بشائر انفراجة عالمية .. أول سفينة محملة بالحبوب تُغادر ميناء “أوديسا” و20 مليون طن آخرين ينتظرون !

بشائر انفراجة عالمية .. أول سفينة محملة بالحبوب تُغادر ميناء “أوديسا” و20 مليون طن آخرين ينتظرون !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط انفراجة عالمية، غادرت أول سفينة تحمل حبوبًا “ميناء أوديسا” الأوكراني، صباح يوم الإثنين، بموجب اتفاق تاريخي مع “روسيا”، في خطوة قد تُشكل تخفيفًا لأزمة الغذاء العالمية وتخفيض أسعار الحبوب.

وحسب “هيئة الإذاعة البريطانية”؛ (بي. بي. سي)، غادرت السفينة (رازوني)، التي ترفع علم “سيراليون”، من “ميناء أوديسا” الجنوبي، صباح الإثنين، مُحّملة بنحو: 26 ألف طن من الذرة متجهة إلى العاصمة اللبنانية؛ “بيروت”.

وأوضح “مركز تنسيق إخراج الحبوب من أوكرانيا”، الإثنين، الذي يقع مقره في “إسطنبول”، أن: “السفينة (رازوني) ستصل المياه التركية غدًا (الثلاثاء)، مضيفًا أن السفينة ستتوجه إلى ميناء طرابلس بعد الفحص في تركيا للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة”.

وساعدت “تركيا” و”الأمم المتحدة”؛ في التوسط في اتفاق بـ”إسطنبول”، يمنح ممرًا آمنًا للسفن التي تحمل الحبوب من 03 موانيء بجنوب “أوكرانيا”؛ هم: “أوديسا، تشيرنومورسك، ويوغني”، والتي ظلت عالقة منذ شهور بسبب الصراع “الروسي-الأوكراني” المستمر، والذي دخل الآن في شهره السادس.

إيجابي وفرصة لاختبار تنفيذ اتفاقيات إسطنبول..

وبشأن ردود الأفعال على هذه الخطوة، علقت الرئاسة الروسية، الإثنين، واصفة الأمر بأنه: “إيجابي”.

ووفقًا لوكالة (سبوتنيك) الروسية، اعتبر المتحدث الرسمي باسم (الكرملين)؛ “دميتري بيسكوف”، يوم الإثنين، خروج أول سفينة محملة بالحبوب من “أوكرانيا” أنه: “إيجابي؛ وفرصة لاختبار تنفيذ اتفاقيات إسطنبول”.

وأوضح “بيسكوف”؛ للصحافيين: “في الواقع، فإن إنطلاق السفينة الأولى إيجابي للغاية”.

وأضاف: “هذه فرصة جيدة لاختبار فعالية الآليات المتفق عليها في محادثات إسطنبول”، مُعربًا عن أمله في أن يتم تنفيذ جميع الاتفاقات من جميع الجهات.

انفراجة للعالم..

وفي توافق نادر بين “موسكو” و”كييف”، أكد وزير الخارجية الأوكراني؛ “ديميتري كوليبا”، أن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية للمرة الأولى منذ بداية الحرب؛ في شباط/فبراير، يُشكل “انفراجًا للعالم”.

وقال “كوليبا”، في تغريدة له عبر (تويتر): “إنه يوم انفراج بالنسبة للعالم، وخصوصًا بالنسبة لأصدقائنا في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، بينما تُغادر الحبوب الأكرانية الأولى؛ أوديسا، بعد أشهر من الحصار الروسي”.

وأضاف: “لطالما كانت أوكرانيا شريكًا يمكن الاعتماد عليه؛ وستبقى كذلك إذا احترمت روسيا إلتزاماتها في الاتفاق”.

خطوة أولى مهمة..

أعرب “الاتحاد الأوروبي”؛ يوم الإثنين، عن: “الترحيب بخروج أول سفينة” محملة بالحبوب من “ميناء أوديسا” الأوكراني المُطل على “البحر الأسود”: “بعد أشهر من الحصار من جانب روسيا”.

وقال المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي للجهاز التنفيذي الأوروبي، “بيتر ستانو”، الإثنين؛ إنها: “خطوة أولى مُرّحب بها للتخفيف من أزمة الغذاء الناجمة عن غزو أوكرانيا”.

وشدد “ستانو” على أن “الاتحاد الأوروبي” يتطلع إلى: “التنفيذ الكامل للاتفاقية”.

من جانبها؛ أكدت وزيرة الخارجية البريطانية؛ “ليز تروس”، أن شحن الحبوب من موانيء “أوكرانيا” خطوة أولى مهمة، لافتة إلى أن العالم كله يُراقب “روسيا” ليعرف ما إذا كانت ستستمر في استخدام إمدادات الغذاء باعتبارها أسلحة حرب.

ودعت إلى ضرورة أن تحظى سفن الحبوب بممرات آمنة؛ وألا تتكرر عمليات القصف الروسي على “ميناء أوديسا”؛ بحسب زعم الوزيرة البريطانية.

ترحيب أممي وعالمي..

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيرتش”، بمغادرة أول سفينة محملة بالحبوب من “ميناء أوديسا”، مؤكدًا أن ضمان نقل الحبوب إلى الأسواق العالمية يُعد ضرورة إنسانية.

وقال وزير الخارجية التركي؛ “مولود تشاووش أوغلو”، على حسابه بموقع (تويتر)، إنه يأمل في استمرار الصادرات من “أوكرانيا” دون انقطاع ومشاكل.

وأضاف “تشاووش أوغلو”: “سنفعل ما هو ضروري لتحقيق هذه الغاية. نأمل أن يؤدي الاتفاق إلى وقف إطلاق النار وسلام دائم”.

وفي هذا السياق؛ قال وزير البنية التحتية الأوكراني؛ “ألكسندر كوبراكوف”، على (فيس بوك): “تتخذ أوكرانيا اليوم مع شركائها خطوة أخرى لمنع الجوع في العالم”.

وأضاف “كوبراكوف”: “فتح الموانيء سيوفر ما لا يقل عن مليار دولار من عائدات النقد الأجنبي للاقتصاد وفرصة للقطاع الزراعي للتخطيط للعام المقبل”.

ووفقًا لشبكة (بي. بي. سي)، ففي حين أن مشهد السفينة (رازوني) برافعاتها البيضاء المعبأة وهيكلها الأزرق الطويل، وهي تتجه ببطء نحو “البحر الأسود” المليء بالألغام الأوكرانية؛ يُمثل تطورًا هامًا، إلا أن العملية يجب أن تستمر لفترة مستدامة إما بسبب الاقتصاد الأوكراني المتضرر أو لإنقاذ عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

إتباعها بقوافل أخرى..

وسبق وقالت “وزارة الدفاع” التركية؛ التي تُشارك في تطبيق الاتفاق في وقت سابق، إن قوافل أخرى ستتبع على طول الممرات البحرية لأن الإجراءات قد اكتملت.

وتُساعد “الأمم المتحدة” و”تركيا” في عملية تنسيق الصادرات ومراقبة الشحنات من أجل ضمان ألا تهرب السفن أسلحة إلى داخل منطقة الحرب.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطواريء؛ “مارتن غريفيث”، إنه بمجرد أن تتحرك السفن ويتم تنفيذ الاتفاق بشكلٍ كامل، ستصل الصادرات من الموانيء في نهاية المطاف إلى مستويات ما قبل الحرب وتبلغ خمسة ملايين طن في الشهر.

ولا يزال أكثر من: 20 مليون طن من الحبوب من حصاد العام الماضي عالقة تنتظر التصدير، وفقًا لبيانات صادرة من “أوكرانيا”، التي توصف بأنها: “سلة خبز أوروبا”.

توقيع اتفاقية الحبوب في “إسطنبول”..

وكانتا “كييف” و”موسكو” قد وقعتا؛ في “إسطنبول”، في 22 تموز/يوليو المنصرم، اتفاقًا أمميًا لاستئناف تصدير الحبوب من الموانيء الأوكرانية عبر “البحر الأسود”؛ بعد وساطة تركية. وبذلت “تركيا” و”الأمم المتحدة” جهودًا حثيثة للتوصل إلى توافق “روسي-أوكراني”، على نقل الحبوب للأسواق العالمية.

ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانيء الأوكرانية على “البحر الأسود”؛ (شرق أوروبا) إلى العالم، ووقع بموازته اتفاق مماثل يضمن أيًضا تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الدولية.

ومن شأن هذين الاتفاقين التخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية التي أدت إلى ارتفاع صاروخي في الأسعار في بعض من أفقر دول العالم؛ بسبب توقف الحركة في الموانيء الأوكرانية جراء الهجوم الروسي.

وبموجب اتفاق تصدير الحبوب، يجب أن تخضع السفن وحمولتها للتفتيش في “إسطنبول”؛ بإشراف مركز للتنسيق المشترك.

عمل مركز التنسيق المشترك..

ودشن مركز التنسيق المشترك المكلَّف بالإشراف على صادرات الحبوب الأوكرانية عبر “البحر الأسود”؛ الأربعاء، في “إسطنبول”، بموجب الاتفاق الموقع.

وهو يضم ممثلين عن “روسيا” و”أوكرانيا” فضلًا عن “تركيا” و”الأمم المتحدة”.

ويُسجل المركز السفن التجارية المشاركة في نقل الحبوب ويتتبعها عبر الإنترنت والأقمار الاصطناعية ويشرف على تفتيشها لدى تحميلها في الموانيء الأوكرانية ولدى وصولها إلى المرافيء التركية.

وأفاد مراسل موقع (العربي)؛ بأن مركز التنسيق يضم: 20 موظفًا تابعًا للأطراف الأربعة، 05 موظفين لكل جهة، يرأسهم مسؤول رفيع المستوى، فيما يرأس أدميرال تركي المركز للتدخل السريع في حال حدوث أي خروقات من الطرفين الأوكراني والروسي.

وأضاف أن الأطراف الأربعة ستقوم بمراقبة السفن التي تخرج من الموانيء الأوكرانية في المياه الدولية للحيلولة دون وجود أي شحنات خارج بنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه، لا سيما أن هناك تخوفات روسية بإمكانية تصدير أسلحة على متن السفن التي ستعود إلى الموانيء الأوكرانية.

وكانت “أوكرانيا” و”روسيا” تُشكلان نحو ثُلث صادرات القمح العالمية؛ قبل العملية الروسية العسكرية في “أوكرانيا”، في 24 شباط/فبراير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة