20 أبريل، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

بضوء أخضر من موسكو .. “الأسد” يختبر قدرات “إردوغان” في إدلب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أدى التصعيد العسكري الأخير في “إدلب” – التي تُعد آخر معاقل المتمردين – إلى أكبر موجة نزوح جماعي منذ بداية الحرب السورية، كما أدى أيضًا إلى اندلاع اشتباكات مباشرة وغير مسبوقة بين القوات التركية والسورية، فيما تتبادل “أنقرة” و”موسكو” الاتهامات بخرق الاتفاقيات المُبرمة بينهما.

ومن جانبها؛ تحاول إدارة “ترامب”، إحداث الوقيعة بين الحليفتين: “روسيا” و”تركيا”، بحسب المحلل الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، “جي ألستر”.

“بشار” ينتظر الجائزة الكبرى !

يقول “ألستر” إن الحرب السورية، التي اندلعت منذ تسع سنوات، شهدت فترات من الهدوء وكأن المعارك قد أوشكت على الإنتهاء، لكنها سرعان ما كانت تندلع من جديد بوتيرة أشد.

ومنذ كانون أول/ ديسمبر الماضي، تقوم القوات السورية والروسية بشن غارات وضربات قاسية ومتواصلة ضد المتمردين في محافظة “إدلب”، التي تُعد آخر ملاذٍ لهم.

وتُعد السيطرة على “إدلب” بمثابة الجائزة الكبرى للرئيس، “الأسد”، الذي ظل يَعِدُ أنصاره طوال الحرب بإعادة السيطرة على جميع الأراضي التي خسرها خلال الثورة، التي اندلعت ضد نظامه. وكان ذلك الوعد يبدو خياليًا ومستحيلًا قبل سنوات قليلة؛ إلا أنه أوشك الآن أن يتحقق بعد سنوات من مجييء الروس لإنقاذ الحاكم المستبد من المصير الذي واجهه زعماء عرب آخرين، ممن سقطوا جراء أحداث “الربيع العربي”.

لا أمل في إسقاط “بشار” !

لكن ما يُصَعِّبُ من مهمة “الجيش السوري”، في القضاء على المتمردين وطردهم من الإقليم الشمالي المتاخم للحدود التركية؛ هو وجود قوات “الجيش التركي”.

وفي واقع الأمر فإن “تركيا” هي الدولة الوحيدة التي لا تزال، حتى الآن، تدعم قوات المعارضة السورية بعدما تخلت عنها باقي الدول – لا سيما “الولايات المتحدة” ودول الخليج – التي أدركت أنه لا أمل في كسب الحرب وإسقاط “بشار” في ظل التفوق الجوي الروسي.

نقطة تحول في العلاقات “التركية-الروسية”..

يُضيف “ألستر” أن المواقف المتعارضة بين “تركيا” و”روسيا” أدت إلى تأزم العلاقات الثنائية بينها، خاصة  بعد أن أسقطت المضادات الجوية التركية، طائرة روسية، عام 2015، ولكن ذلك الحادث قد تحول فيما بعد إلى نقطة تحول إيجابية في العلاقات “التركية-الروسية”، وتعززت العلاقات الثنائية بين زعيمي البلدين.

وفي إطار الصداقة بين الزعيمين، الروسي والتركي، تم إبرام سلسلة من الاتفاقات الثنائة لوقف القتال في “إدلب”، وتنظيم دوريات مشتركة للفصل بين المتمردين من ناحية، وجيش “الأسد” والميليشيات الشيعية من ناحية أخرى.

علاوة على ذلك، أدار “إردوغان” ظهره للغرب ولـ”الولايات المتحدة”، عندما قرر شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز (S-400)، وذلك رغم تهديدات “واشنطن” بفرض عقوبات على “أنقرة”، كما بات “إردوغان” يناهض كثيرًا السياسة الغربية إزاء كثير من القضايا.

روسيا استغلت الانسحاب الأميركي..

يُشير المحلل الإسرائيلي إلى أنه عندما بدأت “تركيا” تُشن حملة عسكرية أخرى ضد القوات الكُردية – وهي الثالثة منذ عام 2018 – لم تتصدى له “روسيا”، التي استغلت الانسحاب الأميركي المتسرع من المنطقة لكي تُرسخ وجودها في شمال شرق “سوريا”.

كما سعت “موسكو” أيضًا لمنع المواجهات العسكرية بين القوات التركية والمتمردين الموالين لها من ناحية، وبين الأكراد وجيش “الأسد” من ناحية أخرى، بعد إبرام اتفاق آخر لوقف إطلاق النار بينهما. لكن الواقع السوري يُثبت أن اتفاقيات وقف إطلاق النار لا تصمد طويلًا.

“الأسد” يتجرأ بإيعاز من روسيا !

لقد اشتعلت الأوضاع في “إدلب” بعدما قُتل ما لا يقل عن 13 جنديًا تركيًا بنيران “الجيش السوري”. فيما يُعدُّ تطورًا خطيرًا، خاصة أن المواجهات المباشرة بين الطرفين كانت نادرة للغاية طوال الحرب.

وبعد مقتل الجنود الأتراك شعر الرئيس، “إردوغان”، بإمتهان كرامته، لذا فقد صب جام غضبه على “روسيا” أيضًا؛ إدراكًا منه بأنه لولا الضوء الأخضر من، “بوتين”، لما تجرأ “الأسد” على استفزازه.

وكان الرئيس التركي قد أطلق، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة تصريحات نارية، متوعدًا بمهاجمة قوات “الأسد” في كل مكان داخل “سوريا”، إذا أُصيب أي جندي تركي آخر، متهمًا “روسيا” و”إيران” و”سوريا” بإرتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين.

واشنطن تُوقِع بين الحليفين !

يُشير “ألستر” إلى أن “الولايات المتحدة” تحاول إحداث الوقيعة بين “أنقرة” و”موسكو”، في وقت تقوم فيه “تركيا” بإرسال الآلاف من جنودها ومئات الدبابات والعربات المدرعة إلى “إدلب” لحماية مواقعها التي تمت إقامتها هناك وفق اتفاق مع “روسيا”. وكانت العلاقات بين “أنقرة” و”واشنطن”، العضوتين في حلف (الناتو)، قد توترت خلال السنوات الأخيرة، خاصة بسبب تدخل “تركيا” في “سوريا” وتحالفها مع “روسيا”.

لكن  إدارة “ترامب” سارعت بالوقوف إلى جانب “تركيا”؛ بعد الهجمات التي شنها جيش “الأسد”، على الرغم من أن “أنقرة” نفسها مسؤولة عن قتل المدنيين في المناطق الكُردية في الشمال الشرقي لـ”سوريا”.

وتحاول “الولايات المتحدة” إقناع نظام “إردوغان” بأن مصالحه تتعارض مع مصالح “بوتين”، ليس فقط في “سوريا”، ولكن أيضًا في “ليبيا” التي فيها يدعم كلاهما طرفين متنافسين.

سيبقى التعاون “الروسي-التركي”..

ورغم الخلافات الأخيرة بين “تركيا” و”روسيا”، فمن المستبعد أن تتراجع “أنقرة” عن صفقة الصواريخ المتقدمة، التي أبرمتها مع “روسيا” وتم نشر بطارياتها بالفعل في الأراضي التركية، وستكون جاهزة في نيسان/إبريل المقبل.

وكما تفعل “روسيا” مع “إسرائيل” – من إدانة علنية للهجمات التي يُشنها سلاح الطيران الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية، لكن مع استمرار التعاون – ستفعل أيضًا مع “تركيا”، ولن تخرج الأمور بينهما عن إطار التعاون والتنسيق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب