19 أبريل، 2024 10:45 م
Search
Close this search box.

بسبب التصعيد “الأميركي-الإيراني” .. الحبل يلتف حول عنق “الاتحاد الأوروبي” .. فإلى من ينحاز ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتطلب الأحداث المتسارعة بين “واشنطن” و”طهران” تحديد المواقف والإتجاهات من كل الأطراف المتصلة بالطرفين المتنازعين، ويعد “الاتحاد الأوروبي” أحد الأطراف المتصلة بشكل مباشر مع “طهران”، بسبب “الإتفاق النووي”، ولما بينهما من صلات اقتصادية وتجارية.

بهذا الصدد؛ أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني”، أن دول “الاتحاد” أكدت لوزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ضرورة منع التصعيد حول “إيران”.

وقالت “موغيريني”، خلال مؤتمر صحافي؛ في أعقاب اجتماع مجلس “الاتحاد الأوروبي” في “بروكسل”، الاثنين: “كما تعرفون، نحن نحث دائمًا على الحوار والحلول الدبلوماسية، بما في ذلك في ما يتعلق بإيران”.

وأضافت قائلة: “ندعو دائمًا إلى المفاوضات، والتفاوض أفضل من عدمه، وخاصة عندما تتنامى التوترات. وفي هذا السياق سمع بومبيو منا بوضوح أننا نعيش في وقت حساس، حيث يجب أن يتمثل الموقف المسؤول في أقصى درجات ضبط النفس من أجل عدم السماح بأي تصعيد، بما في ذلك التصعيد العسكري”.

وجددت “موغيريني” التأكيد على أن الدول الأوروبية ستلتزم بتعهداتها بموجب “الإتفاق النووي” مع “إيران”؛ طالما تبقى “طهران” ملتزمة بها، مضيفة أن “الاتحاد الأوروبي” سيقوم بـ”كل ما بوسعه” لتنفيذ إلتزاماته بموجب الإتفاق، طالما تؤكد “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” تنفيذ “إيران” لإلتزاماتها.

فشل في تغيير المواقف..

عن اللقاء؛ ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أمس الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، “اقتحم” اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، في “بروكسل”، أمس الأول؛ للضغط من أجل تشكيل جبهة موحدة عبر الأطلسي ضد “طهران” وبرنامجها النووي، إلا أنه فشل في إحداث تغيير كبير في مواقف القادة الذين يخشون من أن “الولايات المتحدة” و”إيران” تتجهان نحو الحرب.

وأشارت الصحيفة الأميركية – في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني – إلى أن “بومبيو” أعلن قراره بزيارة “بروكسل”، في اللحظات الأخيرة، أثناء صعوده على متن طائرة من “الولايات المتحدة”؛ مما أحدث مواجهة بين أكبر دبلوماسي بـ”الولايات المتحدة” ونظرائه الأوروبيين، الذين كانوا يتدافعون لإبقاء “الإتفاق النووي”، لعام 2015، مع “إيران” على قيد الحياة، لا سيما بعد الانسحاب الأميركي منه، في العام الماضي.

وفي هذا الصدد؛ قال وزير الخارجية البريطاني، “غيريمي هانت”، إنه يخشى من أن يؤدي التصعيد الذي وصفه بغير المتعمد من جانب “الولايات المتحدة” و”إيران” إلى إندلاع صراع؛ وهو ما اعتبره محللون بأنه أشبه ببيان جريء غير عادي يبدو أنه يوجه المسؤولية إلى “واشنطن” و”طهران”.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن زيارة “بومبيو”، جاءت في يوم قالت فيه “وزارة الخارجية السعودية” إن اثنين من ناقلات “النفط” الوطنية وسفينة نرويغية تضررتا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالقرب من الخليج، زاعمتا أن ذلك كان “عملاً تخريبيًا”.

رفض الطلبات الأساسية..

وأبرزت الصحيفة أن “بومبيو” قوبل بالرفض في بعض طلباته الأساسية التي روج لها في “بروكسل”. فبينما عبرت طائرته المحيط الأطلسي، تحاور الدبلوماسيون الأوروبيون بشأن مقابلته. فعلى الرغم من أن المفوضة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، “فيديريكا موغيريني”، تمكنت من إيجاد الوقت، إلا أنها قالت في البداية إن لديها يوم حافل وأن الطرفين سيتحدثان “إذا نجحنا في ترتيب لقاء”.

ووافق وزراء خارجية “بريطانيا” و”فرنسا” و”ألمانيا” على عقد لقاءات فردية مع “بومبيو”، فيما قال كبير مستشاري “بومبيو” في شؤون إيران، “بريان هوك”: “إننا نتفق أكثر بكثير مما كنا نختلف بشأنه. ولا يزال هذا الأمر ينطبق على أزمة إيران. فنحن نتشارك نفس التهديد. وينتابنا قلق شديد بشأن إيران”.

تحذير من إشتعال صراع غير مقصود..

مع ذلك؛ أعرب الأوروبيون عن مخاوفهم من سلوك كل من “إيران” وإدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”. وقبل المحادثات بقليل، حذّر وزير الخارجية البريطاني، “غيريمي هانت”، من إشتعال صراع غير مقصود بـ”منطقة الخليج”.

وقال “هانت”، لدى وصوله إلى مقر “الاتحاد الأوروبي” لحضور الاجتماع الاستثنائي: “نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ؛ بسبب تصعيد غير مقصود من قِبل كلا الطرفين”.

وكانت “إيران” قد أعلنت، يوم 8 آيار/مايو الجاري، تعليق جزء من إلتزاماتها بموجب “الإتفاق النووي”، وذلك بعد عام من إعلان “الولايات المتحدة” انسحابها من الإتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015.

رفض أوروبي لمهلة الستين يوم..

الخميس الماضي، أعرب “الاتحاد الأوروبي”، وعدد من الدول الأوروبية، عن رفضهم لمهلة الستين يومًا التي أعطتها “إيران” للدول الموقعة على “الإتفاق النووي”، في 2015، لإبداء إلتزامها بالإتفاق، مؤكدين إلتزامهم بالإتفاق وداعين “طهران” للقيام بالمثل.

وقال بيان مشترك لـ”الاتحاد الأوروبي” ووزراء خارجية “بريطانيا”، و”ألمانيا”، و”فرنسا”؛ إنهم “ينظرون بقلق للبيان الذي أصدرته إيران بخصوص إلتزاماتها وفق خطة العمل الشاملة المشتركة”، مضيفًا: “سنظل ملتزمين بالحفاظ على الإتفاق وتطبيقه بشكل كامل… وذلك يصب في المصلحة الأمنية للجميع”.

وتابع البيان: “ندعو إيران إلى مواصلة تطبيق إلتزاماتها وفق خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل كما فعلت حتى الآن، والعدول عن أية خطوات تصعيدية”.

وأكد البيان: “نرفض أية مهل، وسوف نقيم إلتزام إيران بناء على أدائها فيما يتعلق بالإلتزامات ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة ومعاهدة حظر الانتشار”، داعيًا، “المنظمة الدولية للطاقة الذرية”، إلى مراقبة تطبيق “إيران” لإلتزاماتها النووية.

وأعرب مصدروا البيان عن “أسفهم لإعادة فرض الولايات المتحدة لعقوبات على إيران، بعد انسحابها من الإتفاق النووي”، موجهين الدعوة إلى “الدول التي ليست طرفًا في خطة العمل الشاملة المشتركة إلى الإعراض عن أية تصرفات تعوق قدرة باقي الأطراف على الوفاء الكامل بإلتزاماتها”.

كما أكدوا عزمهم “السعي لمواصلة التجارة المشروعة مع إيران، بما في ذلك وعبر تفعيل للآية الخاصة (إنتسيكس)”.

مطالب إيرانية بدعم الاتفاق النووي وتطبيع العلاقات الاقتصادية..

وكانت “إيران” قد طالبت “الاتحاد الأوروبي”، بدعم “الاتفاق النووي”، وتطبيع العلاقات الاقتصادية مع “طهران” تعويضًا لها عن “العقوبات الأميركية” التي طالت الاقتصاد الإيراني.

وقال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في تصريح عبر حسابه على موقع (تويتر)، الخميس الماضي، إن على دول “الاتحاد الأوروبي” الإلتزام بـ”الاتفاق النووي” مع “إيران” وتطبيع العلاقات الاقتصادية رغم “العقوبات الأميركية”.

وأضاف الوزير الإيراني: “بدلًا من المطالبة بأن تلتزم إيران، من جانب واحد، باتفاق متعدد الأطراف، ينبغي للاتحاد الأوروبي التقيد بإلتزاماتها – ومنها تطبيع العلاقات الاقتصادية”، وذلك وفق قناة (CNBC) الأميركية.

الجانبان خاسران ولا مخاوف من عقوبات أوروبية..

تعليقًا على تطور الأحداث المتسارعة، يقول الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، “صالح القزويني”: “إن إيران بذلت ما في وسعها من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي، ولقد نفذ صبرها بعد انسحاب الولايات المتحدة، ومماطلة الدول الأوروبية في تنفيذ إلتزاماتها حيال هذا الاتفاق، وهو ما دفعها لإتخاذ الخطوة الأخيرة بالتهديد بتعليق بعض بنود الاتفاق، وهو حق من حقوقها بموجب الاتفاق نفسه، ولم تعلن الانسحاب”.

وأشار “القزويني”، إلى أنه في ظل تمسك كل طرف بموقفه، فإن الجانبين خاسران، وأردف قائلًا: “إنه لا يوجد خوف من عقوبات أوروبية على إيران، لأن الدول الأوروبية بالفعل لم تدعم طهران عندما فرضت أميركا عليها عقوبات جديدة، فهي متضامنة معنويًا مع العقوبات الأميركية؛ وفي الظاهر تقول إنها تدعم طهران”.

مواقف إيران التصعيدية قد تغير المواقف الأوروبية..

من جانبه؛ يقول الباحث في الفلسفة السياسية، “د. رامي الخليفة العلي”: “إن باريس ترى أن المواقف الإيرانية الأخيرة تتجه نحو التصعيد، ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن مع المجموعة الدولية، خصوصًا الموقعة على الاتفاق النووي، وقامت بالتهديد وهو ما تراه أوروبا ليس الرد المناسب على العقوبات الأميركية، وربما يغير المواقف الأوروبية لتصبح على مقربة من الموقف الأميركي، على عكس ما أعلن عنه عند الانسحاب الاميركي من الاتفاق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب