7 أبريل، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

بسبب “كورونا” .. مليارات الدولارات خسائر أندية “كرة القدم” عالميًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

حالة من القلق والخوف سادت جميع عشاق الرياضة العالمية، وبالأخص “كرة القدم”، في ظل التطور المستمر لانتشار وباء فيروس “كورونا” القاتل حول العالم، والذي تسبب في إتخاذ “الاتحاد الأوروبي” قرارًا بتأجيل منافسات بطولتي “دوري الأبطال” و”الدوري الأوروبي” لأجل غير مسمى.

وباختلاف تأثير المرض وانتشاره في المناطق المختلفة، يتفاوت التأثير على البطولات المحلية والقارية، ما بين قرارات اللعب بدون جمهور؛ مثلما حدث في “الدوري الإسباني” وبعض مباريات العودة لدور الـ 16 بدوري “أبطال أوروبا” و”الدوري الأوروبي”، ووصل الأمر أيضًا إلى إيقاف النشاط؛ مثلما حدث للبطولات المحلية في “إيطاليا”، والتي إتُخذت قرار بتعليقها حتى يوم 3 نيسان/إبريل المقبل.

خسائر مالية بالغة..

وبالأخذ في الاعتبار للتأثيرات السلبية التي ستنتج عن إجتياح فيروس “كورونا”، وتهديده لمسابقات “كرة القدم” في أنحاء العالم أجمع، وتحديدًا في القارة الأوروبية، فإن عناصر اللعبة المختلفة وتحديدًا الأندية ستُعاني معاناة بالغة من الخسائر المالية التي ستتكبدها إثر قرارات اللعب خلف الأبواب المغلقة.

ويُعد دخل المباريات هو عنصر أساس في ميزانية الأندية الأوروبية الكبرى، من حيث شراء تذاكر المباريات، واستخدام مرافق وخدمات الاستادات.

وحتى وقتنا هذا يظل تأثير مرض “كورونا” على مسابقات “كرة القدم” المحلية والقارية، من حيث الخسائر المالية، قد يكون أمرًا هينًا، مقارنة بما قد يحدث في الشهور القادمة إذا تم إلغاء أو منع حضور الجماهير في المنافسات الكبرى، والتي ستُقام في الصيف القادم، مثل بطولتي “أولمبياد طوكيو” و”بطولة اليورو”.

6 ملايين يورو خسائر “برشلونة” حتى الآن..

ويقول “خوسيه ماريا بارتوميو”، رئيس نادي “برشلونة”، تعليقًا على قرار لعب مبارة “الفربق الكتالوني” مع “نابولي” بدون جمهور: “هذا القرار سيُكلفنا خسائر تقدر بـ 6 مليون يورو”، وتأتي هذه المباراة، في لقاء إياب دور الـ 16 من منافسة دوري “أبطال أوروبا”.

وبالمثل ستُقام بعض مباريات دور الـ 16 لدوري “أبطال أوروبا” بدون جمهور، مثل لقاء “تشيلسي” و”بايرن ميونخ” في “الأليانز أرينا”، ومباراة “باريس سان غيرمان” و”بروسيا دورتموند” في ملعب “حديقة الأمراء”، ومباراة “فالنسيا” و”أتلانتا” التي ستُقام على ملعب “الميستايا”، كلها بدون جمهور ما يعني خسائر فادحة لكل تلك الأندية.

الكرة الإيطالية الأكثر تضررًا .. 34 مليون دولار..

وتُعد الكرة الإيطالية هي الأكثر تضررًا من ظاهرة إجتياح فيروس “كورونا”، حيث تُعد “إيطاليا” هي الدولة الأكثر انتشارًا للمرض بداخلها في القارة الأوروبية.

بالتالي ستُعاني الأندية الإيطالية أشد المعاناة من الناحية الاقتصادية، حيث كان “الاتحاد الإيطالي” قد قرر استئناف البطولة بدون جمهور حتى أول نيسان/إبريل المقبل، قبل أن يتم إتخاذ قرارًا بتعليق المسابقات الإيطالية تمامًا حتى الموعد ذاته.

وأشار موقع (كالشيو فاينانزا) الإيطالي المتخصص في ماليات “كرة القدم”، أن خسائر أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي مجتمعة ستُقدر بحوالي 34 مليون دولار بسبب التأثيرات الواقعة على المسابقة بسبب مرض “كورونا”.

وأضافت الإحصائية أن الفرق الإيطالية التي تُشارك في المسابقات القارية، مثل دوري “أبطال أوروبا” و”الدوري الأوروبي”، ستتلقى خسائر تُقدر بـ 9 مليون دولار.

وسيواجه “يوفنتوس” فريق “ليون” على ملعبه بـ”تورينو”، في إياب دور الـ 16 لدوري “أبطال أوروبا”، بينما في مباريات دور الـ 16 لـ”اليوروبا ليغ”، سيستضيف “إنتر ميلان” فريق “خيتافي” الإسباني على ملعب “سان سيرو”، وسيحل فريق “إشبيلية” ضيفًا على “روما” في ملعب “الأوليمبيكو”.

الأندية الصغيرة خسائرها أكبر..

وسيكون الضرر أكبر بكثير لدوريات الدرجات الأدنى في “أوروبا”، فإن التأثير سيكون مضاعفًا جراء قرار استكمال المسابقات بدون حضور جماهير، حيث أن عائدات المباريات وبيع التذاكر تُشكل النسبة الأكبر لدخل تلك الأندية.

وبحسب دراسة لإذاعة (كوبي) الإسبانية، ستخسر أندية “الليغا”، التي أعلنت هذا الأسبوع؛ التوقف لمرحلتين على الأقل، ما مجموعه 600 مليون يورو، (665 مليون دولار أميركي)، بحال عدم إقامة مباريات أخرى هذا الموسم.

سيؤثر ذلك بشكل كبير على الأندية، لا سيما الصغيرة والمتوسطة التي لا تتوافر لها قدرات مالية كبيرة أو عقود رعاية ضخمة، ويُخشى أن يمتد التأثير الاقتصادي لذلك أبعد من “كرة القدم”، إذ تساهم الرياضة بـ 1,4 بالمئة من مجمل الناتج المحلي في “إسبانيا”، بحسب أرقام نشرتها رابطة الدوري.

وتحدث “مارك كاتلين”، المدير التنفيذي لفريق “بورتثموث” الإنكليزي، والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الإنكليزي، “ليغ وان”، حيث أشار إلى أن التأثير سيكون مدمرًا على أندية الدرجات الأدنى.

وأشار “كاتلين” إلى أن هناك 14,500 ألف مشجع يحملوا تذاكر مباريات الفريق هذا الموسم عن طريق شراءها مسبقًا، وأن الخسائر التي سيتكبدها ناديه ستصل إلى 100 ألف جنيه إسترليني في المباراة الواحدة.

وعلق على الأزمة أيضًا، مالك نادي “ترانمير روفرز”، والذي ينشط كذلك في دوري الدرجة الثالثة الإنكليزي، حيث أشار إلى أن عدم حضور الجمهور للقاءات فريقه حتى نهاية الموسم سيحمله خسائر تُقدر بـ 500 ألف جنيه إسترليني.

ولفت “بيولس”، مالك نادي “ترانمير روفرز”، إلى أن: “أندية الدرجات الأدنى في الدوري الانكليزي تُكافح وتعتمد بصورة كلية على الدخل المتحصل من حضور الجماهير للمباريات من أجل دفع رواتب الفريق في نهاية كل شهر”.

مصير البطولات..

كما أعلنت “رابطة الدوري الإنكليزي لكرة القدم”، تأجيل منافسات “البريميرليغ”، و”التشامبيونشيب” ودوري الدرجة الأولى والثانية، وعدم خوض أي مباريات، حتى يوم 4 نيسان/أبريل المقبل، على أقل تقدير.

وصدّق المسؤولون في “إنكلترا” على هذا القرار، بعد إصابة “ميكيل أرتيتا”، مدرب “أرسنال”، و”كالوم هودسون أودوي”، لاعب “تشيلسي”، بفيروس “كورونا”، إلى جانب تواجد 3 لاعبين من “ليستر سيتي” في العزل بسبب أعراض الفيروس القاتل.

ونشر موقع إذاعة (راديو مونت كارلو) تقريرًا عن مصير الدوري الإنكليزي حال الإلغاء، أوضح من خلاله عدم وجود لوائح أو قواعد توضح كيفية تحديد تصنيف الموسم الحالي في حالة الإلغاء.

ونقل التقرير عن صحيفة (التليغراف) البريطانية، أن فكرة عدم منح اللقب لأي نادٍ ليست بعيدة المنال تمامًا، مما يُمثل كارثة بالنسبة لـ”الليفربول”، الذي ينتظر أن يتوج بطلاً منذ عام 1990.

وكان من المُقرر أن يلتقي، أمس السبت، ضمن منافسات الجولة الـ 30 من عمر مسابقة الدوري الإنكليزي “واتفورد” مع “ليستر سيتي”، “مانشستر سيتي” مع “بيرنلي”، “نيوكاسل يونايتد” مع “شيفيلد يونايتد”، “نورويتش سيتي” مع “ساوثهامبتون”، “بورنموث” مع “كريستال بالاس”، “برايتون” مع “أرسنال”، و”أستون فيلا” مع “تشيلسي”، بينما يلعب، الأحد، “وست هام يونايتد” مع “وولفرهامبتون”، و”توتنهام” مع “مانشستر يونايتد”، على أن تختتم منافسات الجولة، الإثنين، بمباراة “إيفرتون” و”ليفربول”.

ويتصدر “ليفربول” جدول ترتيب “الدوري الإنكليزي” برصيد 82 نقطة، متفوقًا بفارق 25 نقطة على “مانشستر سيتي” صاحب الوصافة.

وكانت البطولات الخمس الكبرى، (إنكلترا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا وإيطاليا)، قد أعلنت وقف المباريات، التي عادة ما تملأ جدول عطلة نهاية الأسبوع، وذلك لفترات متفاوتة، مثلها مثل بطولات أخرى كـ”البرتغال” و”هولندا”.

كما أرجأ “الاتحاد القاري”، (ويفا)، مباريات الأسبوع المقبل؛ ضمن مسابقتي “دوري الأبطال” و”يوروبا ليغ”، ودعا لاجتماع، الثلاثاء، لبحث مصيرهما، ومصير بطولته الأهم للمنتخبات، “كأس أوروبا”، التي من المقرر أن تُقام بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو 2020، في 12 مدينة.

وعمدت البطولات الوطنية، بداية إلى إقامة مباريات من دون جمهور، وهو ما طال أيضًا المسابقتين القاريتين. لكن مع إتساع رقعة “كورونا”ـ الذي بات مصنفًا وباءً عالميًا من قِبل “منظمة الصحة العالمية”، والقيود الكبيرة التي فُرضت من قِبل دول عدة على حركة السفر، وجدت الهيئات الكروية نفسها مرغمة على فرض تعليق شامل حتى مطلع نيسان/أبريل المقبل على الأقل.

ولم يعجب القرار الأولي باستمرار المنافسات في غياب المشجعين، العديد من المعنيين بكرة القدم، ومنهم البرتغالي، “أندريه فياش بواش”، مدرب نادي “مرسيليا” الفرنسي، الذي قال: “برأيي يجب تعليق كل المنافسات”، وأضاف: “في الصين، (حيث البؤرة الأساسية للفيروس)، تمتعوا بمسؤولية أكبر مما كان عليه الوضع في أوروبا”.

خسائر البث التليفزيوني..

الواقع الاقتصادي والمالي بدأ يفرض نفسه على أندية القارة العجوز، التي تنفق كميات هائلة من الأموال على فرق “كرة القدم”، وتعتمد بشكل كبير على إيرادات المباريات والمشجعين وحقوق البث التليفزيوني.

وقال “كارل هاينتس رومينيغه”، الرئيس التنفيذي لنادي “بايرن ميونيخ”، بطل “ألمانيا” في المواسم السبعة الماضية: “في نهاية المطاف، الأمر يتعلق بسُبل تمويل كرة القدم المحترفة”، وذلك ردًا على سؤال عما إذا كان من الأفضل وقف مزاولة اللعبة في “ألمانيا” لما تبقى من الموسم الحالي.

وأضاف: “إذا لم تحصل على الدفعات من الناقلين التليفزيونيين، العديد من الأندية الصغيرة والمتوسطة ستُعاني من مشاكل في السيولة”.

أما في “إنكلترا”، حيث تُعد عقود البث التليفزيوني من الأغلى في العالم، فيتوقع أن تتمكن أندية الدوري الممتاز من تحمّل الخسائر التي قد يُسببها إيقاف المباريات لفترة وجيزة، إلا أن التأثير الأكبر سيطال أندية الدرجات الثلاث الأدنى، والتي أرجأت منافساتها أيضًا مثل مباريات دوري السيدات.

وقال رئيس نادي “ستوك سيتي”، من الدرجة الإنكليزية الأولى، (الثانية عمليًا)، “بيتر كوتس”، لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”، (بي. بي. سي)، إن الأمر يختلف بالنسبة للأندية خارج الدوري الممتاز، إذ تعتمد بشكل أساس على إيرادات حضور المباريات والنشاطات التجارية، في حين أن جزءًا بسيطًا من عائداتها مصدره وسائل الإعلام، في إشارة إلى مالكي حقوق البث. وتابع: “هذا التوقف سيتسبب بمضاعفات مالية خطرة؛ قد تصل إلى حدود خطر الإفلاس بالنسبة إلى بعض الأندية”.

وفي شمال “إنكلترا”، يبدو الوضع أسوأ بالنسبة إلى أندية “أسكتلندا”، حيث تغيب عقود النقل التليفزيوني الكبيرة بشكل شبه كامل، وتواجه الأندية احتمال المعاناة من شُح مالي قاسٍ بحال توقفت المباريات طويلًا.

ستكون فترة التوقف المقبلة بمثابة اختبار لمختلف أطراف اللعبة الذين وجدوا أنفسهم أمام سيناريو لم يكن يخطر ببال أحد، وبعد تخبط في الأيام الأولى لجهة إرجاء مباريات والإبقاء على غيرها، أو منع المشجعين من الحضور، استقر الخيار على تأجيل المراحل موقتًا بدلًا من إقامتها أمام مدرجات خالية، ما يفقد اللعبة الكثير من رونقها وحماسها للاعبين والمشاهدين على السواء.

ما قد يطمئن الأندية على الأقل هو أن عقود البث التليفزيوني وعائداتها ستجد طريقها إلى خزائنها عاجلًا أم آجلًا، وستعوض بشكل ما غياب إيرادات المباريات والملاعب طوال فترة التوقف.

على رغم ذلك، لا تزال الهواجس الاقتصادية لاعبًا أساسيًا في الأروقة.

ويقول “جان بيار كايو”، رئيس نادي “رينس” الفرنسي: “المشكلة المباشرة الفعلية هي تدفق السيولة؛ لأن أيًا منها، إيرادات البث، لن تأتي قبل شهر على الأقل، هنا سنرى أي أندية تُدار بشكل جيد وتتمتع بنموذج اقتصادي سليم، وستكون بالتالي قادرة على التأقلم مع هذه المرحلة المالية الصعبة”.

في الوقت الراهن، تجد القنوات التليفزيونية التي إلتزمت دفع مبالغ طائلة، نفسها من دون مباريات جارية لبثها مباشرة على الهواء، وإيصالها إلى مشتركين سبق لهم أن دفعوا اشتراكات أيضًا للحصول على هذه الخدمة.

وعلى إمتداد القارة العجوز وأبعد منها، سيكون على هذه القنوات التأقلم بحسب ما يقتضيه الوضع في الأيام والأسابيع المقبلة.

ويقول المدير العام للدوري الفرنسي، “ديديه كويو”، أن القناتين الشريكتين للبطولة، (بي. إن. سبورتس) القطرية؛ و(كانال بلوس) الفرنسية، تدعمان القرار، تعليق المباريات، نحن في وضع استثنائي والناقلون يتفهمون ذلك.

190 مليار دولار خسائر “قطر”..

وفي “قطر”؛ ومع كل هذه التكلفة التي تجاوزت ما أنفقته “روسيا” في نسخة “المونديال” الأخيرة؛ بإنفاق 10 مليار دولار على تطوير البُنى التحتية والملاعب، فإن “الدوحة” لا تتوقع أن تُجني حتى نصف عائدات “موسكو”، فأكثر المتفائلين بـ”مونديال قطر” تتراوح توقعاته للإيرادات بين 3 إلى 5 مليارات دولار فقط، على أن يتحقق ذلك خلال 10 سنوات من إنتهاء المسابقة، أي أن الخسارة الإضافية قد تتجاوز 190 مليار دولار، وهو رقم يُمثل نحو 40 ضعف ميزانية الإمارة بكاملها، وقد يتجاوز جملة موازنتها العامة، منذ الاستقلال في العام 1971.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب