بضربه لسوريا .. إسرائيل ترحب بترامب زعيماً للشرق الأوسط

بضربه لسوريا .. إسرائيل ترحب بترامب زعيماً للشرق الأوسط

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

لا شك أن الضربة الأميركية الأخيرة ضد النظام السوري قد أعادت إلى الأذهان أسطورة أميركا القوية التي يخشاها الجميع، وأزالت عنها صورة الضعف والوهن التي لازمتها إبان عهد أوباما. وفي هذا السياق نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والباحث السياسي البروفيسور “أيال زيسر”، يتعرض فيه إلى خطوات الرئيس ترامب لاستعادة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد محاولات روسيا أن تشغل شيئاً من الفراغ الأميركي في المنطقة.

ترامب والشعبية المتزايدة..

.

بداية يشير المحلل الإسرائيلي إلى انه “بعد الضربة الأميركية المفاجئة لقاعدة الشعيرات الجوية السورية ارتفعت أسهم الرئيس دونالد ترامب في العالم العربي، لدرجة أنه منذ سنوات عديدة لم يحظ رئيس أميركي بالشكر والثناء والتشجيع من جانب العرب كما حظي ترامب في الأيام الماضية. فها هي بيانات التأييد تتدفق عليه من الدول العربية، بل حتى من رواد شبكات التواصل الاجتماعي الذين يهيبون به أن يواصل ما بدأه دون توقف حتى تكتمل مهمة استعادة النظام والتوازن بل والاستقرار إلى الساحة السورية والمنطقة بأسرها”.

ضربة عسكرية محدودة..

يؤكد زيسر على أن الضربة الأميركية كانت محدودة من حيث الحجم والأهداف, لذلك نجحت في تحقيق هدفها الرئيس وهو معاقبة الطاغية السوري على استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه الأعزل. ولكن الكاتب الإسرائيلي يرى أنه إذا ظلت هذه الضربة حدثاً وحيداً ومحدوداً ولم تتبعها ضربات أخرى أوسع، فلن يكون ذلك كافياً لتغيير مسار الحرب في سوريا. فالأسد يستطيع بسهولة أن يمتص الضربة الأميركية ويستوعبها، فقد خسر على مدار سنوات الحرب العديد من المطارات لصالح قوات المعارضة، وفي كل يوم يسقط عشرات من جنوده قتلى في ساحات المعارك. فبالنسبة له يعتبر الهجوم الأميركي مجرد ضربة محدودة بإمكان نظامه التأقلم معها بل والبقاء على قيد الحياة. فإذا تصرف بحكمة وامتنع عن أي رد فعل، تماماً كما كان يفعل كلما تعرض لهجوم إسرائيلي، فإنه سيكون قادراً على الاستمرار، وسيواصل بمساعدة أصدقائه الروس والإيرانيين قتل شعبه، ولكن هذه المرة باستخدام الأسلحة التقليدية.

مستقبل سوريا وبشار في أيدي ترامب..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن الشئ المهم بعد الضربة الأميركية هو أنه بات واضحاً للجميع، بما في ذلك بشار الأسد نفسه، أن مصيره الشخصي ومصير سوريا لم يعودا في يده، والأمر الأكثر أهمية أنهما لم يعودا أيضاً في يد “بوتين”. فالرئيس ترامب أصبح هو من يمسك بخيوط اللعبة, فإذا شاء أن يواصل مهاجمة قوات النظام وإحداث تحول في مسار الحرب فله ذلك، وإذا شاء أن يسمح لبشار الأسد بالبقاء على كرسيه فله ذلك أيضاً.

من المتضرر ؟

ويعتقد زيسر أن أحد الضحايا الأساسيين لهجوم ترامب على سوريا هو الرئيس السابق “أوباما”، والذي صرح أثناء رئاسته أن التدخل في سوريا يحتاج مئات الآلاف من الجنود وتريليونات الدولارات. ولكن ترامب نفذ عملية نوعية ستؤدي إلى ردع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، وذلك باستخدام 59 صاروخ “توماهوك” فقط. كذلك يعتبر “فلاديمير بوتين” – في رأي الكاتب – ضحية أخرى لهذا الهجوم، فقد جعل منه ترامب بطلاً زائفاً أمام العالم كله، وأراد أن يقول إن روسيا دولة كبيرة وقوية، ولكنها يقيناً لا تضاهي قوة القطب الأعظم وقدراته.

مؤكداً على أنه عندما بدا أن أوباما يتخلى عن منطقة الشرق الأوسط ولن يمد يد العون لحلفائه، هرعت جميع الأنظمة العربية إلى الاستنجاد ببوتين، الذي لم ينجح في ملء الفراغ الذي خلّفته الولايات المتحدة في عهد أوباما. ولكن الآن استطاع الرئيس ترامب أن يستعيد للولايات المتحدة مكانتها كقوة عظمى تقود المنطقة.

المهمة التالية..

يوضح الكاتب الإسرائيلي أنه ما زال أمام الرئيس ترامب ساحة أخرى للحرب وهي مكافحة تنظيم داعش، فإذا أبدى الرئيس الأميركي عزيمة صلبة كتلك التي أبداها الأسبوع الماضي في الهجوم على قاعدة الشعيرات، فإنه سيتمكن من تحقيق إنجازات كبيرة على هذا الصعيد أيضاً، حتى من دون مساعدة الروس الذين لا يحاربون داعش أصلاً.

وختاماً يقول المحلل الإسرائيلي زيسر: “لقد صار لمنطقة الشرق الأوسط زعيم جديد يرعى شعوبها، وقد بات بعض الزعماء العرب وجزء كبير من الرأي العام العربي، لا يخفون ارتياحهم وأملهم أن يقوم هذا الزعيم بمعاقبة بشار الأسد على وحشيته، وكذلك بردع إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة