20 أبريل، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

بعدما أوشك على الرحيل .. من سيخلف “أبومازن” وهل سيتجنب الفلسطينيون سيناريوهات الدم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

من الذي سيخلف “أبومازن” في منصب رئيس “السلطة الفلسطينية” ؟.. يتساءل الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، “دانيئيل سريوتي”، في مقال له؛ نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، مؤكدًا على أن هذا السؤال بات يتردد كثيرًا ويشغل منذ فترة، القيادة السياسية والأمنية في “إسرائيل” مثلما يشغل القيادة السياسية الفلسطينية.

ليس هناك آلية لاختيار خليفة “أبومازن” !

يقول “سريوتي”: ليست القيادة الإسرائيلية وحدها هي التي لا يمكنها معرفة الشخصية المرشحة لخلافة “أبومازن”، البالغ من العمر 82 عامًا، ويعاني مشاكل صحية، بل لا أحد أيضًا من الفلسطينيين يعرف من الذي سيتولى السلطة خلفًا للرئيس الفلسطيني عندما يعجز عن الاستمرار في مواصلة مهامه.

ويرجع سبب ذلك الغموض؛ إلى أن الزعيم الفلسطيني – الذي بلغ من الكبر عتيًا، وكثيرًا ما تسوء حالته الصحية فيخضع للعلاج الطبي – لم يقم حتى الآن بتهيئة خليفة له، يحظى بقبول “الفصائل الفلسطينية”. ليس هذا فحسب، بل إن أحد المسؤولين الفلسطينيين يقول: “لا توجد آلية متفق عليها، ويمكن العمل بمقتضاها في حال تعذر على الرئيس الفلسطيني مواصلة مهامه وتطلب الأمر إيجاد خليفة له، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم”.

شبح الحرب الأهلية..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن هناك مخاوف تراود الفلسطينيين أنفسهم، كما تراود القيادة الأمنية الإسرائيلية، من أن غياب الرئيس “أبومازن” سيؤدى إلى اشتعال التنافس بين القادة الفلسطينيين على خلافته مما قد يؤدي إلى صدامات عنيفة، بل وربما إلى “حرب أهلية” بين مختلف الفصائل الفلسطينية.

وإضافة إلى تلك السيناريوهات المُخيفة، هناك تهديد آخر يتمثل في إمكانية قيام “حركة حماس” بانقلاب على السلطة من أجل بسط نفوذها على “الضفة الغربية”، وتكرار نفس السيناريو الذي وقع في “قطاع غزة”.

غموض والتباس..

هناك مسؤولون فلسطينيون في “رام الله” لا يُخفون استياءهم من حالة الغموض والإلتباس فيما يتعلق بالشخصية التي سوف تخلف “أبومازن”. كما ينتاب الفلسطينيين القلق أيضًا من إمكانية أن تستغل “حماس” حالة الفوضى في “الضفة الغربية” لتنقض على السلطة هناك.

ونقل الكاتب الإسرائيلي عن مسؤول في “السلطة الفلسطينية”، قوله: “إنه في حال استولت حماس على السلطة ستشهد الضفة الغربية شلال دماء أكثر فداحة وأشد قسوة مما شهده قطاع غزة، حينما استولت حماس على السلطة هناك قبل أكثر من عشر سنوات”. وسيشكل مثل هذا السيناريو أزمة خطيرة، لن تؤثر فقط على الفلسطينيين في “الضفة الغربية”، بل على الإسرائيليين أيضًا. وربما ستتعرض المنطقة كلها لموجة من العنف لا تحمد عُقباها.

مرشحون لخلافة “أبومازن”..

هناك بعض الشخصيات في “القيادة الفلسطينية” تعتبر نفسها جديرة بتولي منصب الرئاسة خلفًا للزعيم “أبومازن”، وجدير بالذكر أن رئيس “السلطة الفلسطينية” قد قام مؤخرًا بتعيين مسؤول “حركة فتح”، “محمود العالول”، نائبًا له. وكان “العالول” قد تقلد عدة مناصب في “التنظيم”، الذي يمثل الجناح العسكري لـ”حركة فتح”. ورغم تعيين “العالول” في ذلك المنصب المرموق؛ إلا أنه يعلم جيدًا بأن ذلك مجرد إجراء شكلي يهدف فقط لإسكات المنتقدين.

بالإضافة إلى “العالول” هناك مسؤولون آخرون في “القيادة الفلسطينية” يتطلعون لخلافة “أبومازن” في منصبه. وتشمل بورصة الأسماء المرشحة العديد من الشخصيات مثل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، “جبريل الرجوب”، ووزير الشؤون المدنية، “حسين الشيخ”، الذي يحظى أيضًا بدعم كبير من جانب القيادتين السياسية والأمنية في “إسرائيل”.

ومن بين المرشحين المحتملين أيضًا؛ هناك رئيس الحكومة الفلسطينية الحالي، “رامي الحمدالله”، وكذلك رئيس الحكومة السابق، “سلام فياض”، الذي يحظى باحترام كبير من قِبل المجتمع الدولي. كما أن هناك اثنين من المقربين لـ”أبومازن”؛ وهما المتحدث باسمه، “نبيل أبو ردينة”، والدكتور “صائب عريقات”، لكنهما – رغم قربهما من رئيس السلطة – لا يحظيان بدعم كبير من جانب الفلسطينيين.

“البرعوثي” و”دحلان” خارج الحسابات..

بحسب “سريوتي”؛ هناك من اعتبر، في السابق، أن “مروان البرغوثي”، القابع في السجون الإسرائيلية، من أقرب المرشحين لخلافة “أبومازن”. كما طالب مسؤولون إسرائيليون منذ فترة بالإفراج عنه، على أمل أنه سيمكنه إعادة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات مع “إسرائيل” وإنهاء النزاع بين الطرفين.

كما قيل، سابقًا، أن “محمد دحلان” هو الخليفة المنتظر للرئيس الفلسطيني “أبومازن”، لكنه لم يعد يحظى بتأييد شعبي واسع.

أفضل المرشحين..

ختامًا؛ يؤكد “سريوتي” على أن هناك شخص، هو بالفعل أفضل المرشحين لخلافة “أبومازن”، بل وبإمكانه تولي “الرئاسة الفلسطينية” بهدوء ومن دون إرتكاب أعمال عنف أو مذابح، إنه رئيس الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في السلطة الفلسطينية، اللواء “ماجد فرج”، الذي يُعد من أشد المقربين للرئيس “أبومازن”، ويحظى بالقبول لدى القيادتين الأمنية والسياسية في “إسرائيل”. كما يحظى أيضًا بتقدير كبير من جانب الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية.

علمًا بأن “أبومازن” يوليه الثقة الكاملة، حيث أرسله مؤخرًا في مهام خاصة لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في “الولايات المتحدة” وأوروبا والدول العربية. ولأنه يقود الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الفلسطينية بكل حزم وإقتدار، سيكون من السهل عليه تولي منصب “أبومازن” في حال تعذر عليه مواصلة عمله. وسيكون ذلك بشكل مؤقت في بداية الأمر، إلى أن تستقر الأوضاع، ثم بشكل دائم إذا رشح نفسه للانتخابات وفاز بها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب