خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بشكل مفاجيء وعلى غير المتوقع، اختتمت القمة الثانية بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، والزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أون”، دون اتفاق بشأن نزع السلاح النووي، حيث قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أمس الخميس، إنه إمتنع عن إبرام اتفاق نووي مع زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، بسبب مطالب “بيونغ يانغ” غير المقبولة برفع “العقوبات الأميركية”.
كان “ترامب” و”كيم” قد عبرا، في وقت سابق، عن أملهما في إحراز تقدم بشأن تحسين العلاقات وقضية نزع السلاح النووي المهمة في محادثاتهما، في العاصمة الفيتنامية، “هانوي”، في ثاني اجتماع لهما خلال ثمانية شهور.
وقال “ترامب”، خلال مؤتمر صحافي؛ بعد تقليص مدة المحادثات: “كانوا يريدون في الأساس رفع العقوبات كلية، لكننا لا نستطيع فعل ذلك”.
وصعدت “الأمم المتحدة” و”الولايات المتحدة” العقوبات على “كوريا الشمالية”؛ عندما أجرى البلد المعزول سلسلة من الاختبارات النووية واختبارات الصواريخ (الباليستية)، في عام 2017، مما حرم “بيونغ يانغ” من مصدرها الرئيس للعملة الصعبة.
انسحاب ودي..
وغادر “ترامب” و”كيم” مقر المحادثات، في فندق “متروبول”، دون حضور غداء كان مقررًا، وعاد كل منهما إلى فندقه.
وقال “ترامب”: “أحيانًا يتعين عليك الانسحاب، وهذه واحدة من تلك المرات”، مضيفًا أنه: “كان انسحابًا وديًا”.
ويُعد فشل التوصل لاتفاق خسارة لـ”ترامب”، الذي يعتبر نفسه صانعًا للصفقات ويواجه ضغوطًا في الداخل بسبب علاقاته مع “روسيا” وشهادة محاميه السابق، “مايكل كوهين”، الذي اتهمته بمخالفة القانون وهو في منصبه.
وقال “ترامب” إن كوهين “كذب كثيرًا” أثناء الإدلاء بشهادته أمام “الكونغرس” برغم أنه ذكر الحقيقة عندما تحدث عن “عدم وجود تواطؤ” مع “روسيا”.
وبالرغم من أن “ترامب” سبق أن قال إنه: “غير متعجل” لإبرام اتفاق مع “كوريا الشمالية”؛ ويريد التوصل للاتفاق الملائم مع “كيم”، فقد كان “البيت الأبيض” واثقًا بدرجة كافية من التوصل لاتفاق حتى أنه أدرج “مراسم توقيع اتفاق مشترك” على جدول الأعمال في ختام المحادثات.
ولا يوجد أي مؤشر على موعد لقاء “ترامب” و”كيم” مجددًا، لكن “البيت الأبيض” قال إن: “الفريقين يتطلعان للاجتماع في المستقبل”.
بيان غير واضح للقمة الأولى..
أول اجتماع بين “كيم” و”ترامب”، في “سنغافورة”، الذي كان الأول من نوعه بين رئيس أميركي خلال فترة رئاسته وزعيم لـ”كوريا الشمالية”، إنتهى بإصدار بيان غير واضح تعهد فيه “كيم” بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، لكن ذلك لم يعقبه تحقيق تقدم يُذكر.
وفي بداية اليوم الثاني من المحادثات، في “هانوي”، قال “ترامب” إنه مسرور طالما أن “كوريا الشمالية” لا تجري المزيد من الاختبارات النووية أو اختبارات الصواريخ (الباليستية) العابرة للقارات.
وتوقفت “كوريا الشمالية” عن إجراء هذه التجارب منذ نهاية عام 2017.
وقال “ترامب” إنه ناقش مع “كيم” تفكيك المنشأة النووية الرئيسة لـ”كوريا الشمالية”، في “يونغبيون”، وهو ما يميل “كيم” لتنفيذه، لكنه يريد تخفيف العقوبات.
من جانبه؛ قال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، خلال مؤتمر صحافي، في إشارة لـ”كيم”: “طلبنا منه المزيد، لكنه لم يكن مستعدًا لفعل ذلك”.
إمكانية تفتيش المنشآت النووية..
وأعلن “ترامب” إن “الولايات المتحدة” سيمكنها تفتيش بعض المنشآت في “كوريا الشمالية”، لكنه لم يُخض في التفاصيل.
وبالرغم من أن “ترامب” لمح بموقف أكثر مرونة، قبيل اجتماع “هانوي”؛ فإن منتقدين حذروا من أنه يخاطر بتبديد أوراق الضغط شديدة الأهمية على “كوريا الشمالية” إذا قدم الكثير وبسرعة شديدة.
وقال مسؤولون في المخابرات الأميركية؛ إنه لا يوجد أي مؤشر على أن “كوريا الشمالية” ستتخلى عن ترسانتها من الأسلحة النووية بالكامل والتي تعتبرها عائلة “كيم” الحاكمة حيوية لاستمراريتها.
خلال اجتماعهما؛ جلس “كيم” و”ترامب” متقابلين على طاولة اجتماعات، وبدا كلاهما واثقًا في إحراز تقدم ولمح “كيم” بأنه مستعد للتخلي عن قنابله النووية.
وقال للصحافيين، بالاستعانة بمترجم، ردًا على سؤال بشأن استعداده للتخلي عن أسلحته النووية: “لو لم أكن راغبًا في ذلك لما كنت هنا الآن”.
وردًا على ذلك؛ قال “ترامب”: “ربما تكون تلك أفضل إجابة تسمعونها على الإطلاق”.
مطالب باستمرار المباحثات..
تعليقًا على فشل القمة، أعرب وزير الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، عن أسفه قائلًا: “لو شهد الأمر نجاحًا في حث كوريا الشمالية على إنهاء برنامجها النووي والتخلص من أسلحتها النووية، لكان من الممكن أن يصبح العالم أكثر أمنًا بشكل أكبر”.
وشدد “ماس” على أنه لا يزال هناك ضرورة لرصد نتائج القمة التي عقدت في العاصمة الفيتنامية، “هانوي”، بشكل دقيق، وقال: “ولكن إذا حدث؛ ولم يكن هناك نتيجة فيما يتعلق بصفة خاصة بنزع السلاح النووي، فمن المؤكد تمامًا أن ذلك سيكون خبرًا سيئًا للعالم”، مؤكدًا أنه يجب مواصلة المباحثات.
فرصة أخيرة للسلام..
من جانبه؛ حذّر السيناتور الجمهوري، “ليندسي غراهام”، من أنّ قمة “ترامب-كيم” في “هانوي” بفيتنام، كانت الفرصة الأخيرة للسلام.
وقال السيناتور الجمهوري، لـ (فوكس نيوز)، إنّ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعطى الزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونج-أون”، “طريقة للخروج”، والتقى “ترامب” مع “كيم” لمناقشة نزع السلاح النووي والسلام بين القوتين.
وقال “غراهام”: “إذا أطلقت كوريا صواريخ أخرى، فسيتعرضون للهجوم”، حيث كان يعتقد أن “ترامب” سيستخدم القوة العسكرية لوقف برنامج “كوريا الشمالية” النووي سريع النمو.
ووفقًا لـ”غراهام”، أنّ “ترامب” أخذ تهديدات “كيم” من الهجوم النووي على محمل الجد.
كما وجّه حديثه إلى زعيم “كوريا الشمالية”، قائلًا: “أيها الرئيس كيم، إذا كنت ذكيًا، ستخرج عبر الطريق الذي قدمه لك الرئيس ترامب، أمّا إذا ما كنت تحاول التلاعب، فستأسف لهذا الجهد”.
محذرًا من: “أنّه إذا لم ينجح ذلك، فلن نعود إلى الوضع الراهن، لذا يجب على الجميع في أميركا والعالم أن يصلّوا من أجل التوصل إلى نتيجة جيدة”.
وتابع: “سيكون لدينا سلام أو صراع عسكري، أعتقد أن كوريا الشمالية تعرف أن هذين الخيارين لديهما”.
نجاح المفاوضات مشروط..
الخبير في الشؤون الكورية، “محمد صلاح”، قال إن المحادثات التي جرت بين رئيسي “كوريا الشمالية” و”الولايات المتحدة” لم تسفر عن نتائج؛ لأن الطرفين يختلفان في تعريف النزع النووي حتى الآن، فـ”بيونغ يانغ” ترغب في إخلاء كامل شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، أما “وشنطن” فتريد إخلاء “كوريا الشمالية” فقط من السلاح النووي.
ولفت “صلاح” إلى أن “واشنطن” لا تقدم شيء لـ”بيونغ يانغ” من أجل إنجاح المفاوضات، في حين أن الأخيرة أعلنت استعدادها لتفكيك مواقع تخصيب (اليورانيوم) و(البلوتونيوم)، وبالتالي فنجاح المفاوضات مشروط بتقديم تنازلات من “واشنطن” مثل رفع العقوبات المفروضة على “كوريا الشمالية”.