خاص : كتبت – نشوى الحفني :
اشتعل الشارع الإيراني غضبًا على خلفية الطائرة الأوكرانية المنكوبة، التي هاجمها “الحرس الثوري” الإيراني إثر هجماته على القواعد الأميركية بـ”العراق”، مما أدى إلى سقوطها وقتل كل ما فيها، ثم أنكروا ذلك إلى أن أعلنوا الحقيقة بعد ثلاثة أيام متواصلة من الكذب.
وتسببت المواجهات بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين، في وسط “طهران”، بسقوط جرحى، إذ ذكرت مصادر محلية أن قوات الأمن تستخدم الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، كما اعتقل الأمن عددًا من المتظاهرين بعد مواجهات عنيفة وسط “طهران”.
وذكرت مصادر محلية أن مقر “الحرس الثوري”، في مدينة “آمل”، شمال “إيران”، شهد أيضًا اليوم تظاهرات.
مطالب بالاستفتاء..
وذكرت (إيران إنترناشيونال عربي)، على (تويتر): أن محتجين في مدينة “سمنان”، شمال “إيران”، يهتفون: “لا نريد نظام الجمهورية الإسلامية، ونطالب بالاستفتاء”.
وكانت قد تعالت هتافات ضد المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، و”الحرس الثوري” في تظاهرات بعدة مناطق إيرانية.
وردد المتظاهرون هتافات: “الموت للديكتاتور”؛ في ميدان “آزادي”، وسط “طهران”.
وبدأت تظاهرة حاشدة ضد النظام الإيراني في وسط العاصمة، “طهران”، أمس، وشهدت اشتباكات مع الأمن. وأتسع نطاق التظاهرات في عدة مناطق إيرانية، منها “مشهد”.
وفي وقت سابق؛ تجمع عشرات المحتجين مجددًا، أمس، خارج جامعة في “طهران” ورددوا هتافات مناهضة للسلطات العليا، بحسب ما ذكرت وكالة (رويترز)، نقلاً عن تغريدات على (تويتر).
تهديد بالرد على الموجة الجديدة من الاحتجاجات..
وبدروه، هدد “الحرس الثوري”، المحتجين ردًا على الموجة الجديدة من الاحتجاجات. ووصف “علي شيرازي”، ممثل المرشد الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، في (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري”، المحتجين: “بالتبعية لأميركا وإسرائيل”.
تظاهرات طلابية منددة بالمرشد والسلطات..
وشهد مساء السبت؛ إنطلاق تظاهرات طلابية أمام جامعة “أمير كبير”، في “طهران”، وذكرت وكالة (فارس)؛ أن عدد المحتجين يُقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
وعلت، السبت، الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، “علي خامنئي”، والسلطات، وطالب المحتجون، المرشد بالرحيل، وهتفوا: “النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر”، و”الموت للولي الفقيه”، و”قاتل وحكمه باطل”، وفق مواقع إيرانية.
ووصلت التظاهرات، السبت، إلى “أصفهان” و”شيراز”. وقام المحتجون بتمزيق صور لـ”قاسم سليماني”، رئيس (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، الذي قُتل في غارة أميركية بالعاصمة العراقية، “بغداد”، يوم 3 كانون ثان/يناير الجاري.
سلسلة أكاذيب لمد 72 ساعة..
ومنذ اللحظة الأولى؛ لجأ النظام الإيراني إلى الأكاذيب لتغطية فضيحته في إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي حملت على متنها 176 شخصًا، قبل أن يجد نفسه محاصرًا تحت ضغط دولي رهيب ومضطرًا للإعتراف.
ولقي جميع ركاب الطائرة الأوكرانية المدنية مصرعهم، في الحادث المأساوي الذي وقع في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي، إثر إسقاط الطائرة، التي كانت متجهة إلى “كييف”، بصاروخ إيراني.
ووقعت الكارثة بعد ساعات قليلة من القصف الذي شنه “الحرس الثوري” لاستهداف قاعدتين في “العراق”، بهما قوات أميركية.
