل وجود مبادرة سلام من قبل “صالح” تنهي الحرب في اليمن، وتضع نهاية للنفوذ الحوثي داخل اليمن، وقد ينتهي إلى تسليم الحوثيين للإصلاح أو دمج ما يصالح منهم في الجيش اليمني، وهو ما يحقق للمملكة العربية السعودية إنهاء وجود نسخة “حزب الله” اللبناني داخل الأراضي اليمنية ويقضي على نفوذ اليمن.

مشيراً إلى أن هناك وساطة إماراتية بين “علي عبد الله صالح” والمملكة العربية السعودية لإنهاء عمليات التحالف في اليمن، وتحقيق مطالب السعودية في القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن وحماية الحد الجنوبي للملكة العربية السعودية وبقاء اليمن خارج النفوذ والدور الإيراني.

نجاح الوساطة الإمارتية..

متوقعاً نجاح الوساطة الإماراتية في اليمن، بما يحقق بقاء نفوذ “صالح” في البلاد، وأهداف التحالف العربي في اليمن، وهو ما يعني نهاية الحرب ووضع خارطة طريق لمستقبل الدولة اليمنية، بوجود انتخابات جديدة برلمانية ورئاسية.

وشدد على أن نجاح الوساطة الإماراتية، يعني نهاية الدور القطري في اليمن، مع وجود مخطط  قطري إيراني لتوحيد “جماعة الحوثيين” وحزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن”، من أجل القضاء على المؤسسات اليمنية و”حزب المؤتمر الشعبي العام” الذي يقوده الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح”، ومواجهة التحالف العربي، بما يعني بقاء اليمن بؤرة صراع لأطول فترة ممكنة, واستنزاف قوات التحالف وفي مقدمتها السعودية والإمارات.

تفاقم أزمة المدنيين..

فيما اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية “حسام الحداد”، أن خلافات (صالح – الحوثي) تؤكد على أن هناك تفاقم للأزمة في اليمن قد تطال العديد من المدنيين، أكثر من المعاناة التي يعانونها الآن من فقر ومرض وأوبئة ونقص في المواد الغذائية, وهي المشكلات المترتبة على الحرب الدائرة هناك.

تقارب بين “صالح” والتحالف..

مضيفاً “الحداد” أنه هذا الخلاف ينبئ عن حالة تقارب بين “علي عبد الله صالح” والتحالف العربي بقيادة السعودية, وأن هناك اتفاقات ما دارت بين الجانبين لمحاولة السيطرة على الوضع في اليمن، لكنها ما زالت محض تخمينات للمهتمين بالشأن اليمني بغض النظر عن قرب هذه التخمينات للحقيقة.

وتابع, “لا نستطيع الخوض في تخمينات أكثر, حتى نرى ما سوف يجري على الأرض لمعرفة حقيقة ما قد يكون قد تم من الاتفاقات الدائرة بين “صالح” والتحالف العربي لوقف “جماعة الحوثي” وأفكارهم الضالة, ووضع استراتيجية شاملة لمكافحة إرهابهم المدعوم من إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب