بطلب عدم التدخل في الشأن السوري .. “الصدر” يتوافق مع الموقف الرسمي للنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية !

بطلب عدم التدخل في الشأن السوري .. “الصدر” يتوافق مع الموقف الرسمي للنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة نحو تأكيد النأي عن الانخراط في مشاكل الجوار وعدم التدخل في سيّادة الدول، دعا الزعيم الشيعي، الحكومة العراقية والميليشيات المسلحة إلى عدم التدخل في الشأن السوري، لأن: “الشعب السوري هو المعنّي بتقرير مصيره”.

وقال “الصدر”؛ في بيان، إنه يُراقب: “الوضع في الجارة العزيزة سورية بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفه إلا الدعاء عسّى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدَّد والظلم والظلام والطائفية والتدخلات الخارجية”.

وأكد أنه ما زال على موقفه: “من عدم التدخل بالشأن السوري، وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب فهو المعنّي الوحيد بتقرير مصيره”.

وأعرب عن أمله بأن: “لا ينجر الجميع خلف مخططات الثالوث المشؤوم: أميركا وبريطانيا وإسرائيل؛ لتدمير الدين ووحدة الصف وبث الفُرقة”.

وشدّد “الصدر”؛ على ضرورة: “عدم تدخل العراق حكومة وشعبًا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري؛ كما كان ديدن بعضهم فيما سبق”، بالإشارة إلى قتال الميليشيات الموالية إلى “إيران”؛ في “سورية”، منذ عام 2011.

وطالب، الزعيم الشيعي، الحكومة بمنع الميليشيات من ذلك ومعاقبة: “كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي في عراقنا الحبيب”.

ويأتي بيان “الصدر”، الذي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة في مناطق وسط وجنوب “العراق”، في ظل انقسام الشارع السياسي والشعبي حول ضرورة التدخل المباشر في الصراع الدائر في “سورية” من عدمه.

حماية الحدود العراقية..

وكان “الصدر”؛ قد دعا الحكومة العراقية إلى اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية الحدود.

وقال “الصدر”: “على الحكومة العراقية أن تتخذ كل التدابير الأمنية اللازمة على الحدود العراقية؛ غربًا وشرقًا وشمالًا وجنوبًا، إزاء هذا التصعيد في المنطقة”.

محاولة توريط “العراق”..

المحلل السياسي؛ “عصام حسين”، المقرب من “الصدر”، إن: “البيان لم يأتِ من فراغ، إذ أراد من خلاله إحباط محاولات بعض الميليشيات توريط العراق في الصراع الدائر في سورية، حيث تعمل تلك الميليشيات تحت أوامر خارجية”.

مضيفًا فى تصريح لـ (إرم نيوز)، أن: “كل التقارير الأمنية تُشير إلى أن حدود العراق مؤمنة بشكلٍ كامل، ولا أحد قادر على اختراقها والعبث بالأمن، ومن هذا المنطلق جاء بيان الصدر، فهو لا يُريد التدخل بشؤون البلاد كما كان دائمًا يدعو لعدم تدخل دول الجوار بالشأن العراقي”.

وكانت تقارير استخبارية وصحافية أشارت إلى عبور مئات المقاتلين التابعين لفصائل مسلحة موالية لـ”إيران” إلى “سورية” للقتال إلى جانب الجيش السوري، بعد التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة السورية على الأرض.

اتفاق مع موقف الدولة..

كما قال المحلل السياسي؛ “نزار حيدر”، إن: “موقف الصدر من الأزمة السورية؛ يعكس انسجامًا واضحًا مع مؤسسات الدولة الدستورية، وحرصًا على عدم التناقض أو التقاطع معها”.

موضحًا أن: “دعوة الصدر لعدم التدخل في الشأن السوري تهدف إلى منع تكرار الأخطاء السابقة التي دفع العراق ثمنًا باهظًا لها، مثل ما حدث العام 2013 عندما تجاوزت بعض الجهات الحدود إلى سورية تحت ذرائع مختلفة؛ ما أدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في العراق”.

وتابع أن: “موقف الصدر يعزل الفصائل الموالية لإيران عن القرار السياسي العراقي، ويُعزّز رغبة الدولة والشعب في الابتعاد عن القتال بالوكالة مرة أخرى، وهي رسالة واضحة للعقلاء بضرورة تغليب العقل والمنطق على الشعارات والعواطف”.

إحراج للميليشيات..

ورُغم التزام أغلب الميليشيات في “العراق”، حتى الآن، بالموقف الرسمي، وعدم تدخلها في الشأن السوري، فإن ميليشيا (أبو الفضل العباس)، بقيادة رجل الدين؛ “أوس الخفاجي”، أعلنت إعادة تنظيم صفوفها، واستقبال المتطوعين تمهيدًا للمشاركة في الصراع السوري.

الضغط على الرأي العام أمام تجاهل التعليمات..

وعادة ما تتجاهل الميليشيات العراقية تعليمات أو توجيهات زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، إلا أن مواقفه تُشّكل ضغطًا كبيرًا على تلك الفصائل، عبر إيجاد رأي عام قوي يُطالب بالابتعاد عن التدخل في الصراعات الخارجية.

ونجحت هذه المواقف؛ في إحراج الميليشيات أمام الجمهور، ووضعها تحت المجهر الشعبي والسياسي، ما حدّ من قدرتها على تبرير تدخلاتها في الشأن السوري.

من جهته؛ اعتبر الناطق العسكري باسم (كتائب حزب الله العراقي)؛ أن الأحداث الراهنة في “سورية” تجري باتفاق مع “إسرائيل” ضد شعب “سورية” و(محور الممانعة).

وأشار في هذا السيّاق إلى مطالبة زعيم (هيئة تحرير الشام) وتحالف التنظيمات المسلحة؛ “أبو محمد الجولاني”، رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، بمنع تدخل ميليشيات (الحشد الشعبي) في “سورية”، محذرًا من: “تداعيات هذا التدخل على الأوضاع الإقليمية”.

موقف سياسي لتيار في المشهد العراقي..

من جهته؛ يرى الباحث في الشأن السياسي العراقي؛ “محمد التميمي”، أن: “الصدر استشعر خطورة الوضع الراهن، خاصة مع تصاعد الحرب في سورية والتحركات الروسية والإيرانية، التي يُراد منها جرّ العراق إلى الدخول في الحرب، وهو ما يعني إمكانية نهوض تنظيم مجددًا إذا ما انشغلت القوات العراقية في المستنقع السوري”.

موضحًا أن: “بيانات الصدر؛ لا تقتصر على التعبير عن مواقف سياسية، بل تحمل إشارات واضحة للحكومة العراقية حول الإجراءات والقرارات التي ينبغي اتخاذها”.

ولفت إلى أنه: “برُغم أن هذه البيانات لا تحظى باستجابة فورية، فإنها تُمثل موقفًا سياسيًا لتيار كبير وفاعل لا يمكن تجاوزه في المشهد العراقي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة