خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بالتزامن مع إنطلاق الحديث حول بقاء القوات الأجنبية، وخاصة الأميركية، في “العراق” من عدمه، بدأت الأنباء تنطلق عن استعادة تنظيم (داعش) الإرهابي قواه ليعود من جديد بعمليات نوعية، حيث كشف مصدر أمني بمحافظة “الأنبار”، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” – (داعش) – هاجم نقطة أمنية حدودية بسيارة مفخخة ما أدى إلى سقوط ضحايا من حرس الحدود.
وقال المصدر إن: “(داعش) هاجم نقطة أمنية لحرس الحدود بقضاء النخيب في محافظة الأنبار، في ساعة متأخرة من أمس الأول الأربعاء”. مشيرًا إلى أن الهجوم كان بسيارة مفخخة يقودها انتحاري.
وأضاف المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن أسمه – أن الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا من قوات حرس الحدود؛ دون الكشف عن حصيلة الخسائر في الأرواح.
اعتقال مفتي “داعش”..
إلى هذا؛ أعتقلت القوات الأمنية العراقية، مفتي تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، المعروف، بـ”أبي عبدالباري”، في الجانب الأيمن من “الموصل”، حيث كان وراء تنفيذ عمليات الإعدام، وخاصة لرجال الدين، إضافة إلى تفجير “جامع النبي يونس”؛ إبان سيطرة التنظيم على المدينة، في 2014.
وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان إن: “فوج (سوات)، التابع لقيادة شرطة نينوى، وبناءً على معلومات دقيقة وبعد البحث والتحري والمتابعة المستمرة؛ تمكن من إلقاء القبض على مسؤول، فيما يعرف بالشرعية، ومفتي (داعش) المعروف، (شفاء النعمة)، المكنى (أبو عبدالباري)”.
وأضافت أن المعتقل: “كان يعمل إمام وخطيب في عدد من جوامع المدينة، والمعروف بخطبه المحرضة ضد القوات الأمنية، والتي كان يحرض على الإنتماء لـ (داعش) ومبايعته ويثقف للفكر التكفيري المتطرف، خلال فترة سيطرة (داعش) على مدينة الموصل”.
وأوضح البيان أن “أبي عبدالباري”: “يُعتبر من القياديين في الصف الأول لعصابات (داعش)، وهو المسؤول عن إصدار الفتاوي الخاصة بإعدام عدد من العلماء ورجال الدين الذين إمتنعوا عن مبايعة (داعش)”.
كما أنه: “المسؤول عن إصدار فتوة لتفجير جامع النبي يونس عليه السلام، وقد تم القبض عليه في منطقة (حي المنصور) في الجانب الأيمن لمدينة الموصل”.
و”جامع النبي يونس” التاريخي الأثري؛ الذي يحظى بمنزلة، خاصة عند أهالي “الموصل”، يقع على السفح الغربي من “تل التوبة”، أو “تل النبي يونس” في “الموصل”، وقد قام تنظيم (داعش) بهدم وتفجير الجامع، في تاريخ 24 تموز/يوليو 2014 الموافق لـ 26 رمضان 1435 هجرية، وذلك ضمن الحملة التي شنها (داعش) لتهديم كل المساجد التي تتضمن أضرحة.
يُذكر أن القوات العراقية أعلنت تحرير جميع مدن محافظة “الأنبار” من قبضة تنظيم (داعش)، نهاية 2017.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجاء البلاد، وعاد تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل 2014.
استغل الفجوة الأمنية..
بالتزامن مع ذلك؛ حذر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، “عبدالخالق العزاوي”، من عودة نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية – (داعش)”؛ لشن هجماته في “العراق”، قائلًا إن: “(داعش) استغل الفجوة الأمنية، خلال الأيام الماضية، إزاء انشغال القوات العراقية في تأمين المظاهرات الشعبية”. مشيرًا إلى أن: “الخلافات السياسية كان لها دورًا كبيرًا في منح الفرصة لـ (داعش) في إعادة تنظيم نفسه مجددًا”.
وأضاف أن الضربات الإستباقية لمواقع (داعش) وتوحيد الصفوف السياسية والأمنية؛ قد تحد من نشاطات (داعش)، التي ظهرت مؤخرًا وبشكل لافت.
وكثف تنظيم “الدولة الإسلامية – (داعش)” هجماته مؤخرًا، في محافظات “الأنبار وكركوك ونينوى”.
دور قوات التحالف في تحرير العراق..
وحول دور قوات التحالف الدولي وضرورة ديمومة عملها في “العراق”، أكد “العزاوي” على أن: “قوات التحالف الدولي ساهمت كثيرًا في إعادة تحرير المحافظات العراقية من قبضة (داعش) وتأمين المعلومات الاستخباراتية الدقيقة للقوات العراقية، وكثير من العمليات العسكرية الجوية نُفذت بشكل مباشر من قِبل القوات الأميركية”.
ولفت إلى أن: “الأحداث الأخيرة والصراع الأميركي الإيراني أثر سلبًا على تواجد القوات الأميركية وقرار البرلمان بإخراجها من العراق”.
لا يوجد اتفاق لإنشاء قواعد أميركية في العراق..
في الوقت ذاته؛ كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أمس الخميس، عدم وجود أي اتفاق لإنشاء قواعد أميركية على الأراضي العراقية.
وقال عضو اللجنة، “علي الغانمي”، بحسب وكالة الأنباء العراقية، (واع)، إن: “القوات الأميركية كانت متواجدة على أرضينا؛ بما يقارب 250 ألف مقاتل وبدباباتهم، واستطاعت الحكومة العراقية إخراجهم في ظل اتفاق إستراتيجي مع الولايات المتحدة”.
وأضاف أن: “العراق مر بظرف صعب استطاع بقواته الأمنية والحشد الشعبي القضاء على (داعش) الإرهابي”.
كما أبدى “الغانمي” استغرابه من “مواقف بعض الكتل السياسية والردود الشعبية على خروج القوات الأميركية، التي لم يكن لها أي موقف في استباب أمن البلاد”.
توقف العمليات المشتركة..
وبمبادرة من “واشنطن” توقّفت العمليات العسكرية المشتركة بين البلدين، في 5 كانون ثان/يناير 2020، أي بعد يومين من مقتل قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، الجنرال “قاسم سليماني”، بغارة شنّتها طائرة أميركية مُسيّرة قرب “مطار بغداد”.
وفي اليوم نفسه طلب البرلمان العراقي، من الحكومة، إنهاء وجود كل القوات الأجنبية في البلاد.
واغتالت “الولايات المتحدة”، “سليماني”، في 3 كانون ثان/يناير الجاري، بعد سلسلة هجمات صاروخية استهدفت الجيش الأميركي ومحاولة متظاهرين، من فصائل موالية لـ”إيران”، اقتحام “السفارة الأميركية” في “بغداد”.
الحكومة تنفي استئناف الاتحاد الدولي لعملياته..
وحول عودة استئناف العمليات المشتركة للقوات الأميركية بـ”العراق”، نفى متحدث باسم الحكومة العراقية ما أوردته صحيفة (نيويورك تايمز)؛ أنّ “التحالف الدولي”، الذي تقوده “الولايات المتحدة” استأنف، الأربعاء، العمليات العسكرية المشتركة مع القوات العراقية إثر توقفها في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، بغارة جوية أميركية في “بغداد”، مطلع الشهر الجاري.
وقال اللواء “عبدالكريم خلف”، المتحدث الرسمي العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي: “لم يستأنف العمل لحد الآن ولم نمنح موافقتنا”.
وأوضح: “كان الاتفاق أن يتم قتال (داعش) ودعم الجيش العراقي بمقاتلته، ولذلك اعتبرنا أن هذه الضربات كتصرف منفرد، ومنعنا العمليات المشتركة ومن ضمنها الطلعات الجوية”.
وكانت (نيويورك تايمز) قد نقلت، عن مسؤولَين عسكريَّين أميركيين لم تذكر أسميهما؛ قولهما إنّ “الولايات المتحدة” استأنفت تعاونها مع الجيش العراقي في مجال مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، كي لا يستغلّ التنظيم الجهادي الوضع الراهن.
الفصائل هي المتحكمة في القرار..
من جانبه؛ نفى “فاضل أبورغيف”، الخبير الأمني العراقي من “بغداد”، دقة ما قالته (نيويرك تايمز) من أن هناك استئنافًا للعمليات العسكرية الأميركية حتى اللحظة، مشيرًا إلى أن قرارًا مثل هذا لا يجرؤ أحد من الساسة على أخذه، لأن الفصائل ترفض قرارًا مثل هذا؛ وهي المتحكمة تمامًا في قرار مثل هذا.
وأضاف “أبورغيف” أن العقوبات التي هدد بها “ترامب” في مقابل إجلاء القوات الأميركية، عاد ليتراجع عنها مرة أخرى، لذا فلو حدثت فسيتحمل مسؤوليتها من طالب بإنهاء الاتفاقية الأمنية الموقعة، عام 2008، مع “واشنطن”.
وأشار “أبورغيف” إلى أن موقف العراقيين من رحيل القوات الأميركية يختلف عن الموقف من القوات الألمانية، لأن “العراق” لا يتحسس من قوات (الناتو) ويحتاجها للدعم التقني والتدريبي.
تحاول أن تكسب ورقة على حساب أميركا..
أما “صادق الطائي”، الكاتب والمحلل السياسي العراقي من “لندن”، فقال: “إن المطالبات العراقية السياسية والشعبية برحيل القوات االأميركية كانت زوبعة في فنجان، لأنه حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى رحيل القوات الأميركية”.
وأضاف “الطائي” أن: “موقف العراق من القوات غير الأميركية، موقف مرحب ويمكن تفسيره بالصراع الدائر بين طهران وواشنطن على أرض العراق؛ فالقوات غير الأميركية ليست طرفًا في هذا الصراع، مشيرًا إلى أن الأطراف الموالية لإيران داخل العراق تحاول أن تكسب ورقة على حساب أميركا”.
قرار أميركي بالدرجة الأولى والأخيرة..
وفي السياق ذاته؛ قال خبير الشأن الأميركي، “إميل أمين”، من “القاهرة”؛ إن الصراع “الأميركي-الإيراني” على أرض “العراق” لم ينته ولن ينتهي، لأن “إيران” تفكر ليس كدولة بقدر ما تفكر كثورة، لافتًا إلى أن قرار رحيل الأميركيين عن “العراق” ليس قرارًا عراقيًا شعبيًا أو سياسيًا وإنما هو قرار أميركي بالدرجة الأولى والأخيرة.
يُذكر أن قوات (الحشد الشعبي)، كانت قد أعلنت، السبت 11 كانون ثان/يناير الجاري، عن إنطلاق عملية عسكرية تستهدف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية – (داعش)”، جنوبي مدينة “الموصل” بمحافظة “نينوى”.
وبحسب بيان لـ (الحشد الشعبي) قال فيه: “إن قوة مشتركة من اللواءين الـ 44 و25 إنطلقت بعملية (علي ولي الله) الثالثة لإكمال تطهير جزيرة الحضر، (جنوب الموصل)، من بقايا عصابات (داعش) الإرهابي”.
كما إنطلقت المرحلة الثامنة من عملية إرادة النصر، ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، صباح يوم الأحد 29 كانون أول/ديسمبر الماضي، وبدأت في جبال “حمرين” ومناطق جنوب وغرب “كركوك وصلاح الدين”.