ومباشرة بعد وقوع الحادث، بدأت سلسلة الأكاذيب الإيرانية للتنصل من الحادث، لتستمر 72 ساعة قبل الإعتراف، فقد أعلن التليفزيون الإيراني تحطم طائرة أوكرانية فوق العاصمة، “طهران”، بعيد دقائق من إقلاعها، بسبب “مشكلات فنية”.
وكان من المُستغرب توضيح السبب بعد دقائق من وقوع الحادث، وفي ذات خبر الإعلان عن سقوط الطائرة.
وبعدها بفترة قصيرة، جرى الترويح لفرضية: “عطل في المحرك”، مما أدى إلى تحطم الطائرة بالقرب من “مطار الخميني”، إضافة إلى احتمال وجود دليل على ارتفاع درجة حرارة في أحد محركات الطائرة.
رفضت تسليم الصندوقين الأسودين !
وفي خضم التوتر الحاصل وتضارب الأنباء، أعلنت السلطات الإيرانية عثورها على الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، لكنها رفضت تسليمهما إلى شركة “بيونغ” الأميركية المصنعة؛ لمعرفة سبب التحطم، وهو ما لمح، آنذاك، إلى رغبة المسؤولين في “طهران” في إخفاء معالم الحادث.
وزاد قرار “إيران”، بالإحتفاظ بالصندوقين الأسودين؛ من الغموض بشأن الواقعة، مما جعل عددًا من الدول تدخل على الخط، من بينها “أميركا وأوكرانيا وكندا”، للدعوة إلى التحقيق في الحادث.
وبعد مرور 24 ساعة عن الحادث، ذكر محققون في “هيئة الطيران المدني” الإيرانية؛ أن طاقم الطائرة لم يقم بأي اتصال لطلب المساعدة، وكان يحاول العودة للمطار عندما سقطت الطائرة.
وأضافوا أن النيران التهمت الطائرة بالكامل قبل تحطمها، مشيرين إلى أن التحطم جاء بسبب انفجار هائل حدث عندما اصطدمت بالأرض، وذلك لأنها كانت مملوءة بالوقود بشكل كامل من أجل الوصول إلى “كييف” مباشرة.
تحميل إيران المسؤولية..
وعلى الرغم من أن مسؤولية التحقيق في ملابسات تحطم الطائرة تقع على عاتق “إيران” بموجب الأعراف الدولية، فإن المخابرات الغربية أجرت تقييمات أولية وأفادت بأن الطائرة جرى إسقاطها بفعل صاروخ إيراني، وهو ما صرح به رئيس الوزراء الكندي، “جاستين ترودو”، والرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.
لكن الأكاذيب الإيرانية استمرت، حيث نفت “طهران”، على لسان المتحدث باسم الحكومة، “علي ربيعي”، أن تكون الطائرة قد أصيبت بصاروخ، قائلًا إن: “كل هذه التقارير حرب نفسية ضد إيران”.
والجمعة، أفاد وزير الخارجية الأوكراني، “فاديم بريستايكو”، أن مسؤولين أميركيين سلموا “معلومات مهمة” إلى “كييف” تتعلق بالطائرة التي تحطمت.
التصريحات المتوالية لمسؤولي الدول الغربية وقلقهم المتواصل زاد الضغط على سلطات “إيران”، مما جعلها تخرج من مخبئها وتعلن “الحقيقة”.
قُصفت نتيجة خطأ بشري غير مقصود !
والسبت، أي بعد مرور 72 ساعة على الواقعة، إعترفت “طهران” أن الطائرة الأوكرانية: “قُصفت نتيجة خطأ بشري غير مقصود”.
وكتب وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في تغريدة على (تويتر): “إنه ليوم حزين”، مضيفًا أن: “خطأ بشريًا في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأميركية أديا إلى الكارثة”.
يُشار إلى أن إعتراف “إيران” بالمسؤولية أدى إلى سخط شعبي واسع، حيث تجمعت حشود ضخمة في شوارع المدن الإيرانية، منددة بإسقاط الطائرة، كما غمرت تعليقات الإيرانيين الغاضبة وسائل التواصل الاجتماعي.