8 مارس، 2024 4:48 م
Search
Close this search box.

بسبب الفقر .. احتجاجات واسعة في إيران والأمن يقمعها ويقطع الإنترنت !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

كما توقعنا، في تقرير سابق؛ انقلب السحر على الساحر، وباتت “طهران” تدفع ضريبة تدخلها السافر في البلاد العربية، وعلى رأسها “العراق” و”لبنان”، واستنزاف خيراتها وتجريف هويتها لصالح نقل نموذج “الثورة الدينية” وجعل البلدان العربية مسوخًا تابعة بلا شخصية، وتصاعدت الاحتجاجات الإيرانية ضد رفع أسعار الوقود في يومها الثاني، السبت، على نحو لافت، إذ بلغت حد إحراق فرع لـ”المصرف الوطني”، بالتزامن مع مطالب بإسقاط “نظام المرشد” ورفض تدخل “طهران” في شؤون الدول العربية.

إحراق “المصرف الوطني” وقطع شبكة الإنترنت..

ففي مدينة “بهبهان”، جنوب غربي “إيران”، أضرم محتجون النار في “المصرف الوطني”، بينما طالب المتظاهرون في مدينة “كرغ”، وسط البلاد، بإسقاط نظام المرشد، “علي خامنئي”.

وردد متظاهرون، في عدة مدن إيرانية؛ هتافات رافضة لتدخل بلدهم في شؤون الدول العربية، وطالبوا بتحسين أحوالهم المعيشية، بحسب مصادر في المعارضة الإيرانية.

وقالت تلك المصادر، السبت، إن السلطات الإيرانية قطعت خدمة الإنترنت عن مناطق “الأهواز”، العربية المحتلة من قِبل “إيران”، جنوب غربي “إيران”، بعد الاحتجاجات ضد “نظام الملالي”.

محاولة إحراق مستودع والأمن يلجأ للعنف..

وأغلق محتجون في “طهران” بعض شوارع العاصمة، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود بنحو 3 أضعاف ما كانت عليه.

وقالت مصادر في المعارضة الإيرانية؛ إن قوات الأمن لجأت إلى القوة أثناء تفريق متظاهرين في “بوشهر”، جنوبي البلاد، بينما استنكر متظاهرون في “طهران” إنفاق عائدات البلاد على قوات “الباسيغ”.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن العاصمة، “طهران”، وعدة مدن أخرى شهدت مظاهرات حاشدة، السبت، في اليوم الثاني من الاحتجاجات.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، (إرنا)، السبت، إن مدينة “سيرغان”، وسط “إيران”، قد شهدت مظاهرات “كبيرة”، مشيرًة إلى أن أشخاصًا هاجموا “مستودعًا للوقود في المدينة وحاولوا إحراقه”، بحسب ما ذكرت وكالة (فرانس برس).

ويأتي هذا بعد أقل من 24 ساعة من مظاهرات حاشدة في “طهران” و”شيراز” و”أصفهان” و”تبريز”، احتجاجًا على رفع السلطات الإيرانية أسعار الوقود، وردًا على تصريحات الرئيس، “حسن روحاني”، الذي دافع عن القرار.

وأفاد ناشطون بسقوط قتيل، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الأمن الإيراني في مدينة “سيرغان”، التي بادرت بإطلاق النار بشكل عشوائي على المحتجين، فيما شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات.

مواجهات..

وهزت الاحتجاجات، التي بدأت الجمعة واستمرت السبت، مدن “مشهد”، (شمال شرق)، و”سرغان”، (جنوب)، و”الأحواز” (غرب)، وتخللتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية، في حين ترددت أنباء عن مقتل ثلاثة متظاهرين في الاحتجاجات حتى الآن.

وقال المدعي العام الإيراني، السبت، إن طهران “ستتصدى بحزم للمخلين بالأمن والنظام العام”، في إشارة إلى المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجًا على رفع أسعار الوقود في البلاد، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وتسخير معظم الاقتصاد والأموال الإيرانية لصالح تسليح وتدريب ميليشياتها فى البلدان العربية بينما تترك الشعب يأن الفقر وتردى الأوضاع والحصار.

وذكرت مصادر في المعارضة الإيرانية؛ أن قوات الأمن أطلقت الرصاص على المحتجين في مدينة “ساوة”، وسط “إيران”، وفي مدينة “بهبهان”، جنوب غربي “إيران”.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية إن الاشتباكات في “سرغان” كانت شرسة. وأضافت أن المتظاهرين حاولوا مهاجمة مستودع لـ”النفط” بنية إشعال النار فيه، لكن المحاولة “لم تنجح” نتيجة “رد فعل قوات الأمن”.

وذكر راديو (فاردا)، التابع للمعارضة الإيرانية؛ أن المتظاهرين خرجوا في أكثر من 37 مدينة.

وقالت وكالة أنباء (فارس)، القريبة من “الحرس الثوري” الإيراني؛ إن الاحتجاجات في مقاطعة “خوزستان”، الغنية بـ”النفط”، و”سرغان”، في مقاطعة “كرمان”، جنوب شرقي البلاد؛ كانت الأكثر حدة.

نصف سكان إيران فقراء وربعهم تحت الفقر المدقع..

حينما قال عضو الهيئة الأكاديمية في جامعة طهران، “عباس أخوندي”، إن: “19 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع في إيران”؛ فإنه بذلك يُجمل الصورة كثيرًا؛ فالرقم الحقيقي أكبر، ذلك أن أكثر من ربع سكان “إيران” يعيشون في الفقر المدقع؛ وليس الربع كما قال ( ! ).. ويرجع ذلك إلى أن ثروة الشعب الإيراني يتم توظيفها لحماية النظام الإيراني، فما يهم هذا النظام هو ألا يسقط ولا بأس لو عاش الشعب كله في الفقر،

وبالرغم من أن إعلام النظام الإيراني حاول كثيرًا التغطية على كل هذا وتجميل الصورة، إلا أنه مهما فعل لن يتمكن من تقليص أعداد الفقراء بزجهم في الحروب التي يفتعلها أو اعتبارهم من مناصري “مجاهدي خلق” وإلقائهم في السجون، فكل الفضائيات الإيرانية، وعلى رأسها فضائية (العالم)، والفضائيات غير الإيرانية التابعة للنظام الإيراني والممولة منه؛ ممنوع عليها الإلتفات إلى هذا الموضوع وتعمل على إظهار “إيران” اليوم وكأنها جنة الخُلد؛ فهذا النظام لا يقبل على شعبه بالظلم !

تجاهل النظام الإيراني وإعلامه الفقراء وعدم الإعتراف بالفقر..

لا يتناول النظام الإيراني ولا إعلامه أبدًا موضوعات لها علاقة بالمستوى المعيشي للمواطن الإيراني أو التلوث الذي يعاني منه، رغم أن بين الإيرانيين اليوم الآلاف الذين يتخذون من المقابر مسكنًا لهم، كما أن أكثر من ربع الشعب الإيراني يتضور جوعًا، بينما يراكم المسيطرون على الحكم الأموال وتتضخم حساباتهم في البنوك والنظام الإيراني يحرص على تزيين الواجهات أمام السياحة الدينية.

ولولا حالة الفقر التي يعيشها الشعب الإيراني؛ لما تمكنت منظمة “مجاهدي خلق” من العمل في الداخل الإيراني؛ ولما تمكنت من إخراج المواطنين إلى الشوارع ودفعهم إلى الدخول في مواجهات مع رجال أمن النظام. مفتاح تحريك الشعب الإيراني هو حالة الفقر التي صار فيها، وهناك الكثيرون الذين يعانون من أنواع من الظلم ويفضلون الصمت كي لا يجدوا أنفسهم في لحظة وقد أنضموا إلى الفئة التي تعاني من الفقر.

لن يتمكن إعلام النظام الإيراني من التغطية على كل هذا مهما فعل، ولن يتمكن من تقليص أعداد الفقراء بزجهم في الحروب التي يفتعلها أو اعتبارهم من مناصري “مجاهدي خلق” وإلقائهم في السجون، ولا بتوسيع إشباع الجانب الديني والمذهبي للشعب الإيراني. ليس أمام هذا النظام حل لإنقاذ نفسه من السقوط سوى أن ينتشل الشعب الإيراني من الفقر والأوضاع السيئة، والتي لم يكن لها مثيل حتى أيام “الشاه”، الذي تغطرس وتجبر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب