بشأن المفاوضات “الإيرانية-السعودية” .. “جهان صنعت” الإيرانية: ضرورة تغيير الإستراتيجيات !

بشأن المفاوضات “الإيرانية-السعودية” .. “جهان صنعت” الإيرانية: ضرورة تغيير الإستراتيجيات !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تعيش مفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”؛ في “فيينا”، حالة من الرخاوة، لكن يبدو أن المفاوضات مع “المملكة العربية السعودية” مستمرة؛ إذ يقول الطرف الإيراني إن المفاوضات تتقدم على نحو جيد.

وقد بدأت هذه المفاوضات على مستوى أمني واستغرقت بضعة أشهر في أربع جولات، وكان من المنتظر إنطلاق الجولة الخامسة. وقد زار وزير الخارجية العراقي؛ “فؤاد حسين”، العاصمة؛ “طهران”، وأجرى مشاورات مع المسؤولين، وكأنما كان العامل الذي أزال العقبات؛ بحسب “آرزو فرشيد”؛ في تقريره الذي نشرته صحيفة (جهان صنعت) الاقتصادية الإيرانية.

وكانت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية قد أدعت إنطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات “الإيرانية-السعودية”؛ في “بغداد”. وعقب ذلك كتب موقع (نور نيوز)؛ المقرب من “المجلس الأعلى للأمن القومي”، نفس الخبر وكتب: “إنطلقت الجولة الخامسة من مفاوضات مندوبي طهران والرياض في العاصمة العراقية، وقد رسمت آفاق أكثر انفتاحًا إزاء استئناف علاقات البلدين. وقد لعب المسؤولون في العراق وعُمان دورًا مؤثرًا في عقد هذه الجلسات المشتركة. وقد تناولت الدورة الخامسة التحديات الرئيسة على مسار استئناف العلاقات بوضوح”.

الحاجة إلى تغيير الإستراتيجيات..

الحديث عن إنعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، لا يعني التفاؤل بالنتائج. ويعتقد الخبراء وأغلب المحللين، أن حجم الخلافات بين الجانبين كبير ولا يمكن التخلص من هذا الكم بسهولة.

وأحد هؤلاء هو؛ “علي بيـﮔدلي”، خبير الشأن الدولي، والذي قال في حوار إلى صحيفة (جهان صنعت) الاقتصادية: “لدينا عدة مشاكل مع السعودية تعوق إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل وحاسم. لدينا كم هائل من الخلافات مع السعودية تتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية. وتأتي الأزمة اليمنية في المقدمة من هذه الخلافات، فلن ترضى إيران أن تتخلى عن اليمن بسهولة. الملاحظة الأخرى تتعلق بجهود ولي العهد السعودي المتعلقة ببناء أكبر مدينة سياحية عالمية على شواطيء البحر الأسود. وقد استثمر مبالغ طائلة في هذا المشروع ويتطلع إلى الحصول على استثمارات أجنبية وأميركية”.

موضحًا: “وطالما لم يتوفر الأمن اللازم، فلن يكون هذا المشروع بهذه السهولة، مع الأخذ في الاعتبار للنفوذ الإيراني في اليمن. لكن الآمال معقودة على استمرار وقف إطلاق النار، لكن المؤكد أن إيران ستحصل في المقابل على إمتيازات. المشكلة الثانية، وهي ذات أهمية كبرى بالنسبة لنا تتعلق بالوجود الإيراني في دول المنطقة العربية”.

بين الاتفاق النووي وأغراض السعودية..

لافتًا الخبير الإيراني: وتشترط “السعودية” انسحاب “إيران” من الدول العربية. والواقع أن خلافاتنا مع “السعودية” عميقة جدًا، ولذلك لن يحدث اتفاق بسهولة.

قائلاً: أضف إلى ذلك أنه لن يكون هناك اتفاق بدون إحياء “الاتفاق النووي” مجددًا. وإن كانت “السعودية” لا تعتقد في أهمية هذا الاتفاق وترى أن على “الولايات المتحدة” عقد اتفاق آخر مع “إيران” يُلزمها بعدم التدخل في دول المنطقة.

وعليه وبناءً على هذا الحجم الكبير من الخلافات، ورغم إنعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات في “بغداد”، إلا أن “السعودية” تُريد الحد نسبيًا من الشعلة الإيرانية التي لا قدر الله قد تلحق الضرر بـ”السعودية” عبر تحفيز “الحوثيين”.

ويتعين على “إيران” تغيير سياساتها الإقليمية، لأن الإستراتيجية التي نتبعها إلى الآن في دول المنطقة غير مفيدة ومكلفة بالنسبة لنا من الناحية المالية. ولا أمل في تطوير العلاقات “الإيرانية-السعودية” طالما لم تتغير هذه السياسيات. ولو تستطيع “إيران” أن تتخلي عن هذه الإستراتيجيات الإقليمية، فسوف تتغير مكاسبنا الاقتصادية.

وأضاف مستشهدًا بتأكيد الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، على هدف حكومته الرئيس بشأن تطوير العلاقات مع دول الجوار: “دول الجوار غير مستعدة على الإطلاق لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية معنا، وتلك مشكلة لذا يجب على إيران أن تتخذ قرارًا إما بالمحافظة على وجودها ونفوذها في الدول العربية أو التراجع عن هذه المداخلات والاتجاه نحو الأسواق العربية وتوفير حالة من التهدئة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة