7 أبريل، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

بسبب “كُردستان” .. “نيويورك بوست” تستعدي أميركا على السوداني وتصفه بـ”صدام” الثاني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

انتقدت تقارير أميركية؛ عدم حصول الكُرد في “العراق” والمنطقة على حقوقهم الطبيعية؛ بعدما ظلوا يتعرضون للاضطهاد والإبادة، والتعامل معهم كأقليات، حتى من جانب الدول الغربية التي تُفضل دائمًا مصالحها الجيوسياسية، فيما تساءلت لماذا لا يحصلون على دولة خاصة بهم ؟.. ولماذا لا تقوم “واشنطن”: بـ”استثمار ذكي” بإقليم كُردستان ؟

وذكّر تقرير لصحيفة (نيويورك بوست) الأميركية؛ بهجوم “حلبجة”، في آذار/مارس 1988، والذي وصّفه بأنه أخطر استخدام للأسلحة الكيميائية ضد السُّكان المدنيين في التاريخ، عندما أمر “صدام حسين”، الذي وصفه بأنه مصُّاب بجنون العظمة، بهجوم الطائرات الحربية بـ (النابالم) وغاز (الخردل) وغيرها على المدينة الكُردية، حيث قُتل نحو: (05) آلاف شخص.

وكان ذلك الهجوم، جزءًا من حملة أكبر، بدأت خلال الخمسينيات، وكثفها “صدام حسين”، لاستهداف الأقليات غير العربية، بحسّب التقرير الأميركي، الذي أشار إلى أن الكُرد يُمثلون مجتمعًا عرقيًا متميزًا ممّتد إلى آلاف السنين، ولم يكونوا يرغبون بأن يُطبّق عليهم “التعريب”، ولهذا حاول النظام تطبيق خطة خبيثة لإبادتهم أو إجبارهم على الخضوع والتعريب.

الدولة الكُردية..

ووفق التقرير؛ كان للكُرد حُّلم قديم في تقرير مصيرهم، ولم يكن “صدام حسين” مسّتعدًا للسّماح بذلك، فيما اعتبر أن الشيء المخُّزي هو عيش عشرات الملايين من الكُرد داخل منطقة متجاورة لكنهم يُعانون من الحرمان من الحصول على وطن قومي خاص بهم، ويجدون أنفسهم كأقليات، وغالبًا ما يتعرضون للاضطهاد، في أربع دول هي: “إيران والعراق وسورية وتركيا”.

وأعرب التقرير الأميركي؛ عن أسفه لأن مذبحة “حلبجة” لم تكن هجوم الإبادة الجماعية الوحيد ضد الكُرد، بل كانت هناك هجمات غيرها تسبّبت في مقتل مئات الآلاف منهم.

لكن وبحسّب التقرير؛ فإن المجتمع الدولي استخف بدرجة كبيرة بأهمية هذه الجرائم ضد الإنسانية، وذلك لأسباب جيوسياسية، مضيفًا أن هذه الدول تصرفت كما لو كانت هناك قضايا سياسية ومصالح اقتصادية مهمة يتحتم حمايتها أكثر من التركيز على المعاناة التي لا تنتهي للأقلية الكُردية.

ولفت التقرير؛ إلى أن أكبر ما حصل عليه الكُرد هو منطقة حظر الطيران في العام 1991، حيث تعيش الغالبية الأكبر من الكُرد في أعقاب “حرب الخليج الأولى”، والتي قامت “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا” بتطبيقها إلى أن تمت الإطاحة بـ”صدام حسين”؛ في العام 2003.

وتساءل: “لماذا لا يتم اعتبار أن الكُرد يسّتحقون دولة خاصة بهم ؟.. أليس لديهم أرض محددة وحكومة مسّتقرة وهوية وطنية وتاريخية مميزة لهم ؟.. لماذا يوليّ زعماء الغرب أهمية أكبر لإقامة دولة عراقية موحدة، والتي ليس لديها الكثير لتقدمه للغرب، أكثر من إقامة دولة كُردستان الصديقة المستقلة في شمال البلاد ؟”.

تقويض السلطة..

وإلى جانب ذلك؛ تمكّن الكُرد من الحصول على حكم ذاتي محلي، بنظام يتمتع بوجود رئيس ورئيس وزراء ومجلس برلماني في مدينة “أربيل”، لكن: “لا يوجد احتمال للاستقلال الكامل”، في وقتٍ تبذل “بغداد” قُصّارى جهدها لإلغاء حتى السلطات المحدودة القائمة في عاصمة الإقليم.

وذكر التقرير أنه عندما تم إجراء الاستفتاء غير المُلزم في “إقليم كُردستان”؛ في العام 2017، فإن: (93%) صّوتوا لصالح الحرية والاستقلال، مضيفًا أن نتيجة ذلك كانت أن “بغداد”؛ التي أصبحت تابعة لـ”إيران”، شنّت حملة عسكرية عقابية وحصارًا اقتصاديًا.

ولفت التقرير الأميركي؛ إلى أن: “ردة الفعل على ذلك كانت الصمت، وأن الأسوأ من ذلك أنه كان هناك تواطؤ في واشنطن، إذ إنها عارضت الاستفتاء، معطية الأولوية بالنسبة إليها لـ (استقرار) العراق فوق رغبات الأغلبية السّاحقة في المنطقة الكُردية”، مضيفًا أن الحكومة المركزية في “بغداد” فسّرت الموقف الأميركي على أنه بمثابة ضوء أخضر لكي تّشّدد الخناق على الإقليم الكُردي، حيث سيّطرت القوات العراقية على “كركوك”، الغنية بالنفط والتي تقطنها أغلبية كُردية، كما أنه جرى منع الإقليم لاحقًا من تصّدير النفط، الذي يُعتبر المصدر الرئيس لإيرادات حكومة الإقليم.

دور إيراني..

وتابع التقرير الصحيفة الأميركية؛ أن “إيران” تُشارك في قمع الكُرد في “العراق”، الذين لا يرغبون في الخضوع لـ”طهران”، ويؤمنون لـ”واشنطن” حضورًا دبلوماسيًا وعسكريًا في “إقليم كُردستان”، كما أقر التقرير بأن الصورة تبدو معقدة ومتناقضة.

وزاد بالقول: “هذا هو الشرق الأوسط.. الولايات المتحدة تحتاج إلى الكُرد، إلا أنها في الوقت نفسه ليست صديقتهم الدائم، على الرُغم من أنه عندما كانت المعركة ضد (داعش) دائرة قبل نحو عقد، فإن الكُرد هم من كانوا الجهة الرئيسة في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي”.

وأضاف التقرير؛ أن “واشنطن”: “لا تقوم بتزويد الإقليم بأنظمة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ العراقية والإيرانية التي يتم إطلاقها على الإقليم”.

وأضاف أنه عندما كان رئيس حكومة الإقليم؛ “مسرور بارزاني”، في “واشنطن” مؤخرًا، لم يجتمع به الرئيس؛ “جو بايدن”، ولا نائبة الرئيس؛ “كامالا هاريس”، في حين جرى توجيه دعوة رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، للقاء “بايدن”؛ في نيسان/إبريل، حيث سيطلب المساعدة من “الولايات المتحدة”.

ورأى أن الجواب الأميركي على طلب هذه المساعدة يجب أن يكون: “لا”، طالما أن “العراق” ينُّفذ أوامر “إيران” ويُحاول خنق الكُرد، كما اعتبر، أن الكُرد مقاتلون شجعان، وقد وقفوا دائمًا إلى جانب “الولايات المتحدة”، سواء ضد “صدام حسين” أو (داعش) أو (القاعدة)، ولهذا فإن تقديم المساعدة للكُرد، تُمثل استثمارًا ذكيًا في الأمن الأميركي.

ووصف التقرير الأميركي؛ “إقليم كُردستان”، بأنه يُمثل المجتمع الأكثر اسّتنارة وانفتاحًا في المنطقة، حيث يؤمن الملاذ للأقليات المحاصرة الأخرى، مثل الإيزيديين والمسيحيين، ويعمل من أجل تعزيز حقوق المرأة.

وختم تقرير (نيويورك بوست)؛ بالتساؤل مجددًا: “ألم يحن الوقت للولايات المتحدة؛ لكي تُظهر المزيد من الالتزام تجاه الكُرد وتقليل الإكتراث ببغداد وأسّيادها في طهران ؟”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب