14 أبريل، 2024 8:49 م
Search
Close this search box.

بسبب “قمة هلسنكي” .. الحجة الإيرانية تؤجل خروج القوات الأميركية من “سوريا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

كان للأزمة السورية نصيب كبير من “قمة هلسنكي” من اتفاقات للتعاون المشترك على الأرض السورية، حيث أعلن كل من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ونظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، عن رغبتيهما في العمل على إحلال السلام وتعزيز التنسيق العسكري بين قوات بلديهما في “سوريا”؛ ليعقب على هذه التصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، مؤكدًا على بقاء قوات بلاده في “سوريا” حتى زوال “الخطر الإيراني”.

وقال “بولتون”: “أعتقد أن الرئيس ترامب أوضح أننا موجودون هناك حتى تتم إزالة خطر تنظيم (داعش)، وطالما استمر الخطر الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

يأتي ذلك فيما بدأت “واشنطن” بناء قاعدتين عسكريتين بمحيط مدينة “منبج”، التي انسحبت منها قوات “وحدات حماية الشعب” الكُردية.

عدم السماح لإيران بالاستفادة من الانتصار على “داعش”..

وأعلن “ترامب”، خلال قمته مع “بويتن” في العاصمة الفنلندية، “هلسنكي”، الاثنين الماضي، أن بلاده لن تسمح لإيران بالاستفادة من الانتصارات التي تحققت على تنظيم (داعش) في “سوريا”، مشددًا على أهمية تصعيد الضغوط على “إيران” سواء في سوريا أو في مناطق أخرى.

كما أعلن كل من “ترامب” و”بوتين” عن رغبتهما في العمل على إحلال السلام وتعزيز التنسيق العسكري بين قوات بلديهما في “سوريا”، وقال “ترامب”: “عملنا إلى جانب روسيا على ضرب 90 في المئة من مقدرات تنظيم (داعش) في سوريا”، وأشار إلى ضرورة أن “نساعد السوريين، فقد رأينا صورًا فظيعة للغاية، ويجب أن نساعدهم من أجل أن يعودوا إلى ديارهم لأنهم يعيشون حاليًا في الملاجيء”.

مساعدة اللاجئين السوريين يخفف الضغط على الدول الأوروبية..

بدوره؛ قال “بوتين”: إن “قنوات الاتصال والتنسيق مفتوحة دائمًا مع القوات الأميركية في سوريا”، وأضاف: “لو ساعدنا الدول المجاورة لسوريا فيما يتعلق باللاجئين، فإن الضغط سينقص كثيرًا على الدول الأوروبية”، داعيًا إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.

ويأتي تصريح “بولتون” على عكس ما صرح به الرئيس الأميركي، سابقًا، بشأن انسحاب قواته من “سوريا”.

التناقض الأميركي حول هذا الملف ليس جديدًا، فعقب إعلان الرئيس، “دونالد ترمب”، في نيسان/أبريل الماضي، عن قرب خروج قواته من “سوريا”، أرسل “البنتاغون” عشرات الجنود إلى شمال سوريا.

تفاهمات متبادلة..

ويعلق “د. أحمد سيد أحمد”، الباحث في الشأن الأميركي بمركز الأهرام للدراسات، قائلاً إن الرؤية الأميركية تسعى إلى تقليص الوجود الإيراني في “سوريا” بشكل عام، وفي الجنوب بشكل خاص، بما يمنع تهديد “إسرائيل”، مشيرًا إلى أن “هناك تفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة في ظل الزيارات المتكررة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو”.

تعقيدات السياسة الداخلية والانقسامات أجل الانسحاب..

فيما قال “د. عماد الحمروني”، الباحث والمحلل السياسي، إن “التذبذب الأميركي بخصوص الانسحاب من سوريا جاء نتيجة تعقيدات السياسة الداخلية الأميركية وتضارب المواقف السياسية بين إدارة الرئيس ترامب في البيت الأبيض والمسؤولين في البنتاغون؛ ما عطل خروج وانسحاب القوات الأميركية”، موضحًا أن: “التواجد الأميركي في سوريا بالمعنى الجغرافي مهم لها، فهو يقع بمفترق الحدود السورية العراقية التركية في منطقة غنية جدًا بالنفط والغاز والممرات التجارية”.

تريد إحراج روسيا..

من جانبه؛ ذكر “خلف المفتاح”، القيادي في “حزب البعث العربي الاشتراكي”، أن “أميركا لا يعجبها إطلاقًا أن يكون هناك انتصارًا لسوريا وحلفائها عليها، لذلك سوف تسعى لعرقلة الحل السياسي وتمنع نهاية الملف السوري وإعادة الإعمار”، مشيرًا إلى أنها “تريد إحراج روسيا والمساومة على ملفات أخرى”.

وعود “ترامب” لا يعول عليها..

وأوضح الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي السوري، الدكتور “فراس شبول”، أن “ترامب”؛ هذا الرجل لا يفقه شيء في السياسية، وهو ليس صاحب موقف أو كلمة، لذا لا يمكننا الوثوق به، أو يستحق أن نعلّق عليه آمال، وهو معلّب من قبل الإدارة الصهيونية ليحقق المصالح الأميركية في المرحلة القادمة، لذلك لا ننتظر من هذا الرجل أي صدق أو إلتزام في أي تعاون، إن كان في قمم دولية أو قمم ولقاءات مع الرئيس “بوتين” أو غير ذلك، “ترامب” لا يبحث إلا عن تحقيق مصالحة ومصالح المدرسة الصهيونية التي وضعته في هذا المنصب، لذلك نحن ننتظر لنرى إن كانت هذه الاتفاقات ستطبق على الأرض السورية أم لا.

وأشار “شبول” إلى أن “الولايات المتحدة تنساق في سياساتها حسب مصالحها، وإن كانت ستجد ثغرة واحدة  تساعدها في تدمير الدولة السورية ستحاول القيام بها حتى اللحظة الأخيرة، الأميركيون حتى اللحظة يعطون أوامرهم لإسرائيل وللمجموعات الإرهابية المسلحة للقيام باعتداءات على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وخاصة بعد الانتصارات للجيش العربي السوري على هذه الجبهات، ونحن بصريح العبارة لا يهمنا ترامب وما يقوله أو يعد به، لأنه لا يمكن أن يثبت على موقف، وأكبر دليل على ذلك ما فعله مع الملف الإيراني”.

الحلفاء فقط هم من يساعدون في توصيف مستقبل الدبلوماسية السورية..

ويتابع “شبول”: “نحن نعول على الحلفاء، وخاصة الحليف الروسي وعلى الخارجية الروسية والرئيس بوتين، في توصيف مستقبل الدبلوماسية في سوريا، لأننا نعلم أن الجميع بقيادة الولايات المتحدة لا يقبلون التعامل والتفاوض مع الدولة السورية ويعتبرون بأن التفاوض مع الدولة السورية هو خسارة لهم، هم بالفعل يخسرون، يخسرون في الميدان وفي الساحات السياسية والدبلوماسية، وبالأمس ترامب صرح بأنه اقترب من الانتصار على (داعش)، غريب هذا الرجل يقول أنه يحارب (داعش) وسيقضي على (داعش) وهو الذي أسس (داعش) ومول ودعم (داعش)”.

وأردف الدكتور “شبول”: “كما قلنا نحن لا نعول على ترامب ولا نصدقه، لقد شهدنا كيف جرت الأمور في قمة هلسنكي، كان الأمر واضحًا وظهر أنه لا يمكن أن يقدم على أي توافق لا يخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية، وحتى الرئيس بوتين لا يثق بهذا الرجل ولا يصدقه، ولكن الدبلوماسية الروسية ووفق الظروف تقول لابد من أن يتماشى الرئيس بوتين معه، الدولة السورية منذ سبع سنوات صامدة ومستمرة في المواجهة، والجيش العربي السوري سينتقل ليحقق الانتصارات على كل الجبهات، بما فيها الجبهة الشمالية، التي سيتم الانتقال إليها خلال الفترة القريبة القادمة، وسيتم دحر الإرهابيين، والقضاء عليهم على كامل الأرض السورية بيد الجيش العربي السوري وحلفائه، والأيام القادمة ستثبت أن الولايات المتحدة ستستمر في اعتداءاتها ولن توفر أي ضربة أو اعتداء على سوريا وعلى مواقع الجيش العربي السوري، سواء من خلال إسرائيل أو (داعش) أو باقي المجموعات الإرهابية الأخرى، ترامب لم يوقع على أي وثيقة بهذا الخصوص، وهو تحدث بشكل شفهي فكيف يمكن أن نثق بكلامه الذي يمكن أن يتراجع عنه في أي لحظة وينقض وعوده، بالمجمل نحن لا يمكن أن نتفاوض مع الإرهابيين وسيتم سحقهم بمساعدة الحلفاء، ولا تعنينا وعود ترامب الكاذبة، ما يعنينا هو متابعة تحقيق الانتصار على الإرهاب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب