16 أبريل، 2024 5:36 م
Search
Close this search box.

بسبب الـ”بريكسيت” .. فرنسا وبريطانيا على مفترق طرق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

كلما اقترب موعده، تظهر عقبات أمام مشروع قانون انفصال “لندن” عن “الاتحاد الأوروبي”، (البريكسيت)، حيثُ حذر الوزير البريطاني، “ديفيد ليدينغتون”، الذي يرأس العديد من اللجان الوزارية حول (بريكسيت)، من أن العلاقات بين “بريطانيا” و”فرنسا” على “مفترق الطرق” بسبب هذا المشروع، وأن البديل الوحيد عن خطة “تشيكرز”، التي تقضي ببقاء “بريطانيا” في منطقة تجارة حرة مع “الاتحاد الأوروبي”، خاصة بالمنتجات الصناعية والزراعية، هو خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

أول ضيوف قلعة “بريغانسون”..

ووفقًا لصحيفة (الغارديان) البريطانية، يشعر الوزراء البريطانيين بالقلق من أن الحكومة الفرنسية ما زالت متشككة بشدة بشأن النهج الذي ورد في الورقة البيضاء، في تموز/يوليو 2018، مما دفع رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، للسفر إلى “فرنسا” لمقابلة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في قلعة “بريغانسون”، (جنوب فرنسا)، للتوصل إلى اتفاق لتنظيم عملية الخروج ووضع أسس لعلاقة مستقبلية.

وبذلك تكون “ماي” هي أول شخصية يدعوها “ماكرون” إلى “قلعة بريغانسون”، التي تسلم “الإليزيه” إدارتها أخيرًا من “مركز المعالم الوطنية”، لتصبح مقرًا صيفيًا للرئيس الفرنسي، حيث يمكنه استقبال ضيوف دوليين.

وفي خطاب ألقاه قادة الأعمال الفرنسيون، عصر الأربعاء، حذر “ليدينغتون”، الذي يعمل فعليًا كنائب لـ”تريزا ماي”، من أن الوقت قد فات للعودة إلى لوحة الرسم الرئيسة.

وقال: “في غضون سبعة أشهر بالضبط، حتى نهاية عملية المادة 50، وقبل أقل من شهرين من اجتماع المجلس الأوروبي في تشرين أول/أكتوبر، نواجه الاختيار بين المقترحات البراغماتية التي نناقشها الآن مع المفوضية الأوروبية، أو بدون صفقة”. مؤكدًا على القيم والمصالح المشتركة لـ”المملكة المتحدة” و”فرنسا”، وقال: “أشعر حقًا أننا في مفترق الطرق.. هناك إتجاهات على جانبي القناة، على جانبي بحر الشمال، وعلى جانبي المحيط الأطلسي يمكن أن يرانا ينحرفان عن بعضهما البعض”.

وشدد “ليدينغتون” قائلاً: “إن النماذج البديلة لا تلبي مستوى الطموح أو النتيجة التي نريد جميعنا أن نراها”. في إشارة منه إلى الوزراء الذين قدموا استقالتهم بسبب معارضتهم للخطة التي أقرتها “تريزا” بشأن عملية انفصال “بريطانيا” عن “الاتحاد الأوروبي”.

وأبدى الوزير الأوروبي السابق، أيضًا ملاحظة مطمئنة، حيث أصر على أن نهج الحكومة سيمنع “بريطانيا” من تقويض أعمال القارة، أو دعم الشركات الفاشلة. مضيفًا: “من شأن مقترحاتنا أن تكفل المنافسة على قدم المساواة – مع إلتزامات بشأن مجالات مثل المساعدات الحكومية، وحماية البيئة، والحماية الاجتماعية والعمالة وغيرها من المعايير التنظيمية”.

وأضاف: “نحن نفهم أن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من أننا نستطيع خفض معاييرنا للحصول على ميزة تنافسية، لكن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، وعلى غرار فرنسا، فإننا ننظر إلى النمو الاقتصادي وحماية المستهلك وحماية العمال والتنمية المستدامة على نحو يسير جنبًا إلى جنب وليس كمقايضات”.

ومن المرجح أن يثير هذا قلق بعض البريطانيين الذين يجب أن يكون الخروج من الاتحاد الأوروبي فرصة لتقليص ما يرون أنه تنظيم مرهق”.

ماكرون” يوجه ضربة قوية لـ”ماي”..

وجه الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، ضربة قوية إلى رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، حين رفض خطتها بشأن خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، مستبعدًا أي تنازلات من شأنها أن تؤدي بالاتحاد الأوروبي “للإنهيار”.

وقال الرئيس الفرنسي، في رده الأول على محادثات الطواريء: “إنَّه يحترم قرار المملكة المتحدة بمغادرة الكتلة، لكنه تعهد بحماية الاتحاد الأوروبي بأي ثمن”.

وتابع “ماكرون”؛ أمام حشد من السفراء: “فرنسا تريد الحفاظ على علاقة قوية مع لندن، ولكن ليس على حساب مصلحة الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف “ماكرون”؛ إنَّ خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” هو خيار سيادي يجب أن نحترمه، لكنه لا يمكن أن يكون على حساب نزاهة “الاتحاد الأوروبي”.

لا شك أن تصريحات “ماكرون” أصابت “ماي” بإحباط شديد، بعد أن خيب آمالها في تنظيم خطة الخروج التي كانت تتمنى أن تتم بشكل هاديء دون نزاع مع أي دولة.

“لعبة الداما” بين مؤيد ومعارض..

وكانت “ماي” قد أصدرت، في آب/أغسطس 2018، رسالة “صفقة الداما أو عدم التوصل إلى اتفاق”، وأصرت على أنه لا يمكنها المساومة أكثر على الإجراءات التي حدثت في حزيران/يونيو، والتي أثارت استقالة حكومتين.

وحذر “ميشيل بارنييه”، كبير المفاوضين في “الاتحاد الأوروبي”، من أن لعبة الداما “ستقوض سوقنا الموحدة، التي تعد واحدة من أكبر الإنجازات في الاتحاد الأوروبي”.

وأقر “ديفيد ليدنغتون”، نائب رئيسة الوزراء الفعلي، في الأسبوع الماضي، أن الآمال في التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي الأصلي لشهر تشرين أول/أكتوبر تتلاشى بسرعة، وبدلًا من ذلك، من الممكن عقد قمة طارئة في تشرين ثان/نوفمبر – إذا تم إحراز أي تقدم في الكواليس أو سيكون هناك دفعة أخيرة للاتفاق في كانون أول/ديسمبر.

وشدد “ليدينغتون” على أن منهج “لعبة الداما” سوف يتضمن “آلية قوية لتسوية المنازعات للسماح بالوصول إلى وسيلة للإنصاف إذا لم تفي المملكة المتحدة بإلتزاماتها”.

وتسبب خطة “لعبة الداما” قلقًا كبيرًا بين أعضاء البرلمان “المحافظين”، الذين يخشون من أن تكون العلاقة مستمرة مع “الاتحاد الأوروبي”، إلى جانب فاتورة الخروج البالغة، 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال “ليدينغتون” إن “مجلس العموم” قد رفض محاولات لتعديل تشريعات “Brexit” الأخيرة لتأمين علاقة أوثق، مثل عضوية المنطقة الاقتصادية الأوروبية، (EEA)، أو الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي.

وأوضح “ليدينغتون”: “إن عضوية الوكالة الاقتصادية الأوروبية ستستمر في قبول حرية الحركة والبقاء في الاتحاد الجمركي، من شأنه أن يقوض قدرتنا على توقيع اتفاقات التجارة الحرة مع الدول الأخرى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب