9 أبريل، 2024 9:17 م
Search
Close this search box.

بشق الأنفس .. “الكاظمي” يحصل على توافق داخلي وخارجي يؤهله لتشكيل الحكومة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن التكليف الخاص برئيس الوزراء العراقي هذه المرة يسير في طريقه الصحيح؛ كخطوة نحو إنقاذ الوضع السييء الذي يعيشه “العراق”، حيث للمرة الأولى يحدث شبه توافق داخلي وخارجي على شخص رئيس الوزراء، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي المُكلف، “مصطفى الكاظمي”، أمس، أن حكومته جاهزة وأنه راعى في اختيار الوزراء النزاهة والكفاءة، مضيفًا أن مهمته الأساسية إبعاد “العراق” عن الصراعات الإقليمية.

وفي لقاء محدود مع كُتاب وإعلاميين عراقيين، شدد “الكاظمي” على أن مهمته هي إبعاد “العراق” عن الصراعات الإقليمية، وذلك في رده على سؤال حول طبيعة الموقف من “الولايات المتحدة” و”إيران”، مضيفًا أنه: “سيكون لدينا حوار جاد مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة وجودهم في العراق، والأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع تأكيد أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي؛ وطبقًا لمبدأ المصالح المشتركة، وهو ما يتطلب منا عملاً جادًا في هذا الإتجاه”.

وأكد “الكاظمي” على أن: “أسماء أعضاء الكابينة الحكومية أصبحت جاهزة الآن، وأنا بصدد التفاوض مع الكُتل السياسية بشأن ذلك من أجل تمريرها داخل قبة البرلمان بأسرع وقت حتى أتمكن من بدء العمل طبقًا للأولويات الضاغطة”.

وبشأن المعايير التي اعتمدها في اختيار الوزراء، قال “الكاظمي” إن: “أهم معيار وضعته هو النزاهة والكفاءة، ورغم أن كلتا المفردتين أصبحتا مستهلكتين، لكنني سوف أفاوض جميع الكتل السياسية على هذا الأساس”.

وقال “الكاظمي” إن أولوياته هي معالجة الأزمة الاقتصادية التي تمثلت بانخفاض حاد لأسعار النفط: “وهو ما يتطلب منا إتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة”، وإحتواء تداعيات فيروس “كورونا” وإجراء الانتخابات “في أسرع وقت ممكن”.

فتح حوار وطني داخلي..

وأضاف أن: “الأمر المهم الذي سوف أوليه اهتمامًا كبيرًا؛ هو فتح حوار وطني حقيقي داخلي، لأننا أفتقدنا خلال السنوات الماضية إلى مثل هذا الحوار الجاد على كل الصُّعد، والذي يمكن أن يؤسس لرؤية وطنية نستطيع من خلالها بناء مؤسسات الدولة بناءً سليمًا، إذ لا خيار أمامنا سوى المشروع الوطني العراقي الشامل والعابر للهويات الفرعية عرقية أم مذهبية”.

الكُتل النيابية الشيعية تمنحه الضوء الأخضر..

وفي خطوة نحو مساعدته على تشكيل الحكومة، أفاد مصدر في تحالف (الفتح)؛ بزعامة “هادي العامري”، بمنح زعماء الكتل النيابية الشيعية الرئيسة في “العراق” الضوء الأخضر لرئيس الوزراء المُكلف، “مصطفى الكاظمي”، لحرية اختيار وزراء حكومته.

وقال المصدر إن: “القوى الشيعية عقدت اجتماعًا حضره الكاظمي في منزل رئيس تحالف (الفتح)، هادي العامري، وضم رئيس ائتلاف (دولة القانون)، نوري المالكي، ورئيس تيار (الحكمة)، عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف (النصر)، حيدر العبادي، ورئيس الهيئة السياسية لـ (التيار الصدري)، نصار الربيعي، ومستشار الأمن الوطني، فالح الفياض”.

ومنح هؤلاء، “الكاظمي”، حرية اختيار المرشحين للحقائب الوزارية في حكومته شرط مراعاة مبدأ التوازن، حسب تعبير المصدر.

وأكدت المصادر أن “الكاظمي” يرفض ضغوط الكتل بفرض مرشحيها، ويراعي مبدأ التوازن فقط. ورجّحت المصادر تقديم “الكاظمي” منهاجه الحكومي وتشكيلته الوزارية نهاية الأسبوع القادم.

ثالث شخص يُكلف لتشكيل الحكومة..

وكان الرئيس العراقي، “برهم صالح”، قد كلّف، الخميس الماضي، رئيس المخابرات، “مصطفى الكاظمي”، برئاسة الوزراء، ليُصبح ثالث شخص يتم اختياره ليقود “العراق”، في 10 أسابيع، في الوقت الذي يجد فيه “العراق” صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد إنهيار الحكومة السابقة تحت وطأة الاحتجاجات التي استمرت لشهور.

وقال “الكاظمي”، الخميس، إن الأسلحة يجب أن تكون في أيدي الحكومة فحسب. وأضاف في كلمة له عقب تكليفه، إن الأهداف الأساسية لحكومته تتمثل في محاربة الفساد وإعادة النازحين إلى ديارهم.

وأحدث التناحر السياسي بين الأحزاب السياسية فراغًا في منصب رئيس الحكومة؛ في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة وتفشي وباء “كورونا”.

وكان رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، قد تقدم باستقالته، في كانون أول/ديسمبر الماضي، عقب احتجاجات جماهيرية حاشدة. ورغم تراجع نطاق الاحتجاجات نتيجة تفشي فيروس “كورونا”، لكن إمكانية اندلاع مثل هذه الاحتجاجات قائمة نتيجة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية.

30 يوم لتقديم التشكيلة الوزارية..

وبحسب الدستور العراقي، سيمنح “الكاظمي” 30 يومًا لتقديم تشكيلة وزارية للبرلمان للتصويت عليها.

ويواجه “الكاظمي” مهمة جسيمة تتمثل في تشكيل حكومة تحظى برضا جميع الأحزاب عبر المشهد السياسي العراقي المنقسم، وهي مهمة لم يتمكن أي من المرشحين السابقين من الوفاء بها.

ولقي تكليف “الكاظمي” ترحيبًا دوليًا أهمه ترحيب “واشنطن”، بالإضافة إلى إعلان “طهران” دعمها؛ وهو الأمر الذي يُثير دهشة المتابعين للشأن العراقي حول ذلك التوافق الغريب حول نفس الشخصية.

ترحيب أميركي..

قال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أمس الأول، الإثنين، إن “الولايات المتحدة” ترحب باتفاق، على ما يبدو، القوى الشيعية والسُنية والكُردية في “العراق” على تشكيل حكومة جديدة.

وأضاف الوزير الأميركي أن الحكومة ينبغي أن تكون قادرة على التصدي لوباء فيروس “كورونا” ودعم الاقتصاد والسيطرة على الأسلحة، بحسب وكالة (رويترز).

وقال “بومبيو”، في بيان: “نرحب بتوصل الزعماء السياسيين الشيعة والسُنة والأكراد إلى توافق، على ما يبدو، حول تشكيل حكومة، ونأمل أن تضع هذه الحكومة مصالح العراق أولًا وتلبي احتياجات الشعب العراقي”.

فيما قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، “ديفيد شينكر”، في مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي، إن المُكلف بتشكيل الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي”: “إذا كان قوميًا عراقيًا مُلتزمًا بتحقيق السيادة للعراق ومحاربة الفساد، فسيكون ذلك أمرًا عظيمًا للعراق”، مردفًا: “نعتقد أنه سيكون رائعًا لعلاقتنا الثنائية”؛ وفقًا لشبكة (رووداو).

ترحيب إيراني.. خطوة في الإتجاه الصحيح..

كما رحبت “وزارة الخارجية” الإيرانية بتكليف رئيس المخابرات العراقي، “مصطفى الكاظمي”، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، واعتبرت ذلك خطوة في الإتجاه الصحيح.

وقال المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الإيرانية، “عباس موسوي”: “أن توافق جميع التيارات السياسية العراقية هو السبيل الوحيد لحل النزاعات سلميًا”، مؤكدًا: “جمهورية إيران الإسلامية تُكرر إعلان استعدادها الكامل للتعاون مع الحكومة العراقية من أجل التغلب على مشاكل البلاد”.

خبرته بالعلاقات الدولية تُشكل عامل توافق وتهدئة..

حول هذا، كشفت الدكتورة “فيان صبري”، رئيسة الكُتلة الكُردستانية في البرلمان العراقي، النقاب عن الأسباب التي أدت إلى شبه توافق بين القوى السياسية والحزبية وترحيب ودعم بعض القوى الإقليمية والدولية لاختيار “الكاظمي” لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقالت رئيسة الكُتلة الكُردستانية، لـ (سبوتنيك)؛ إن: “شخصية الكاظمي ورئاسته لجهاز المخابرات العراقي أهلته لتكوين علاقات واسعة في الداخل ومع القوى الإقليمية والدولية، وخاصة خلال الحرب على تنظيم (داعش) الإرهابي، ولا شك أن الرجل يمتلك دراية بالعلاقات الخارجية للعراق مع دول العالم؛ وربما يستطيع أن يكون وسيطًا في أزمات المنطقة، وخصوصًا مع إيران نظرًا لتوافق الكثير من القوى الشيعية عليه”.

وأضافت “صبري”: “تلك الدراية والخبرة بالعلاقات الدولية قد تُشكل عامل توافق وتهدئة بين كل المتناقضات الإقليمية والدولية وهذه علامة إيجابية وتحسب له، لأن كل الأطراف تريد إنهاء الأزمات بأقل الخسائر، الأمر الذي يعني أن دوره قد يكون محوري بين كل الأطراف”.

المراقبون يرون أن الترحيب “الأميركي-الإيراني”، في هذا التوقيت؛ قد يُشكل عقبات أمام “الكاظمي” والذي بدأ قويًا، لكنه بدأ في التراجع وربما يلحق بمن سبقوه، حيث بدأت السجالات حوله من جانب القوى والأحزاب التي بدت ظاهريًا مؤيده له، لذا فإن مصير العملية السياسية في البلاد مازال غامضًا، وقد يدعم الترحيب الأميركي الأصوات الرافضة لـ”الكاظمي”.

قد يلعب دور في تخفيف الضغط بين واشنطن وطهران..

اللواء “ماجد القيسي”، الخبير الإستراتيجي العراقي، قال معلقًا إن تكليف “الكاظمي” جاء بعد أن إعتذر المُكلف السابق، “عدنان الزرفي”، لمعارضة كتل وأحزاب فاعلة في العملية السياسية له، ويأتي تكليف “الكاظمي” بتوافق أغلب الكتل وفي توقيت يُمر به “العراق” بظروف صعبة وحساسة، لأن الرجل يملك علاقات متوازنة مع جميع القوى الداخلية الفاعلة وعلاقات خارجية.

وأضاف الخبير الإستراتيجي: “إن الكاظمي طرح برنامج حكومي مقبول من قِبل جميع القوى السياسية، وأدرك الجميع أنه لا يمكن الاستمرار بهذا الفراغ السياسي في ظل صعوبات اقتصادية وتفشي وباء فيروس كورونا”.

وحول الأسباب الحقيقية لموافقة الكتل السياسية على “الكاظمي” وعدم موافقتها على “الزرفي” ومن سبقوه، قال “القيسي”: “كانت القوى السياسية تعتقد أن رئيس الجمهورية قد تجاوزها في تكليف السابقين، وجوهر الخلاف كان على (آلية التكليف)، أما في حالة الكاظمي فإن جميع الكُتل ورئاسة الجمهورية والبرلمان حصل بينهم توافق وأن الكاظمي هو مرشح الأحزاب الشيعية التي تملك المقاعد الأكثر في البرلمان”.

وفيما يتعلق بالترحيب الخارجي؛ قال الخبير الإستراتيجي، إن “إيران” ترى أن تكليف “الكاظمي” من الممكن أن يلعب دور في تخفيف التصعيد مع “واشنطن” بالنظر لأنه يمتلك علاقات مع جميع الأطراف، أما “واشنطن”، فإنها ترى في “الكاظمي” الشخص القادر على لملمة الوضع وإعادة السياسة الخارجية لـ”العراق” إلى وضعها الطبيعي.

وأضاف أن: “هناك تحديات كبيرة أمام الكاظمي رغم تخويل الأحزاب له باختيار الكابينة الوزارية، لكن هذا لا يعني أنها سوف تتخلى عن المحاصصة بشكل كبير؛ فهي أيضًا تسعى للحفاظ على مكاسبها ومصالحها، ولن تتخلى عنها بسهولة؛ ولهذا فإن الكاظمي عليه أن يوازن ما بين مطالب المحتجين ومطالب الكتل والأحزاب”.

سيواجه صعوبات..

فيما رأى السياسي العراقي، الدكتور “عبدالكريم الوزان”، إن رئيس الوزراء العراقي المُكلف، “مصطفى الكاظمي”، سيواجه صعوبات كبيرة خلال تشكيل الحكومة وبدء عملها، مؤكدًا على أن العملية صعبة رغم التوافق الظاهري والسريع بين الكتل السياسية في البرلمان العراقي، خاصةً بين الكتلة السُنية والكُردية.

وأوضح “الوزان” أن حضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، “جينين هينيس بلاسخارت”، لدعم ا”لكاظمي” في تشكيل الحكومة الجديدة؛ يؤكد وجود إشارات من الخارج على تأييده والوقوف بجانبه لإعلان الحكومة.

وأشار السياسي العراقي، “الوزان”، إلى إن “الكاظمي” يواجه مشاكل المعارضة، خاصةً من (كتائب حزب الله) العراقية؛ والتي تتهمه بتسريب معلومات قبل اغتيال “قاسم سليماني” و”المهندس”.

وشدد “الوزان” على أن جائحة “كورونا” في “العراق” ستكون أبرز العقبات أمام “الكاظمي”، إذ يُعاني “العراق” من مشاكل مادية وثقافية تتمثل في الشخصيات الدينية التي لا تُعير اهتمامًا لمنع زيارة الأماكن الدينية.

خلق طفرة في العلاقات الخارجية..

ويُشير الأمين العام لحزب (الأمة العراقية)، “محمود العكيلي”، إلى أن تصريح وزير الخارجية الأميركي إلى وجود رغبة أميركية وقناعة تامة بالسيد “الكاظمي”، وهذا جاء بسبب الإجماع العراقي على شخصية رئيس الوزراء المُكلف، والذي يحدث لأول مرة.

وتابع “العكيلي” بالقول: “هناك توافق (أميركي-إيراني) على السيد الكاظمي، فهو عندما مسك جهاز المخابرات، خلق طفرة نوعية في العلاقات الخارجية، وباتت لدى هذه الدول قناعة بقدرة السيد الكاظمي على تقديم التسهيلات لهم”.

وأضاف “العكيلي” قائلاً: “يوجد تعويل على السيد الكاظمي في أن يكون رجل المرحلة، في ظل المشاكل التي تعصف في المنطقة، فهناك إرهاب على الحدود (العراقية-السورية) يهدد الأردن، وكذلك تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب