وكالات : كتابات – بغداد :
شنت الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة، “جو بايدن”، اليوم الجمعة، أول هجوم على نظام الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، واصفة “تركيا” بأنها مصدر قلق لـ”الولايات المتحدة” والدول الأوروبية.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، “جيك سولفان”، في تصريح أوردته وسائل إعلام غربية، إن “تركيا” تشكل “مصدر قلق” بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوروبا.
وكانت إدارة “بايدن” قد دعت حكومة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، لاحترام قرارات “المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”، والإفراج عن زعيم الكُرد، “صلاح الدين دميرتاش”، والمعارض التركي، “عثمان كافالا”، في أول تصريحاتها عن “تركيا” بشأن قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
وأكدت “وزارة الخارجية” الأميركية أن الإدارة الجديدة برئاسة “بايدن”، تحث “تركيا” على احترام هذه الحريات الأساسية، وإيجاد حل سريع وعادل لقضيتي “كافالا” و”دميرتاش”، مشيرةً إلى أن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، أمر “أساس لأي ديمقراطية سليمة”.
وقال “مايكل روبين”، المسؤول السابق في (البنتاغون) والباحث المقيم في معهد “أميركان إنتربرايز”، لشبكة (CNBC) الأميركية، إن: “الشيء الوحيد الذي جعل العلاقة متماسكة على مدى السنوات العديدة الماضية هو علاقة ترامب الشخصية بإردوغان، ومع خروج ترامب، يجب أن يشعر إردوغان بقلق شديد للغاية، هذا لأن نقاط الصراع بين أنقرة وواشنطن كبيرة وواسعة، وهي نقاط تكشف عن مواقف متناقضة تجاه الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم”.
ومن بين تلك القضايا حقوق الإنسان في “تركيا”، والتي انتقدها الديمقراطيون على وجه الخصوص، وشراء “تركيا” لنظام الصواريخ الروسي، (إس-400)، الذي أغضب حلفاءها في (الناتو) وأدى إلى “عقوبات أميركية”، وكذلك عملها العسكري ضد حلفاء “أميركا” الكُرد في شمال “سوريا”، ودعمها للجماعات المتطرفة التي تدافع “أنقرة” عنها بأنها ليست إرهابية، وهي ضرورية لحماية مصالحها في المنطقة.
ومن بين الأسباب أيضًا، تحركات “إردوغان” العدوانية ضد “اليونان وقبرص”، بسبب موارد الغاز في “شرق البحر المتوسط”. كما أن لـ”تركيا” دورًا في مساعدة “إيران” على تجنب “العقوبات الأميركية”، بالإضافة إلى تفجر الخلافات حول قاعدة (إنجرليك) الجوية المشتركة، حيث تستضيف “تركيا” عددًا كبيرًا من القوات والطائرات الأميركية، ونحو 50 من رؤوسها النووية، والتي هدد “إردوغان” بقطع الوصول إليها إذا تعرضت بلاده لـ”عقوبات أميركية”، لذلك القضايا كثيرة ومتشعبة.
وبناء على تصريحاته السابقة، يبدو أنه سيكون هناك موقف أكثر صرامة من “واشنطن”، وفي مقابلة في كانون ثان/يناير 2020، وصف “بايدن”، “إردوغان”، بأنه: “مستبد”، وانتقد أفعاله تجاه الكُرد، وقال إن على الزعيم التركي: “دفع الثمن”.
وتعهد “بايدن” بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهي قضية مثيرة للجدل بشكل كبير بالنسبة لـ”تركيا”، والتي تجنب رؤساء “الولايات المتحدة” الاعتراف بها لمدة قرن.
وتقول “أغاثي ديماريس”، مديرة التنبؤات العالمية في وحدة المعلومات الاقتصادية، إن “الولايات المتحدة” و”أوروبا” أصبحتا: “محبطتين بشكل متزايد” من تدخلات “إردوغان الخارجية” الجريئة والسلوك: “غير المنتظم” تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء، وأضافت: “هذا طريق خطير”.