بسبب الرهائن والموقف الدولي الصعب .. خطة احتلال غزة تضع الداخل الإسرائيلي على صفيح ساخن

بسبب الرهائن والموقف الدولي الصعب .. خطة احتلال غزة تضع الداخل الإسرائيلي على صفيح ساخن

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

تظاهر الآلاف في شوارع “تل أبيب”، ليل السبت، للمطالبة بوضع حدٍ للحرب في “قطاع غزة”، غُداة إقرار المجلس الوزاري الأمني المصغّر خطة للسيّطرة على مدينة “غزة”.

ولوّح المتظاهرون بلافتات ورفعوا صورًا للرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.

وطالب المتظاهرون حكومة؛ “بنيامين نتانياهو”، بالعمل على الإفراج عن الرهائن.

العودة للمفاوضات..

وقال مسؤول إسرائيلي، مساء السبت، إن بلاده لا تستبّعد العودة إلى المفاوضات بشأن الحرب المستَّمرة في “قطاع غزة”.

ونقلت القناة (12) الإسرائيلية عن مصدر مسؤول قوله: “لا نستبّعد العودة إلى المفاوضات حول اتفاق جزئي في إطار مسّودة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف”.

وأضاف المصدر الإسرائيلي؛ أن: “الجهود الرئيسة الآن تبذَّل من قبل الوسّطاء”، مشيرًا إلى أن المسؤولين يتلقون: “بالفعل إشارات من الوسّطاء؛ مفادها أنه يمكن إعادة (حماس) إلى طاولة المفاوضات”.

وتابع: “مع إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، تتلاشى حملة (حماس) للتجويع وتُدرك أنها أخطأت بنشرها فيديوهات تجويع الرهائن، ولذلك لا يُمكن استبعاد إمكانية عودتها إلى المفاوضات”.

تُكلف “إسرائيل” الكثير..

حذر محللون؛ تحدثوا لموقع (ذا هيل) الأميركي، من أن الخطة التي أقرتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للسيّطرة على “غزة”، قد تُكلف “إسرائيل” كثيرًا وتضعها في موقف يصَّعب التراجع عنه.

ونقل الموقع عن محللين قولهم؛ إن الخطة قد تجّر “إسرائيل” إلى احتلال مُكلف وعسيّر بلا مخرج واضح، في ظل غياب أي استعداد من الدول لتولي إدارة “غزة” بعد الحرب، ما ينذَّر بأزمة إنسانية ودبلوماسية وأمنية طويلة الأمد.

دعم أميركي..

وقال الموقع إن الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، أبدى دعمًا ضمنيًا لخطة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، للسيّطرة الكاملة على “قطاع غزة”، معتبرًا أن القرار: “شأن إسرائيلي” بحت، رغم موجة الغضب العالمي وتصاعد الدعوات داخل “الولايات المتحدة” للحد من تحركات “نتانياهو” العسكرية.

“ترمب”؛ أكد التزامه بقيادة جهود توزيع المساعدات الإنسانية لسكان “غزة”، الذين يعيشون أوضاعًا شبيّهة بالمجاعة، لكنه تجنّب توجيه أي انتقاد مباشر لخطط “إسرائيل” بتوسيّع سيّطرتها العسكرية على القطاع.

وقال في تصريحاته الأخيرة: “نحن هناك الآن نُحاول إطعام الناس… أما بقية الأمور فهي متروكة إلى حدٍ كبير لإسرائيل”.

تندّيد ورفض دولي.. 

الخطة الإسرائيلية؛ التي أقرّها المجلس الوزاري الأمني؛ ليل الخميس/ الجمعة، فجّرت انقسامات عميقة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث حذر قادة عسكريون من تبّعاتها، بينما عبّرت شخصيات سياسية بارزة عن مخاوف من أنها ستُجر البلاد إلى مستنَّقع احتلال طويل الأمد، معزولة عن حلفاء دوليين أساسيين، بما في ذلك شركاء أوروبيون وخليجيون.

“ألمانيا” أعلنت؛ الجمعة، وقف صادرات عسكرية يمكن استخدامها في “غزة”، لتلتحق بـ”فرنسا وكندا والمملكة المتحدة”؛ التي أعلنت نيتها الاعتراف بـ”دولة فلسطينية” مستقلة، وهو ما اعتبرته “إسرائيل”: “مكافأة لـ (حماس)” على هجومها في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023. “بريطانيا”؛ بدورها دعت إلى عقد جلسة طارئة لـ”مجلس الأمن الدولي” لمناقشة خطة “إسرائيل” للسيّطرة على “غزة”.

وفي السيّاق ذاته؛ جاء قرار “هولندا” بسّحب (03) تراخيص لتصدّير مكونات سفن حربية إلى “إسرائيل” بسبب تدهور الوضع في “غزة” ومخاطر: “الاستخدام غير المرغوب فيه”، بالتزامن مع مناقشة طارئة في “البرلمان الهولندي” لمقترحات بحظر شامل للسلاح وعقوبات أوسع مع الاعتراف بـ”دولة فلسطين”.

وتزامن ذلك مع استدعاء “بلجيكا” سفيرة “إسرائيل” في “بروكسل”؛ احتجاجًا على خطة السيّطرة على “غزة” أو احتلالها كما سمّتها وسائل إعلام إسرائيلية، وذلك للتعبير عن رفض الدولة الشدّيد لقرار حكومة “نتانياهو” والتحذير من تداعياتها.

ولم يكن استدعاء السفيرة الإسرائيلية مجرد إجراء دبلوماسي للتعبير عن رفض تلك الخطوة، لكنه كان شاهدًا على التأكيد على موقف “بلجيكا” المؤيد لـ”حل الدولتين”؛ مع التعبير عن رؤية مفادها أن هدف القضاء على (حماس): “لا يبَّرر عمليات غير متناسبة تُزيد معاناة المدنيين الفلسطينيين”.

دفاع “نتانياهو”..

“نتانياهو”؛ ردّ على الانتقادات الدولية، متهمًا “ألمانيا”: بـ”مكافأة (حماس)” من خلال حظر السلاح عن “إسرائيل”، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى لاحتلال “غزة”، بل: “تحريرها من (حماس)” وإقامة إدارة مدنية منزوعة السلاح، لا تتبع “السلطة الفلسطينية” ولا أي تنظيم مسلح آخر، بهدف: “تحرير الرهائن وضمان عدم تهديد غزة لإسرائيل مستقبلًا”.

مخاوف داخلية..

وألقت هذه المواقف بظلالها على الداخل الإسرائيلي؛ حيث نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، عن مسؤولين في الجيش مخاوفهم من تداعيات المقاطعة الدولية، لبيع الأسلحة ومواد الصناعات الدفاعية.

ووسط قنبلة السيّطرة على “غزة” بالكامل ووضع أهداف فشل الجيش في تحقيقها على مدار (22) شهرًا، دون تنسيّق مع قادة المؤسسة الأمنية، تجلى التخبط في التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن “كاتس” و”زامير”، فذكرت إذاعة الجيش أن وزير الدفاع سيطرح في اجتماع الحكومة المقبل قرار استدعاء: (430) ألف جندي على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما نقلت هيئة البث عن رئيس الأركان تقديراته أن خطة السيّطرة على “غزة” ستحتاج: (200) ألف جندي احتياط، في حين أوردت القناة الـ (15)، إرسال: (250) ألف أمر استدعاء لجنود الاحتياط، محذّرًا من أن السيّطرة المباشرة على “غزة” قد تورط الجيش الإسرائيلي في صراع طويل الأمد، وتُعرّض حياة الرهائن للخطر.

وأعرب “منتدى عائلات الأسرى والمفقودين”؛ عن قلقه من أن هذه الخطوة تعني: “التخلي عن الرهائن” وتجاهل التحذيرات العسكرية وإرادة غالبية الشعب الإسرائيلي.

فيما وصف زعيم المعارضة؛ “يائير لابيد”، القرار بأنه: “كارثة كاملة ستؤدي إلى مزيد من الكوارث”.

ويرى مراقبون أن إدراك المسؤولين الإسرائيليين لتشّابك الموقف داخليًا وخارجيًاً وما تنطوي عليه الخطة الجديدة من مخاطر ربما دفع بعضهم لترك الباب مفتوحًا أمام التراجع، ورهنوا ذلك بمقترح صفقة أو طلب من جانب (حماس)، للانخراط في المفاوضات مجددًا، حسّب زعيم حزب (شاس)؛ “آرييه درعي”.

تراجع التعاطف الشعبي الأميركي..

في “الولايات المتحدة”؛ ورغم استمرار الدعم الحزبي الواسع لـ”إسرائيل”، فإن طريقة إدارة “نتانياهو” للحرب والتداعيات الإنسانية الهائلة على الفلسطينيين أدت إلى تراجع التعاطف الشعبي، وارتفاع أصوات معارضة داخل الحزب (الديمقراطي)؛ وحتى بعض الأصوات الجمهورية النادرة، مثل النائبة “مارغوري تايلور غرين”، التي وصفت ما يجري في “غزة” بأنه: “إبادة جماعية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة