7 أبريل، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

بسبب ضغوط “الحشد” .. ضرب مقر “النجباء” يُجبر السوداني على تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة وصفها المراقبون والخبراء بأنها جاءت بسبب الضغوط الداخلية، أعلنت “بغداد”، أمس الجمعة، تشّكل لجنة ثنائية مع “الولايات المتحدة”، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة “التحالف الدولي” لمكافحة تنظيم (داعش)، الذي تقوده “واشنطن”، في “العراق”.

وقال رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”: “إننا بصّدد تحديد موعد بدء الحوار، من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تُفرط بكل ما من شأنه استكمال السيّادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق”.

وأكد “السوداني”: “الموقف الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده”.

وقال اللواء “يحيى رسول”؛ في بيان صحافي: “في اعتداء سّافر وتعدٍّ صارخ على سيّادة العراق، أقدمت طائرة مُسيّرة على استهداف أحد المقارّ الأمنية في بغداد، ما أدى إلى وقوع ضحايا في الحادث، المرفوض جملة وتفصيلاً”.

وعبّرت “الخارجية العراقية” عن: “إدانتها الشديدة للاعتداء السّافر”، وقالت، في بيان، إن الهجوم على: “تشّكيل أمني يرتبط بالقائد العام للقوات المسلّحة تصعيد خطير”.

وطالبت كتلة (الصادقون)؛ التابعة لحركة (عصائب أهل الحق): بـ”التفعيل الفوري لتنفيذ قرار البرلمان العراقي القاضي بإخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية”.

وطالب رئيس حركة (عصائب أهل الحق)؛ “قيس الخزعلي”، الحكومة العراقية بإخراج القوات الأميركية: “بالسرعة القصوى”، وقال إن: “استنكار الهجمات لم يعدْ مُجديًا أمام الهجمات الأميركية المتكررة”.

من جهته؛ حذّر رئيس (منظمة بدر)؛ التابعة لـ (الإطار التنسّيقي)؛ “هادي العامري”، الحكومة العراقية: “من التراخي أو التغاضي عن المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد”.

ويوجد في “العراق” ما يقرب من: (2500) جندي أميركي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها “واشنطن” لمنع عودة تنظيم (داعش)؛ الذي احتل مساحات واسعة من “العراق وسورية”؛ عام 2014.

اغتيال رئيس حركة “النجباء”..

ويأتي تشّكيل اللجنة بعد يوم من استهداف طائرة مُسّيرة مقرًا لحركة (النجباء)؛ التي تنضوي ضمن فصائل (الحشد الشعبي)، مما أسّفر عن مقتل المسؤول العسكري للحركة؛ “طالب علي السعيدي”، الملقب: بـ”أبو تقوى”. وقُتل إثر الضربة أيضًا عناصر آخرون، حسّبما ذكر مقربون من (النجباء).

وأوضح مسؤول عسكري في (البنتاغون)؛ أن القوات الأميركية اتخذت عند الساعة 12 ظهرًا بتوقيت “العراق”، إجراءً ضروريًا ومتناسبًا ضد: “أبو تقوى”، المسؤول في حركة (النجباء)، والذي كان: “ضالعًا في التخطيط وشّن هجمات ضد القوات الأميركية”.

وأضاف المسؤول أن الضربة الجوية أدت إلى مقتل “أبو تقوى” وعنصر آخر.

وتابع أن: “الضربة الجوية شُّنت دفاعًا عن النفس، ولم تؤدِ إلى إلحاق الأذى بالمدنيين  ولم يتم ضرب أي بُنية تحتية أو منشأة”.

وسبق لمسؤول أميركي أن أكد أن “الولايات المتحدة”: “تواصل اتخاذ إجراءات لحماية قواتها في العراق وسورية، ومن خلال معالجة التهديدات التي تواجهها”.

وجاءت تلك التطورات في أعقاب تعرض القوات الأميركية إلى أكثر من: (110) هجمات في “العراق” و”سورية”؛ منذ منتصف تشرين أول/أكتوبر الماضي.

انتهاك للقانون العراقي..

في المقابل؛ قال “السوداني”، الجمعة، إن: “الحوادث الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرة في العراق من خلال قيام قوات التحالف الدولي باعتداءات ضد مقار (الحشد الشعبي)”، مضيفًا: “أكدنا مرارًا أنه في حال حصول خرق أو تجاوز من قبل أية جهة عراقية، أو إذا ما تم انتهاك القانون العراقي، فإن الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها أن تقوم بمتابعة حيثّيات هذه الخروقات”.

المحللون يرون أن رئيس الوزراء العراقي يتعرض لضغوط من قبل هذه الفصائل الشيعية، لإخراج القوات الأميركية، على اعتبار أن (الإطار التنسّيقي) دعمه في الوصول للسلطة.

رد فعل لـ”امتصاص غضب”..

وقال رئيس مركز (التفكير السياسي)؛ “إحسان الشمري”، إن توقيت إعلان اللجنة: “يعكس مستويات الضغوط التي تُمارّس على رئيس الوزراء العراقي من قبل الفصائل المسّلحة والإطار الشيعي”، في إشارة إلى (الإطار التنسّيقي)؛ وهو تحالف يتكون من أحزاب سياسية موالية لـ”إيران”.

وفي حديثه لموقع قناة (الحرة)؛ اعتبر “الشمري” أن توقيت الإعلان يُمثل: “ردة فعل من قبل رئيس الوزراء بغرض امتصاص غضب الفصائل المسلحة، وهو يُحاول قدر المسّتطاع تخفيف حدة التداعيات على مستقبله السياسي”.

امتحان صعب لحكومة “السوداني”..

ومنذ بدء الهجمات على المصالح الأميركية في “العراق”؛ تواجه حكومة “السوداني”، التي وصلت إلى الحكم بدعم أحزاب وتيارات قريبة من “إيران”، امتحانًا صعبًا للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع “واشنطن”.

وقال “الشمري”؛ إن الفصائل الموالية لـ”إيران” في “العراق”: “هي من تمنح الغطاء السياسي للسوداني؛ وهي ركيزة أساسية للحكومة”، ولذلك جاء القرار: كـ”ردة فعل أكثر من كونه احتياجًا واقعيًا”.

يُحاول فرض واقع عراقي برؤية جديدة..

بينما؛ لم يسّتبعد المحلل السياسي العراقي؛ “علي البيدر”، الضغوط التي يتعرض لها “السوداني” في هذا الجانب، لكنه قال إن رئيس الوزراء: “يواجه تلك الضغوط بإرادة صلبة.. ويُحاول أن يفرض واقعًا عراقيًا جديدًا برؤية وطنية”.

وحتى الآن؛ تجاوز عدد الهجمات التي نفذتها الميليشيات المدعومة من “إيران” في “سورية والعراق” ضد القوات الأميركية حاجز: الـ (115) هجومًا؛ منذ يوم السابع عشر من تشرين أول/أكتوبر، وبعدما أضيف إليها يوم الثلاثاء (04) جديدة تُثار تساؤلات بشأن ما حققته الجماعات على الأرض، وخاصة أنها تُهدد بتنفيذ المزيد.

المرحلة الأفضل أمنيًا..

وقال “البيدر”؛ إن “العراق”: “يشهد حالة استقرار غير مسّبوقة منذ 2003؛ وهذه المرحلة هي الأفضل أمنيًا”، مردفًا أن: “الوجود الأميركي أصبح مبررًا لحمل السلاح خارج إطار الدولة”.

واستطرد قائلاً إن: “العمليات المسلحة التي تُنفذ ضد قوات أجنبية داخل العراق جعل القوات ترد”؛ مما جعل إعلان تشّكيل هذه اللجنة: “مخرجًا للحكومة لمنع استخدام أراضي العراق لتنفيذ تلك الهجمات”.

وتُندد هذه الفصائل العراقية الموالية لـ”إيران”؛ بالدعم الأميركي المتبجح لـ”إسرائيل” في حربها الهمجية على “قطاع غزة” وحركة (حماس) الفلسطينية.

وأعلن “العراق” انتصاره على (داعش) أواخر العام 2017، لكن التنظيم المتطرف لا يزال يحتفظ ببعض الخلايا في مناطق نائية وبعيدة في شمال البلاد، تُشّن بين حين وآخر هجمات ضد الجيش والقوات الأمنية.

داعش” لا يزال تحديًا..

وفي أواخر العام 2021؛ أعلن “العراق” انتهاء المهمة “القتالية” للتحالف، وتحولها إلى مهام: “استشارية”. وفي آذار/مارس 2023، أكدت “الولايات المتحدة” أن: “مهمة التحالف الدولي في العراق وسورية لم تكتمل”.

وآنذاك؛ ذكر بيان لـ”وزارة الخارجية” الأميركية، أن المهمة: “تتطلب الدعم المتواصل من المجتمع الدولي”، مضيفًا: “نواصل دعم شركائنا وحثهم على الانضمام إلينا لتوفير مساعدات إرساء الاستقرار، بما في ذلك الخدمات الأساسية والتعليم ومصادر الرزق لتشّجيع عودة النازحين الداخليين ودعم برامج تأهيل الشباب لمنع (داعش) من استغلال هذه الفئة السكانية الضعيفة في العراق وسورية وتجنّيدها”.

ولا يخرج إعلان رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، بأن الحكومة العراقية: “ماضية” باتجاه إنهاء وجود “التحالف الدولي”؛ في “العراق”، عن إطارٍ سياسي.

وتوكد “الولايات المتحدة” أنها: “مُلتزمة بحزم بالعمل من خلال التحالف الدولي وشركائه لضمان الهزيمة الدائمة لهذا التنظيم الإرهابي في الشرق الأوسط وبالمجموعات التابعة له في إفريقيا ووسط آسيا وأي مكان آخر يسّعى إلى الحصول على موطيء قدم فيه”.

وفي هذا الإطار؛ اعتبر “الشمري” أن: “العراق لديه القدرة على محاربة (داعش)، ولكن الموضوع لا يرتبط بالأرض فقط”.

وتابع: “(داعش) والجماعات المتطرفة؛ لا تزال تُمثل تحديًا (للعراق) رُغم أنه تحدٍ غير كبير، ويتطلب من العراق الاستمرار في التعاون مع التحالف الدولي والولايات المتحدة تحديدًا”.

وأوضح “الشمري” أن: “المؤسسة الأمنية العراقية؛ بحاجة إلى تحديث نفسها والولايات المتحدة توفر التحديث المستمر في العقل العسكري العراقي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب