11 أبريل، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

بسبب “Home Alone 2” .. الصراع يحتدم بين أميركا وكندا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

فما إن تهدأ الأمور بين البلدين، “أميركا – كندا”، ذوي العلاقات التاريخية الممتدة، حتى يُعيد إشعالها تصريح أو قرار جديد، ولكن هذه المرة الضربة جاءت من باب السينما، وليست السياسة؛ مثلما يحدث كل مرة.

بدأت القصة، عندما حذفت قناة (سي. بي. سي)، “هيئة الإذاعة الوطنية الكندية”، المشهد الوحيد الذي ظهر فيه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، داخل فندق “البلازا”، في “نيويورك”، لثوانٍ معدودة مع الطفل بطل فيلم (Home Alone 2)، “كيفن ماكلستر”، الذي أدى، “ماكولي كولكين”، دوره، وهو يُعتبر أحد أهم وأشهر أفلام الكريسماس، أثار هذه الحذف غضب المؤيدين ونجل الرئيس الأميركي.

ظهر “ترامب”، وهو شخصية إعلامية بارزة في ذلك الوقت، في الفيلم عام 1992؛ عندما تم فصل “كولكين”، الذي جسده، “كيفين”، عن والديه ووجد نفسه في فندق “بلازا” في “نيويورك” بمفرده، وأثناء تجوله في ساحة الفندق يظهر “ترامب”، أحد أبرز رجال الأعمال في “نيويورك” في ذلك الوقت، على الشاشة لبضع ثوان، وهو يخبر “كيفين” أن بهو الفندق “يسير في القاعة وإلى اليسار”.

وأثار هذا الحذف غضب المشاهدين الذين طالبوا بمعرفة السبب وراء ذلك، في إشارة منهم إلى الخلافات السياسية بين “ترامب” ورئيس وزراء كندا، “غاستن ترودو”، كما اعتبر جونيور نجل “ترامب” أن هذا التصرف “مثير للشفقة”.

وردت شركة البث الكندية، (CBC)، على تلك المزاعم، مؤكدة أنها قامت بحذف المشهد، في عام 2014، أي قبل أن يترشح “ترامب” للرئاسة، وذلك لإفساح المجال أمام الإعلانات التجارية.

ترامب” يصفع كندا على السوشيال ميديا..

يبدو أن الحذف أثار حفيظة “ترامب”، الذي إتخذ من حسابه الرسمي على موقع التدوين العالمي، (تويتر)، منصة للدفاع على نفسه في محاولة منه لصفع “كندا”، وتلقينها درسًا قاسيًا عن المباديء، مبديًا إعتزازه بمشاركته في فيلم (Home Alone 2)؛ قبل فترة طويلة من دخوله “البيت الأبيض” كرئيس لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

وقد أوضح؛ أنه في ذلك التوقيت قام بإقتناء فندق “بلازا”؛ وقام بتصوير بعض من مشاهد الفيلم بداخله، والذي يتناول فترة عيد الميلاد.

وتابع “ترامب”: “كنت أكثر شبابًا بعض الشيء.. وقد نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا وهو عمل ميلادي ناجح جدًا وهو أنجحها على الإطلاق، ورغم المشاركة المقتضبة في الفيلم إلا أني أعتز بكوني كنت جزءًا من عمل كهذا”.

ثم عاود ونشر تغريدة أخرى يعلق فيها على موقف الإذاعة الكندية؛ قائلًا: “أعتقد أن، غاستن ترودو، لا يعجبه كثيرًا أنني جعلته يدفع الأموال لحلف (الناتو) أو الاتفاق التجاري”.

وفي تغريدة تالية، سخر الرئيس الأميركي من حذف المشهد، قائلًا: “الفيلم لن يكون مثلما كان من قبل”، قبل أن يوضح: “كنت أمزح فقط”.

وردًا على مزاعم “ترامب”، قال المتحدث الرسمي باسم (CBC)، “تشاك تومبسون”: “كما هو الحال في الغالب مع الأفلام الروائية التي تم تكييفها للتليفزيون، تم تحرير (Home Alone 2) لبعض الوقت، كان المشهد الذي يجمع، دونالد ترامب، بالطفل، واحدًا من عدة مشاهد تم قطعها من الفيلم لأن لا داعي من وجودها”، نافيًا وجود أي مؤامرة كما لمحّ “ترامب” في تغريداته. مؤكدًا على أن الحذف تم عام 2014، عندما تم الحصول على الحقوق الملكية لعرض الفيلم، أي قبل انتخاب “ترامب” رئيسًا لـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

تدور أحداث المشهد الذي تم حذفه من الفيلم، حول سعي الطفل، “كيفن”، إلى إيجاد طريقه في الفندق الفخم بعدما انفصل مجددًا عن والديه، وخلال أحداث الفيلم يستوقف رجلًا يرتدي معطفًا طويلًا وربطة عنق حمراء ليدله إلى بهو الفندق، حيث يظهر “ترامب” في هذا المشهد ويرد عليه: “أكمل طريقك وإنعطف إلى اليسار”.

وعُرض فيلم (وحدي في المنزل 2: تائه في نيويورك)، في 1992، وحقق إيرادات بلغت وقتها 359 مليون دولار.

أنانية “ترامب” تطيح بالعلاقات “الأميركية-الكندية” وتهدد اقتصاد البلدين..

يأتي هذا الموقف في أعقاب التوتر القائم بين “ترامب” و”ترودو”؛ بعد القمة الأخيرة لدول “حلف شمال الأطلسي”، (الناتو)، وذلك عقب سماع الأول؛ رئيس الوزراء الكندي، يسخر منه دون أن ينتبه إلى مكبر صوت مفتوح بالقرب منه، وسط عدد من قادة الحلف. كما هدد “ترامب”، باستبعاد “كندا” من “اتفاقية التجارة الحرة” في “أميركا الشمالية”، (نافتا)، في ظل مفاوضات صعبة يجريها البلدين، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ؛ فقد قام بتهديد نواب بلاده بعدم التدخل في هذا الملف، مهددًا بإنهاء العمل بـ (نافتا) إذا تدخل “الكونغرس” في هذا الملف، وكتب “ترامب”، الذي أبرمت إدارته اتفاقًا منفصلًا مع “المكسيك”، تسعى “كندا” للإنضمام إليه، “إما أن نبرم اتفاقًا جديدًا؛ وإما نعود إلى ما قبل (نافتا)”.

وبالرغم من ذلك التوتر؛ الذى يثيره الرئيس الأميركي، إلا أن الحكومة الكندية الحالية، برئاسة، “غاستن ترودو”، تؤكد دائمًا، من خلال موقفها على حرصها الدائم على ألا يتم جرها إلى مشادة كلامية مع “ترامب”، إذ إلتزمت الهدوء والتصريحات المتوازنة مع حليفها الإستراتيجي بـ”الولايات المتحدة”، فكان من بين تصريحات رئيس الوزراء، “غاستن ترودو”، أن “إضافة حواجز تجارية بين كندا والولايات المتحدة تؤذي بصورة كبيرة سوق العمل في البلدين”، بالإضافة إلى تصريحاته بأنه لا يمانع في إعادة النظر في الاتفاقية بما يحقق مصالح الكل”.

يُشار إلى أنه منذ بداية تنصيب “ترامب” رئيسًا لـ”أميركا”، تعيش العلاقات “الأميركية-الكندية” حالة من التوتر المستمر، لا سيما فيما يتعلق باتفاقية (نافتا)، أو ما يسمى بـ”اتفاقية التجارة الحرة بين دول شمال أميركا”، التي تضم “كندا والولايات المتحدة والمكسيك”، فأحيانًا يهدد ويكاد يقرر “ترامب” إلغاءها، وهو ما يضر بقطاعات مهمة فى الاقتصاد الكندي والأميركي كذلك، لأن “الولايات المتحدة” تُعتبر أكبر شريك تجاري لـ”كندا”، إذ تذهب إليها ثلاثة أرباع الصادرات الكندية، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، والبالغ 841 مليار دولار سنويًا، هو الأكبر بين أي بلدين حول العالم، حيثُ بلغت قيمة التبادلات التجارية من السلع والخدمات بين “الولايات المتحدة” و”كندا”، في عام 2017، نحو 673,9 مليار دولار، مع تسجيل فائض لمصلحة “واشنطن”، (8,4 مليار دولار).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب