19 أبريل، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

بسبب دعمها “إيرباص” .. اشتعال حرب تجارية جديدة بين أميركا والاتحاد الأوروبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها زيادة توتير العلاقات (الأميركية-الأوروبية)، أعلنت “الولايات المتحدة”، أمس الأول، أنها ستفرض رسومًا جمركية على سلع أوروبية بقيمة 7.5 مليار دولار، بعدما أجازت “منظمة التجارة العالمية”، لـ”واشنطن”، المضي قدمًا في خطوتها ردًا على دعم “الاتحاد الأوروبي” شركة (إيرباص) لصناعة الطائرات.

ويعد هذا الإجراء أحدث فصل في معركة استمرت 15 عامًا بين “الولايات المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” بشأن الدعم الحكومي، غير المشروع، لعملاقي صناعة الطائرات: (بوينغ) و(إيرباص).

وقال مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأميركي إن “الولايات المتحدة” ستفرض رسومًا عقابية على “الاتحاد الأوروبي” اعتبارًا من 18 تشرين أول/أكتوبر 2019.

وستبلغ هذه الرسوم عشرة بالمئة على الطائرات المستوردة من “الاتحاد الأوروبي” و25 بالمئة على منتجات أخرى؛ بينها “الجبن والقهوة والزيتون”، حسب لائحة نشرها “مكتب الممثل الأميركي للتجارة”.

موضحًا، المصدر نفسه؛ أن الجزء الأكبر من العقوبات سيطبق على السلع المستوردة من “فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا”، “الدول الأربع التي تقف وراء الدعم المالي غير القانوني”، المقدم لمجموعة الصناعات الجوية الأوروبية، مثيرًا خيبة أمل “لندن”، التي كانت تأمل في إعفائها مع إقتراب موعد (بريكسيت).

من جانبه، صرح الممثل الأميركي للتجارة، “روبرت لايتهايزر”: “نأمل في بدء مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتسوية هذا النزاع لمصلحة العمال الأميركيين”.

وقال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في تغريدة نشرها، إن “الولايات المتحدة” كسبت 7.5 مليار دولار من القضية، مضيفًا أن: “الاتحاد الأوروبي لسنوات تعامل تجاريًا بطريقة سيئة مع أميركا، حيث فرض رسومًا وحواجز تجارية”.

واعتبر الرئيس الأميركي أن فوز “الولايات المتحدة” في القضية يُعد انتصارًا، وقال إن: “القضية مستمرة منذ سنوات، إن هذا انتصار رائع”.

الرد سيكون بحزم..

ردًا على ذلك؛ قال وزير المالية الألماني، “أولاف شولتز”، أمس، إن الاتحاد الأوروبي “سيرد بحزم، ولكن بشكل مدروس” على العقوبات التي أعلنتها “الولايات المتحدة”.

وأضاف لصحيفة (بيلد) اليومية: “سنرد بحزم، ولكن بشكل مدروس على هذا الوضع الجديد. في عالم تسوده العولمة، لا تخدم النزاعات التجارية أحدًا كما أظهرت ذلك الأشهر الأخيرة”؛ في حين تقيم “ألمانيا”، القوة التصديرية، علاقات تجارية وثيقة مع “الولايات المتحدة”.

الرد بالمثل..

فيما ردت “بروكسل”، التي تفاوض باسم الدول الـ 28 الأعضاء في “الاتحاد الاوروبي”، سريعًا. وقال “دانييل روازاريو”، المتحدث باسم المفوضية: “إذا فرضت واشنطن عقوبات، ستدفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل”.

وكذلك كان رد فعل المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، “سيباث نداي”، التي أكدت أن “باريس” تعتزم إتخاذ “إجراءات انتقامية” ضد “واشنطن” بالتشاور مع “الاتحاد الأوروبي”.

وبعد التعبير عن “الأسف” للقرار الأميركي، أكد “روازاريو” أن تلك الرسوم الجمركية، التي يفترض أن تسري في 18 تشرين أول/أكتوبر 2019، “ستمس أولًا، وقبل كل شيء، المستهلكين والشركات الأميركية”.

وسيكون على هؤلاء بالفعل دفع ثمن أعلى للمنتجات التي يحبذونها أو يحتاجونها.

قائمة المنتجات المشمولة بالعقوبات..

وستشمل الرسوم الأميركية منتجات تصنع في “فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة”، الشركاء الأربعة في مجمع (إيرباص).

وستفرض زيادة بنسبة 10 بالمئة على الطائرات المدنية التي تصدر إلى “الولايات المتحدة”، في حين ستفرض زيادة بنسبة 25 بالمئة على “الأجبان والزيتون والمحار ومفكات البراغي”.

أمل أميركي في بدء المفاوضات..

أما الجانب الأميركي فيقول؛ أنه لازال “يأمل في بدء مفاوضات” مع “الاتحاد الأوروبي”. كما أن “الاتحاد الأوروبي” أبقى الباب مفتوحًا، وقال “روازاريو”: “نسجل تصريح الممثل الأميركي للتجارة القائل بأن الولايات المتحدة تنوي التفاوض مع الاتحاد الأوروبي بهدف حل هذه المشكلة”.

وأضاف: “إن الفوضية الأوروبية أبلغت باستمرار الولايات المتحدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل للتوصل إلى حل منصف ومتوازن لصناعات الطيران في الجانبين”.

من جهته؛ قال وزير الاقتصاد الفرنسي، “برونو لومير”: “منذ أشهر ونحن ندعو إلى هذا الاتفاق التجاري. نحن نمد اليد. وآمل أن تسمع الولايات المتحدة هذا النداء الذي أعتبره نداء الحكمة”، واصفًا “العقوبات الأميركية” بأنها “خطأ اقتصادي جسيم”.

فرنسا ستكون الخاسر الأكبر..

وترى دراسة لمكتب “يولر هيرمس” إن “فرنسا” ستكون أكثر الأطراف الخاسرة في بداية هذا النزاع التجاري.

ويمكن أن تبلغ الخسائر السنوية لـ”الاتحاد الأوروبي”، 9.7 مليار دولار، 2.4 مليار دولار منها تخسرها “فرنسا”، ما يمثل 0.1 بالمئة من نسبة النمو.

وفي سياق المعركة بين (إيرباص) و(بوينغ)، من المقرر أن تسمح “منظمة التجارة العالمية”، في بداية 2020، لـ”الاتحاد الأوروبي” بفرض رسوم جمركية كرد فعل على دعم الإدارة الأميركية لـ (بوينغ).

رسوم متبادلة..

وهي لن تكون أول رسوم جمركية أميركية تُفرض على “الاتحاد الأوروبي”. ففي الأول من حزيران/يونيو 2019؛ فرضت “واشنطن” رسومًا على منتجات “أوروبا” من “الصلب والألومنيوم”، وذلك بغرض تقليص العجز التجاري لـ”واشنطن”.

ورد “الاتحاد الأوروبي” باستهداف منتجات أميركية كـ”هارلي دافيدسون والويسكي والكينز”.

وبعد هدنة نسبية، لم تُعد مخاطر التصعيد مستبعدة بين الجانبين. وسيكون على “ترامب” أن يعلن، بحلول 13 تشرين ثان/نوفمبر 2019، ما إذا كان سيفرض أم لا رسومًا إضافية على “السيارات” المستوردة من “الاتحاد الأوروبي”، الأمر الذي تخشاه “برلين” بشكل خاص.

تاريخ بدء النزاع..

رفعت “الولايات المتحدة” القضية، لأول مرة، في عام 2004، بحجة أن القروض الأوروبية ذات الفائدة القليلة لشركة (إيرباص) كانت بمثابة دعم حكومي غير قانوني.

وأصدرت المنظمة قرارها لصالح “الولايات المتحدة”، التي أشتكت بعد ذلك من أن “الاتحاد الأوروبي” وبعض الدول الأعضاء لم تمتثل لهذا القرار، وهو ما أدى لسنوات أخرى من الجدل.

وسعت “الولايات المتحدة” للحصول على حكم لصالحها يمكنها من فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 11 مليار دولار. لكن “منظمة التجارة العالمية” خفضت هذا الرقم إلى 7.5 مليار دولار، لكنه لا يزال يمثل أكبر عقوبة من نوعها في تاريخ المنظمة.

ويجب أن تصادق هيئة تسوية المنازعات التابعة لـ”منظمة التجارة العالمية” على القرار رسميًا، لكن من غير المتوقع أن تبطله.

يُذكر أن صراع (بوينغ-إيرباص) بدأ قبل رئاسة “ترامب”، إلا أن القرارات الأخيرة تضيف موجة أخرى من الرسوم الجمركية التي تزيد من المخاوف بشأن التجارة العالمية، التي تباطأت بالفعل بشكل كبير وسط العديد من النزاعات.

يضر بالاقتصاد وسيطال الولايات المتحدة نفسها..

وبالأمس؛ حذر الرئيس التنفيذي لشركة (إيرباص)، الفرنسي، “غيوم فيوري”، من أن ضرب الطائرات برسوم الاستيراد من شأنه أن يعطل الصناعة ويرفع التكاليف ويضر بالاقتصاد الأوسع، مشيرًا إلى أن هذا سيطال “الولايات المتحدة”.

وتحصل (إيرباص) على 40 في المئة من المواد المتعلقة بصناعة الطائرات من موردين أميركيين، وهو ما يدعم حوالي 275 ألف وظيفة في “الولايات المتحدة” في حوالي 40 ولاية.

وقال “فيوري”: “لذلك، تأمل إيرباص أن توافق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيجاد حل تفاوضي؛ قبل إلحاق أضرار جسيمة بصناعة الطيران، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصاد العالمي”.

قد تصل للحرب التجارية بين بكين وواشنطن..

كما علق الخبير الاقتصادي، “مصطفى البارزكان”، قائلًا إن: “قرار فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من البضائع الأوروبية جاء بناءً على شكوى قديمة مقدمة من الولايات المتحدة بشأن عدم الإنصاف بينها وبين الاتحاد الأوروبي”.

وأشار إلى أن: “المفوضية الأوروبية سترد على هذا القرار، حيث إن لديها لائحة من البضائع والخدمات التي يمكن أن تفرض عليها رسوم للرد على واشنطن، الأمر الذي قد يصل معه الخلاف التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كما الحرب التجارية بين الأخيرة والصين؛ وهذا سيؤثر كثيرًا على الاقتصاد الأميركي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب