15 أبريل، 2024 1:11 م
Search
Close this search box.

بسبب “مجزرة غارا” .. حرب كلامية بين “إردوغان” والمعارضة والشعب العراقي يرفض التدخل التركي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تظاهرة لم تحدث مسبقًا، خرج متظاهرون، اليوم الخميس، أمام مقر “السفارة التركية”، في العاصمة العراقية، “بغداد”، احتجاجًا على التوغل العسكري التركي الأخير في شمالي “العراق”.

وأفاد موقع (سكاي نيوز عربية)؛ بأن هذه التظاهرة عفوية ولا تقف خلفها جهة سياسية ما في “العراق”، ولم تُعدّ لها جماعة سياسية في البلاد.

ويقول المتظاهرون إن تحركهم هذا جاء رسالة إلى السياسيين بضرورة التحرك لوقف الإعتداءات التركية، شبه المتواصلة، على سيادة “العراق”.

وبدت هذه التظاهرة، وهي الأولى من نوعها في “بغداد”، ردًا على يأس العراقيين من صمت حكومة “بغداد”؛ إزاء ممارسات “أنقرة”، التي تتجاوز “إقليم كُردستان”.

وأعرب مشاركون في التظاهرة؛ عن رفضم للوجود العسكري التركي المفروض في شمال “العراق”، ولا سيما في معسكر “بعشيقة”، فضلاً عن عمليات القصف التركي التي تسببت في نزوح السكان.

وضربت قوات الأمن العراقية طوقًا حول مقر السفارة، في “حي الوزيرية”، في “بغداد”، لمنع المتظاهرين من مهاجمة السفارة.

مزيد من التوعد لـ”حزب العمال”..

يأتي هذا في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، المزيد من التهديدات متوعدًا، “حزب العمال الكُردستاني”؛ ومنظمة “فتح الله غولن”، مؤكدًا أن حكومته لن تترك البلاد للتنظيمات الإرهابية: “كلفها في ذلك ما كلّفها، ولو بالتضحية بالأرواح”.

تهديداته تلك جاءت في خضم ضجة إعلامية إثر اتهامات المعارضة له بالمسؤولية عن مقتل الأسرى الأتراك الـ 13، والذين تقول “أنقرة” إن “حزب العمال الكُردستاني”؛ أعدمهم رميًا بالرصاص.

وتوجه “إردوغان” لمؤتمرات حزبه، “العدالة والتنمية”، في ولايات: “أنقرة وأوردو وشانلي أورفة”؛ بالقول: “لن نترك بلادنا لخونة تنظيم غولن ولا لقتلة (بي كا كا)، ولا لجناة (داعش)؛ ولو كلف ذلك أرواحنا”، مضيفًا أن حكومته لن تتوانى في إجتثاث جذور الإرهابيين والقضاء على مشكلة الإرهاب في “تركيا”.

رد على اتهامات “كليغدار”..

هذه التهديدات ما هي سوى رد على اتهامات زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، “كمال كليغدار أوغلو”، الذي اعتبر أن تصريحات سابقة للرئيس التركي؛ وعد فيها بمفاجأة سارة في القريب، إفشاء لسرية العملية العسكرية في شمال “العراق”، وهو ما ترتب عليه إراقة دماء 13 تركيًا يتحمل مسؤوليتها “إردوغان”.

وقال “إردوغان”: “دون خجل؛ يحملني شخصيًا مسؤولية استشهاد مواطنينا. هذا الشخص لا يدري كم من الجهود بذلنا، على مدى 6 سنوات، لإنقاذ مواطنينا من يد الإرهابيين”.

مضيفًا: “نسير على دربنا بتضحيات الشجعان الذين يسارعون إلى الشهادة، نسير بشجاعة الأبطال الذين يطبقون الجبال على الإرهابيين، نسير بصبر أمهات ديار بكر المعتصمات من أجل استعادة أبنائهن منذ 534 يومًا”.

كما تساءل الرئيس التركي، الذي يبحث عن مبررات لفشل العملية الأمنية ويسعى للنأي بنفسه عن مسؤولية مقتل الأتراك الـ 13، ما إذا كان “كليغدار أوغلو”، قد أصغى يومًا ما لآهات أمهات “ديار بكر”، ووصفه: “بالصفيق وغير المهذب”.

رفع دعوى قضائية..

في أول رد فعل لها على إهانات الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قررت المعارضة التركية؛ رفع دعوى قضائية إلى جانب عقد مؤتمر صحافي لم يستغرق سوى 22 ثانية.

وأعلن زعيم المعارضة التركية، “كمال كليغدار أوغلو”، إقامة دعوى قضائية ضد “إردوغان”، بعد أن وصفه الأخير في كلمة له، اليوم، خلال مؤتمر لـ”حزب العدالة والتنمية”، في ولايات: “أنقرة وأوردو وشانلي أورفة”؛ بـ”الصفيق وغير المهذب”.

وأضاف “إردوغان”، خلال المؤتمر الحزبي، أن زعيم المعارضة التركية لا يستحق لقاء أحد من وزراء الدفاع التركي، “خلوصي آكار”، أو وزير الداخلية التركي، “سليمان صويلو”، لمناقشة حادثة مقتل 13 جنديًا تركيًا”.

وهو ما أجبر زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، “كمال كلغدار أوغلو”، بالرد على الرئيس التركي، متسائلًا: “هل أنا شخص صفيق لأني أدافع عن حق الشهداء”.

مؤتمر رد على إهانات “إردوغان” في 22 ثانية..

في الوقت ذاته، ضربت المعارضة التركية رقمًا قياسيًا جديدًا، ليس في عدد المعتقلين بين صفوفها، أو حجم ما تتعرض له من مصادرة في الرأي وحرية التعبير، ولكن في تحقيق أقصر مؤتمر صحافي في تاريخ “تركيا”، وربما العالم أجمع.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي لم يتخطى 22 ثانية؛ لنائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” عن الكتلة الحزبية، النائب “أوزغور أوزال”، حيث قال جملة واحدة موجهًا كلامه للرئيس التركي، قائلاً: “إليك كل الإهانات مثلما قُلت”.

يداري خيبة العملية الأمنية..

صحيفة (أحوال) التركية؛ حاولت وضع تفسير لما فعله “إردوغان”، فقالت أنه يجد نفسه عالقًا في مأزق سياسي وأخلاقي كونه هو القائد العام للقوات المسلحة، وهو المسؤول مباشرة عن أي فشل عسكري وهو الذي يحظى بالثناء حين تكلل العمليات الأمنية والعسكرية بالنجاح.

وأوضحت أنه في محاولة للقفز على تلك الحقائق؛ لا يجد الرئيس التركي بديلاً عن الصراخ ولفت إنتباه الرأي العام التركي عن حقيقة مسؤوليته غير المباشرة عن مجزرة “غارا”، بشمال “العراق”.

وأشارت إلى أنه: “لا يوجد ما يبرر حالة الإنفعال التي اتسمت بها ردود فعل، إردوغان، سوى أنه يحاول مداراة خيبة أمنية وعسكرية ناجمة عن سوء تقدير أو تخطيط، ويحاول أيضًا التملص من المسؤولية عن مقتل الرعايا الأتراك”.

وليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس التركي ضغوطًا من المعارضة، تتصل أساسًا بنتائج التدخلات العسكرية الخارجية، خاصة مع وجود ضحايا، فالجدل القائم حاليًا ليس استثناء في سياقه؛ فقد سبق أن أثار مقتل جنود أتراك في “سوريا” سجالات مماثلة.

يُذكر أن “إردوغان”، في وقت سابق، وظّف قانون الطواريء وقانون الإرهاب لقمع خصومه، فكل من يُشكك في جدوى التدخل التركي الخارجي، يجد نفسه ملاحقًا بقضايا تتعلق إما بالتورط والإنتماء لمنظمة إرهابية أو الدعاية للإرهاب، وفقًا لمراقبين.

يُذكر أيضًا أن وزير الدفاع التركي، “خلوصي آكار”، أعلن العثور على جثث 13 مواطنًا تركيًا في “منطقة غارا” الجبلية، في شمال “العراق”، حيث ينفذ الجيش التركي عملية عسكرية ضد عناصر “حزب العمال الكُردستاني” في المنطقة.

وقال “آكار”؛ إن الجثث وجدت في كهف تعرض لقصف عنيف من قبل الجيش التركي، وإنها تعود لمدنيين كانوا قد اختطفوا من قبل “حزب العمال الكُردستاني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب