“بشار الأسد” يدعم “نيكولاس مادورو” .. رغبة شخصية أم إستراتيجية روسية ؟

“بشار الأسد” يدعم “نيكولاس مادورو” .. رغبة شخصية أم إستراتيجية روسية ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

“جيوسياسية السلام”؛ هذا هو مسمى الإستراتيجية التي تتبعها حكومة الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، على صعيد العلاقات الدولية، كي يتمكن من الحفاظ على السلطة، وكانت “روسيا” و”الصين” و”كوبا” هم الأطراف الأهم في شبكة التحالفات التي بدأ الرئيس السابق، “هوغو شافيز”، في نسجها منذ بداية “الثورة البوليفارية”، منذ 19 عامًا، وقدم “الكرملين” و”بكين” موارد وتكنولوجيات وأيدي عاملة في مشروعات بالمليارات من أجل دفع التقدم في البلد اللاتيني.

ورغم الأزمة السياسية والعقوبات التي فرضتها “واشنطن” على “فنزويلا”؛ إلا أن العلاقات التجارية والعسكرية مع “روسيا” تتعمق.

سوريا الحليف الجديد لفنزويلا..

ظهر، هذا الأسبوع، حليفًا جديدًا لـ”فنزويلا”؛ وهي “سوريا”، التي تعاني من حرب أهلية دامية منذ عام 2011، وفتح لقاء وزير الخارجية الفنزويلي، “خورخي أريازا”، بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، المجال للكثير من الاستفسارات حول ماهية التقارب بين “دمشق” و”كاراكاس”.

وأبرزت تصريحات “أريازا”؛ تجربة الأسد في “المقاومة”، وهو المصطلح الذي أكثر “مادورو” في استخدامه، خلال الفترة الماضية، عندما دعا الميليشيات والقوات شبه العسكرية للدفاع عن الثورة ضد ما وصفها بأنها إعتداءات إرهابية تدعمها “الولايات المتحدة”.

إستراتيجية روسية..

يرى محللون أن المحادثات بين حكومتي “مادورو” و”الأسد” ما هي إلا جزء من إستراتيجية الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، لدعم الرئيس الفنزويلي، وإرباك القوات الديموقراطية التي يقودها زعيم المعارضة، “خوان غوايدو”، ووضع “واشنطن” في موقف غير مريح، بينما يرى مراقبون آخرون أن التحالف بين “مادورو” و”الأسد” أساسيًا لمنع السيطرة الأميركية المطلقة على العالم.

إجهاض المشروعات المناهضة للإمبريالية..

أوضح المحلل السياسي والصحافي، “أندريه فلتشيك”، أن العامل المشترك بين “ليبيا” و”سوريا” و”فنزويلا”؛ هو رغبة الدول الغربية في تدمير مشروعات التحرر من الإمبريالية التي بدأ بها، ليس فقط لمجرد السيطرة على موارد النفط، وإنما للقضاء على أي محاولة للشعوب لتقرير مصائرهم.

وأضاف: “الدول الثلاث كانت في طليعة تعزيز الكفاح وتقرير المصير على خلفية مباديء، (عموم إفريقيا)، و(العروبة) و(الوطن الكبير)، التي كانت جوهر وحدة واستقلال دول أميركا اللاتينية”.

وذكر “فلتشيك”، في مقال نُشر في موقع (مينت برس نيوز) الإخباري، أن القوى الغربية لم تتوقف يومًا عن اعتبار إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية مجرد مستوطنات، لذا فهي لا ترغب في أن تتغير الأشياء.

الدعم الروسي قد يدفع فنزويلا إلى حرب أهلية..

وعلى عكس “فلتشيك”، يرى المحلل الأميركي، “توم روغان”، أن النفوذ الروسي في “فنزويلا” قد يدفع الأوضاع الراهنة إلى حرب أهلية مشابهة لما حدث في “سوريا”، إذ لم يتغير موقف “واشنطن” من مجرد الكلام إلى الفعل.

وفي مقال بصحيفة (واشنطن إكسامينر)؛ ذكر “روغان”، أنه في عام 2015 رفض الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، تقديم الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، في فترة شهدت ضعف موقف “الأسد”، لكن على العكس قام “بوتين” بمبادرة وأرسل جيشه للقضاء على المتمردين، والشعب السوري ومصالح “الولايات المتحدة” أيضًا، وفي 2019؛ أدرك “بوتين” أن تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، التي عبر فيها عن دعمه لـ”خوان غوايدو” لن تزيد عن مجرد الكلام، لذا استغل الفرصة من أجل إنقاذ “مادورو”، الذي يعتبره حليفًا له وداعمًا لحماية مصالح “موسكو”.

وأضاف “روغان”؛ أن حدس “بوتين” كان صحيحًا، إذ يبقى “ترامب” مكتوف الأيدي بحكم الأمر الواقع أمام الكارثة الحاصلة في “فنزويلا”.

نفوذ هافانا في فنزويلا..

أخذ نفوذ “هافانا”، في “فنزويلا”، طابعًا إيديولوجيا وإستراتيجيًا، وعمقته علاقة الصداقة التي ربطت بين “شافيز” وقائد الثورة الكوبية، “فيديل كاسترو”، وكلفت ماسميت بـ”الاستشارات الكوبية”، التي تضمنت مجالات الطب والتدريب الرياضي، إلى جانب بعثات رجال الأمن، إلى الدولة الفنزويلية، نحو 7800 مليون دولار سنويًا، بحسب تصريحات الخبير الاقتصادي، “كاراميلو ميسا”، لـ (بي. بي. سي)، كذلك تمد “كاراكاس”، “هافانا”، بأكثر من نصف احتياجاتها من موارد الطاقة، إذ ترسل لها نحو 55 ألف برميل نفط يوميًا، وفقًا لمعاهدة وقعت بين “شافيز” و”كاسترو”، وصدق عليها “مادورو” والزعيم الكوبي الجديد، “ميغيل دياث كانيل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة