29 مارس، 2024 1:24 ص
Search
Close this search box.

بسبب الإيديولوجيات والمنافسة الإعلامية .. لغة السياسيين شهدت ميلًا إلى التبسيط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كشفت دراسة حديثة أن اللغة التي اعتاد السياسيون استخدامها في خطاباتهم خلال العقود الماضية مالت إلى البساطة أكثر منها إلى التعقيد الذي كان متبعًا في فترات أخرى، وأنه استنادًا على هذا فإنه لا يعتبر أسلوب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حالة إستثنائية، إذ برز هذا التوجه في بلدان أخرى مثل “السويد” و”إسبانيا”، لجأ فيها رجال السياسة إلى استخدام عبارات وجمل أكثر بساطة وتخلوا عن الأسلوب التحليلي.

وذكرت الدراسة، التي أجريت في جامعة “تكساس”، أن الأسلوب الذي يستخدمه “ترامب” والسياسيون الشبيهون له لم يستحدث من العدم؛ وإنما يُعد الصورة الأحدث لتوجه مال إليه السياسيون منذ فترات طويلة، وكشفت أن الناخبين يشعرون بالإنجذاب أكثر تجاه القادة الذين يتمكنون، خلال خطبهم، من الحديث عن المشكلات المعقدة بأسلوب سلس وبه ثقة.

وأوضحت الباحثة التي شاركت في إعداد الدراسة، “كايلا غوردان”، لصحيفة (البايس) الإسبانية؛ أن بعض السياسيين يعبرون عن أفكارهم بطريقة تحليلية يركزون فيها على عرض الأفكار والمباديء، بينما يلجأ جانب آخر إلى الحديث عن أفكارهم بأسلوب غير رسمي ويركزون على الأشخاص والأفعال، وأضافت أن الدراسة كشفت أنه بمرور الوقت أصبح كل السياسيين يتواصلون مع الناس بأسلوب غير رسمي ويشبه الأسلوب القصصي.

وأشارت “غوردان” إلى أنه لا يمكن اعتبار أي من الأسلوبين سيئًا، مشيرًة إلى أن القادة السياسيون يعتقدون أن التواصل مع المواطنين بأسلوب أكثر سلاسة وبعيد عن الخطابات الرسمية يمنحهم فرصة أفضل للوصول إلى قطاع أكبر من الناس، لذا فإنهم يلجأون إلى توصيل رسائل جذابة وسلسلة.

الإيديولوجيات والمنافسة أثرا على اللغة..

كشفت الدراسة البحثية أيضًا أن هناك أمورًا أثرت أو دفعت السياسيين إلى الميل إلى البساطة، من بينها الإيديولوجيات، والرغبة في الوصول إلى شريحة أكبر من المواطنين، وكشف الباحثون من خلال دراسة خطابات نواب “الكونغرس” الأميركي، خلال الفترة من 1989 حتى 2015، أن النواب “المحافظين” استخدموا خطابًا أقل تعقيدًا من النواب “الليبراليين”.

وقال رئيس فريق البحث، “مارتين شونفيلد”، إن الدراسة خلصت إلى أنه عندما يصبح أي حزب أكثر تشددًا مع أحد الموضوعات الثقافية، مثل التحول إلى رفض الهجرة، فإن ما يحدث هو أن التعقيد في خطابه يقل.

وأضاف أن المنافسة بين وسائل الإعلام المختلفة قد يكون من الأمور التي أجبرت السياسيين على استخدام لغة أكثر سهولة كي يتمكنوا من توصيل رسائلهم.

ظاهرة عالمية..

للوصول إلى هذه النتائج؛ قام الباحثون بتحليل مئات الآلاف من النصوص السياسية، والخطابات والمداخلات التليفزيونية التي أجراها جميع رؤساء “الولايات المتحدة” وجزء كبير من رجال السياسة، على مدار قرن من الزمان، كما درس الخبراء خطابات زعماء سياسيين بريطانيين، وكنديين وأستراليين للتأكد من أن التوجه ناحية التبسيط والثقة في اللغة تُعد ظاهرة عالمية، لكنها برزت مؤخرًا في “الولايات المتحدة”، خلال الثمانينيات من القرن الماضي.

وأشارت الدراسة إلى أنه رغم التخلي عن الأسلوب التحليلي والإتجاه ناحية التبسيط؛ إلى أن القادة أصبحوا يتحدثون بثقة أكبر، ولفتت إلى أن النتائج التي توصل إليها الخبراء تؤكد بوضوح أن الطريقة التي ربما ساعدت “ترامب” على الفوز في الانتخابات الرئاسية كانت قد بدأت منذ حوالي 100 عام؛ قبل أن يصل إلى “البيت الأبيض”.

ظاهرة قاصرة على السياسة..

وللتأكد مما إذا كانت هذه الظاهرة قد إجتاحت كل مجالات الحياة من صحافة وإعلام وفن وثقافة؛ قام الباحثون بدراسة مليوني تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز)، و5400 كتاب، وعناوين 12 ألف فيلم، وتفريغات لبرامج (سي. إن. إن) على مدار 20 عامًا، حتى توصلوا إلى أن كل هذه المجالات احتفظت بقدر جيد من قدراتها التحليلية على مدار العقود الماضية، وأن شبكة (سي. إن. إن) هي الوحيدة التي حذت حذو السياسيين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب