14 ديسمبر، 2024 7:41 م

بشأن فصائل “المقاومة العراقية” والوضع السوري .. “بلينكن” يحمل رسائل تهديد إلى السوداني !

بشأن فصائل “المقاومة العراقية” والوضع السوري .. “بلينكن” يحمل رسائل تهديد إلى السوداني !

وكالات- كتابات:

تعتزم “بغداد” عقد اجتماعات؛ خلال الأسابيع المقبلة، تستضيف فيها رؤساء ومسؤولين دوليين وإقليميين لمناقشة تطورات الوضع في “سورية”، وذلك في إطار السياسة الخارجية للحكومة، والتي تستهدف منع التصعيد وبلورة موقف متناسق بين مختلف دول المنطقة.

وفي هذا الإطار؛ أجرى رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، في اليومين الماضيين، اتصالات هاتفية مع عدد من قادة المنطقة؛ بينهم ولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، والرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”. كما تلقّى اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني؛ “ديفيد لامي”، وعقد اجتماعًا في “بغداد” مع وزير خارجية الولايات المتحدة؛ “أنتوني بلينكن”.

وتسعى “بغداد”؛ التي اعتبرت نفسها مرشّحة للتضرّر من التغييّر في “سورية”، إلى أن تكون نقطة تلاقٍ في التعاطي مع الأزمة السورية بعد رحيل؛ “بشار الأسد”، في الوقت الذي أظهرت فيه حذرًا شديدًا حيال مسألة ضبط الحدود مع البلد الجار، وذلك جراء التقارير التي تتحدّث عن وجود عشرات من قيادات وعناصر ينتمون إلى تنظيم (داعش)، يُحاولون التسلل إلى البلاد.

“السوداني” يعرب عن مخاوفه تجاه سورية لـ”بلينكن”..

وفي هذا السيّاق؛ أكّد “السوداني”، لـ”بلينكن”، بحسّب بيان لمكتب الأول الإعلامي: “موقف العراق بدعم سورية في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثّر على السلم الأهلي فيها”.

وشدّد على ضرورة تمثيل: “كل مكوّنات الشعب السوري في إدارة البلاد؛ لضمان تعزيز استقرارها”، مشيرًا إلى أن: “العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سورية، وضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية من أي جهة كانت”، مبيّنًا أن: “ذلك يمثّل تهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة”.

من جهته؛ شدّد “بلينكن”، أمام “السوداني”، خلال زيارته غير المعلنة مسبقًا إلى “بغداد”، أمس، على ضرورة تنسيق الجهود تجاه الأزمة السورية.

أميركا تستطلع رأي العراق مما يحدث بسورية..

ونقلت وكالة (رويترز) عنه؛ تأكيده التزام “الولايات المتحدة”: “بالشراكة الاستراتيجية (الأميركية-العراقية) وبأمن العراق واستقراره وسيّادته ومحاربة تنظيم (داعش)”.

وناقش الوزير أيضًا مع رئيس الحكومة العراقية؛ الفرص والتحديات الأمنية الإقليمية، بالإضافة إلى الدعم الأميركي لمشاركة جميع المكوّنات في “سورية”، في إطار عملية انتقالية شاملة.

ويوضح مسؤول حكومي عراقي، أن: “زيارة بلينكن إلى العراق؛ هدفت إلى معرفة موقف البلاد النهائي من الحكومة السورية الحالية بعد سقوط النظام وسيطرة (هيئة تحرير الشام)”، مؤكدًا أن: “الحكومة مهتمة جدًا بالملف السوري، وتحرص على ألا يتكرّر مشهد الإرهاب والتطرف”.

ويُضيف المسؤول أن: “بلينكن أوصل رسالة شفهية من (الرئيس الأميركي المنتخب)؛ دونالد ترمب، إلى السوداني، بشأن عدم التدخّل في الوضع السوري، فضلاً عن دعوته إلى منع الفصائل المدعومة من إيران من أن تخوض مواجهة مسلّحة مع الفصائل السورية أو أن تتلاعب بأمن المنطقة”.

ويُشير إلى أن: “كل المبادرات الدبلوماسية التي يتبناها العراق مع الدول المجاورة أو التي لها ارتباط بالوضع السوري تهدف إلى تخفيف التوتر الذي تعيشه المنطقة؛ إذ ترى الحكومة أنه من غير الصحيح البقاء متفرّجة أو منعزلة عن محيطها وما يجري فيه”، بحسّب صحيفة (الأخبار) اللبنانية.

دور العراق المحور في المراحل الصعبة..

بدوره؛ يرى عضو “لجنة العلاقات الخارجية” النيابية بـ”البرلمان العراقي”؛ النائب “عامر الفائز”، أن: “وضع العراق الحالي، رُغم ما تعيشه المنطقة من صعوبات، قوي ومحوري في إدارة الأزمات والتعامل معها بتوازن، من دون الانحياز إلى جهة دون أخرى، وهذا ما جعل قادة المنطقة يعتمدون عليه في الجانب السياسي والدبلوماسي للنظر في الأحداث بحيادية وموضوعية”.

ويُلفت “الفائز”؛ إلى أن: “ما يجري في سورية في غاية الصعوبة، ولا يمكن التعامل معه بلا دراية بكل الظروف المحيطة به، وأن بغداد أخذت على عاتقها المبادرات والفعاليات التي تدعو إلى التهدئة ونبذ الصراع والعمل من أجل حماية سيادة العراق وتقوية موقفه أمام جميع الدول”.

وأما السياسي المستقل؛ “أحمد السراج”، فينظر إلى موقف “العراق” الحالي على أنه: “غامض تجاه التعامل مع الحكومة السورية، رُغم أنه من الضروري التعامل على أساس المصالح لا الاصطفافات السياسية”.

ويعتبر، أن: “المبادرات التي تقودها دول المنطقة؛ ومنها العراق، هي لترقيع فتوق كبيرة في المشهد السوري، خاصة أن الحكومات متردّدة في التعامل مع مجموعات مسلحة مصنّفة عالميًا على أنها متورّطة ومشتركة في عمليات إرهابية”، مستدركًا بأن: “على الحكومة العراقية أن تعمل لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي لمصلحة الشعبين”.

“بلينكن” يسلم “السوداني” رسائل “تهديد”..

كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة، اليوم السبت، عن نقل وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، رسائل: “تهديد” مباشرة إلى رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، بشأن فصائل “المقاومة العراقية” التي تزعم “واشنطن” بتمويلها من قبل “إيران” في “العراق”.

وقالت المصادر؛ لوسائل إعلام محلية، أن: “بلينكن؛ نقل بشكلٍ واضح ومباشر، رسائل تهديد من واشنطن خلال اجتماعه مع السوداني؛ بشأن الفصائل المسلحة في العراق، ومستقبل تلك الفصائل وتحركاتها”.

وأضافت، أن “بلينكن”: “شدّد بأن الإدارة الأميركية الجديدة، ستعمل بكل قوة وحزم على إنهاء أي تأثير لتلك الفصائل، خاصة بعد قيامها بعمليات عابرة للحدود بضرب قواعد أميركية في سورية واستهداف أهداف مختلفة داخل إسرائيل طيلة الفترة الماضية”.

وبينّت، أن: “الوزير بلينكن؛ حذر السوداني من قيام تلك الفصائل بأي أعمال عسكرية داخل سورية؛ خلال المرحلة المقبلة، بدفع من قبل طهران”، كما: “حمّل الحكومة العراقية أي عملية تقوم بها تلك الفصائل”.

وبحسّب تلك المصادر؛ فقد شدّد الوزير الأميركي، على: “ضرورة ضبط الفصائل والعمل بشكل حقيقي لنزع السلاح منها خلال المرحلة المقبلة، كونها أصبحت تهدد الأمن في المنطقة وليس العراق فحسب، وبخلاف ذلك فإن واشنطن سيكون لها دور في الحد من تلك الفصائل عبر عقوبات؛ وكذلك عمليات عسكرية محددة”.

وأمس الجمعة، زار وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، “العراق” بشكلٍ: “غير معلن”، حيث التقى رئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”.

وبحسّب “وزارة الخارجية” الأميركية؛ فقد حث الوزير؛ “أنتوني بلينكن”، الحكومة العراقية على دعم الانتقال الديمقراطي في “سورية” بعد سقوط نظام؛ “بشار الأسد”، مشيرًا إلى أهمية دور “العراق” في تعزيز سيادته واستقراره الإقليمي.

ونقلت “الخارجية الأميركية”؛ عن “بلينكن”، تأكيده خلال لقائه “السوداني”، التزام “واشنطن” بدعم أمن “العراق” وسيّادته، مشددًا على ضرورة استمرار الجهود لضمان عدم عودة تنظيم (داعش)، واعتبر أن التحولات الإيجابية التي شهدها “العراق” تعزز من فرص نجاحه المستقبلي، كما تطرق إلى أهمية دور “العراق” ودول المنطقة في دعم “سورية” لتحقيق انتقال سياسي شامل يحمي الأقليات وينهي الطائفية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة