26 أبريل، 2024 10:51 م
Search
Close this search box.

بضمانة روسية .. دخول الجيش السوري للشمال بالاتفاق مع “قسد” بداية النهاية لعدوان تركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة ستغير مخططات وموازين القوى في الشمال السوري، دخلت قوات الجيش السوري شمالي “سوريا”؛ وهو الأمر الذي قد يقضي على حسابات وأحلام الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، المتعنت في شن عمليته العسكرية الدامية، “نبع السلام”، التي أطلقها مؤخرًا بحجة محاربته للإرهاب دون النظر إلى ما ستخلفه من نتائج سلبية على المدنيين أو حتى خطر رجوع (داعش) مرة أخرى.

ووقعت “قوات سوريا الديمقراطية” و”دمشق” اتفاقًا يقضي بدخول قوات الجيش السوري وبسط سيطرتها على كامل المنطقة إبتداءً من “عين ديوار” شرقًا وحتى “جرابلس” غربًا، في مواجهة العدوان التركي.

وأكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية، “عبدحامد المهباش”، أمس الأول؛ في تصريح صحافي، أن: “الاتفاق يتضمن انتشار وحدات الجيش السوري على طول الشريط الحدودي مع تركيا إبتداءً من منبج إلى الرقة إلى حسكة وقامشلو وحتى آخر نقطة في ديرك”.

وأضاف أن: “الهدف من الاتفاق هو دحر العدو التركي وإخراج الجيش التركي الذي احتل جزءًا من المناطق السورية وتعدى على السيادة السورية في جزء من الشريط الحدودي بالجزيرة والرقة”.

تشجيع روسي لتطبيق الاتفاق..

وأعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، أن “روسيا” ستشجع على تطبيق الاتفاق الأخير بين “دمشق” و”الأكراد”، والتعاون الأمني بين “سوريا” و”تركيا” على الحدود المشتركة بهدف ضمان أمن البلدين.

وقال “لافروف” ندعو إلى تسوية الوضع الراهن من خلال الحوار بين الحكومة والهياكل الكُردية. وقد بدأ مثل هذا الحوار ويأتي بنتائج ملموسة.

تطور غير سلبي..

من جهته؛ اعتبر الرئيس التركي، دخول الجيش السوري إلى مدينة “منبج” في شمال البلاد، بالتطور الغير “سلبي جدًا” بالنسبة لـ”أنقرة”؛ طالما أن السيطرة على هذه المدينة لم تُعد بأيدي الوحدات الكُردية، حسبما ذكرت (فرانس برس).

وأضاف: “لا يمكننا أن نعلن وقفًا لإطلاق النار قبل أن تقضي تركيا على أي وجود للتنظيم الإرهابي قرب حدودها”، في إشارة إلى الوحدات الكُردية.

وأضاف: “أسرع حل للقضية السورية، هو أن يلقي جميع المسلحين أسلحتهم وينسحبوا خارج المنطقة الآمنة في شمال سوريا، الليلة”.

وأكد “إردوغان” على نواياه باستبعاد إجراء أي محادثات مع القوات الكُردية السورية، قائلًا في خطاب أمام البرلمان: “هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة. لم يحصل إطلاقًا في تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية”.

روسيا نجحت في إيجاد أرضية مشتركة بين “قسد” ودمشق..

تعليقًا على المستجدات المتسارعة في تلك الأزمة، قال الدكتور “وسام جواد”، الخبير بالشؤون الروسية، إن: “تباين مواقف الدول الكبرى في مجلس الأمن، حول التدخل العسكري التركي في شمال سوريا متوقع، بينما مواقف سوريا وحلفاءها، خاصة روسيا، يعتبر الأهم في الوقت الراهن، لأن هذه الأطراف هي من ستحدد المستقبل في سوريا”، معتبرًا أن انتصارات “دمشق” مع حلفائها دفعت “ترامب” لإعلان الانسحاب من “سوريا”، بينما يعول الأوروبيون بعد انسحاب “الولايات المتحدة” على إطالة أمد الحرب في “سوريا”، لكن هذه الخيار لن يجدي نفعًا، في ظل المتغيرات الحالية، على حد قوله.

وأضاف قائلًا: “الموقف الروسي كان صحيحًا جدًا في طريقة التعامل مع أزمة الشمال السوري، ويُعد ثمرة جهد كبير قدمته روسيا في سبيل الوصول إلى حل للأزمة السورية”، لافتًا إلى نجاح “موسكو” مؤخرًا في إيجاد أرضية مشتركة للتفاوض بين (قسد) وحكومة “دمشق”.

استبعاد وقوع الاشتباك بين سوريا وتركيا..

وعن احتمالات وقوع اشتباك بين الجيشين السوري والتركي، استبعد “جواد” حدوث ذلك، بينما قد تحدث مناوشات من حين لآخر، بالإضافة إلى أن الجانب الروسي لن يسمح بحدوث اشتباك بين القوات السورية والتركية، مشيرًا إلى أهمية إقتناع بعض قيادات (قسد) الداعيين للانفصال بالعودة إلى “دمشق”.

اتفاق كامل..

فيما تحدث السياسي السوري الكُردي عن الحل في الشمال السوري؛ قائلًا: “الحل هو أن يكون هناك تواصل واتفاق كامل بين الحكومة السورية وقوات سورية الديمقراطية، عندما نتحدث بالمفهوم العسكري والمفهوم السياسي، عندما يريد جيش الاحتلال التركي أن يغزو الأراضي السورية المنطق العسكري والسياسي والوطني يتطلب من يكون يقابله هو الجيش السوري، بالمقابل نحن نتحدث هنا أيضًا عن المعركة الأهم وهي المعركة السياسية، قوات سورية الديمقراطية لا تملك جسمًا سياسيًا معترف به دوليًا، إذاً فهي لا تستطيع أن تطرق أبواب المنظمات الدولية ولا تستطيع أن تطرق أبواب الدول، الجهة الوحيدة المؤهلة لكي تخوض هذه الحرب الدبلوماسية هي الحكومة السورية وهي الحكومة الشرعية المعترف بها من كافة دول العالم بغض النظر عن التصريحات الإعلامية، فإلى الآن من يتواجد في مقر الأمم المتحدة هو الدكتور بشار الجعفري ممثلاً للحكومة السورية، وهو يمثّل مقعد الجمهورية السورية”.

هذا الحل كان يجب أن يؤخذ به من البداية وكنا وفّرنا على أنفسنا وعلى السوريين خمسة أيام من الدمار والتخريب، نحن الآن في اليوم الثامن، ولو أننا إتخذنا هذه الخطوة قبل سنوات كنا وفّرنا على أنفسنا كارثة “عفرين”، في آذار/مارس 2018، التي أدت إلى تشريد مئات الآلاف من الكُرد السوريين من مدينة “عفرين”، وكنا وفرنا على أنفسنا الكثير قبل دخول الجيش التركي بشكل مباشر، لكن للأسف لم يحصل ذلك، المهم الآن أن يبنى على الاتفاق الذي تم الإعلان عنه قبل يومين بين الحكومة السورية و(قسد) والذي من خلاله سينتشر الجيش السوري على كامل الحدود (السورية-التركية) وهذا هو الوضع الطبيعي، والوضع الطبيعي أن يتواجد الجيش السوري على كامل بقاع الأرض السورية وأن تكون مؤسسات الدولة السورية هي التي تتواجد، وغير الطبيعي هو ما جرى، لذلك بما أن الوضع كان وضعًا غير طبيعيًا هذا سهّل حدوث اتفاقيات ومؤامرات وبازارات على الأراضي السورية.

موضحًا أن المطلوب منا الآن هو أن ندفع هذا الاتفاق نحو أن يكون اتفاقًا نهائيًا وحلاً جذريًا، وألا نترك أي مجال للأخذ والرد أو لعقد تفاهمات هنا، يجب أن يعي قادة (قسد) أن هذا الاتفاق هو اتفاق إستراتيجي لا عودة عنه، والعودة عنه خطيئة كبرى وترقى لمستوى الخيانة، ليس فقط خيانة الدولة السورية والوطن السوري، بل أقول أنها خيانة للكُرد السوريين أيضًا، ولكافة سكان تلك المناطق الشمالية.

ويتابع “ريزان حدو”: “رسالتي إلى (قسد) أن تكون على مستوى دماء الشهداء وتضحيات المقاومين وأن يكون خيارهم بالتوجه إلى دمشق هو خيار إستراتيجي لا عودة عنه، بوصلتنا أن كل الأمور تناقش في دمشق، وما دون ذلك هو خطيئة كبرى”.

حبل الإنقاذ..

العميد المتقاعد “هشام جابر”، المحلل العسكري اللبناني ورئيس مركز “الشرق الأوسط” للدراسات، قال: إن “الاتفاق الحاصل بين الأكراد والجيش السوري، الذي جرى برعاية روسية، هو حبل الإنقاذ، وحل ربع الساعة الأخير”، لإنهاء الوضع الخطير في شمالي “سوريا”.

ورأى “جابر” أن دخول الجيش السوري على خط الأحداث قد يعجل من وقف العدوان التركي، باعتبار أن “روسيا” ستكون الضامن لحماية الاتفاق بين الجيش السوري والأكراد، وانتشار قوات النظام في الشمال السوري، مستبعدًا في هذا الصدد نشوب صدامات ومواجهات بين الجيشين السوري والتركي، لأن الاتفاق جرى برعاية روسية.

وبرهن المحلل العسكري اللبناني بأن “روسيا” تُعد الضامن واللاعب الأول في الميدان حاليًا، بل هي قائد أوركسترا الميدان السوري، وهو الأمر الذي يثبت يومًا بعد يوم، خاصة في أعقاب انسحاب “أميركا” من “سوريا”.

اتفاق أضنة جديد..

ونبه “جابر” إلى أن دخول الجيش السوري إلى الحدود الشمالية مع “تركيا” ينفي الحجج والهواجس التركية التي تتحدث عن إقامة كيان كُردي على حدودها، كما يدحض وجود عناصر مسلحة كُردية في شمال “سوريا” تشكل خطرًا عليها، حيث إن جيش سوريا لن يسمح بوجود ميليشيات بجانبه.

ولم يستبعد رئيس مركز “الشرق الأوسط” للدراسات – في حال توقف “الغزو التركي” – الوصول لاتفاق جديد على غرار “اتفاق أضنة”، لكن بطبعة جديدة ومنقحة لإنهاء الوضع الدقيق والخطير في “شرق الفرات”.

ويعود “اتفاق أضنة”، المبرم بين “أنقرة” و”دمشق” إلى عام 1998؛ ويسمح للجيش التركي بالتوغل شمال “سوريا” بعمق 5 كيلومترات.

وتشن تركيا عدوانًا عسكريًا، بدأ الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، ما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة لهذا العدوان، وتهديدات أميركية بضرب الاقتصاد التركي.

فيما حذرت، عدة دول، من أن العدوان التركي على شمالي شرق “سوريا” قد يحيي خطر تنظيم (داعش) الإرهابي في المنطقة، كما أعلنت دول أوروبية تعليق صادرات السلاح إلى “تركيا” على خلفية هذا العدوان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب