10 مارس، 2024 11:30 ص
Search
Close this search box.

بسببها روسيا في مواجهة الغرب .. “الخوذ البيضاء” منظمة إنسانية أم عناصر استخباراتية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أثار وجود “أصحاب الخوذ البيضاء”، وهي مجموعات إنقاذ تعمل في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، الخلاف بين “روسيا” ودول غربية، حيث طالبت “موسكو” القوى الغربية بإخراج عناصر “الخوذ البيضاء” من “إدلب” و”سوريا”، لاعتبارهم يمثلون “تهديدًا”، وهو الأمر الذي أثار انتقادات قوية من “واشنطن ولندن وباريس”.

جاء ذلك في اجتماع مغلق لـ”مجلس الأمن”، الخميس 11 تشرين أول/أكتوبر 2018، دعت إليه “موسكو”، وقال المندوب الروسي: إن “وجود الخوذ البيضاء هو مصدر تهديد. نطالب الدول الغربية بسحب الخوذ البيضاء من سوريا”. بحسب وكالة (فرانس برس).

ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي قوله إن المندوب الروسي وصف عناصر المنظمة بالإرهابيين، وأضاف: “أخرجوهم من المناطق التي يتواجدون بها، وبخاصة من إدلب”.

ورفضت كل من “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا” تلك المعلومات.

اتهامات خاطئة..

وقال ممثل “الولايات المتحدة”، بحسب المصادر نفسها، إن “هذه الاتهامات فاضحة وخاطئة. الخوذ البيضاء جزء من منظمات إنسانية، وروسيا تواصل نشر معلومات خاطئة”.

من جهته اعتبر ممثل “بريطانيا”: أن ” لا شيء من هذا صحيح. هذه التلميحات سخيفة، دعونا نتوقف عن إضاعة وقت مجلس الأمن”.

وقال ممثل “فرنسا”، بحسب المصادر عينها، إن هذا “تضليل”، مشيرًا إلى أن هؤلاء المدنيين ينقذون مئات الأشخاص.

كما عبر أعضاء آخرون في “مجلس الأمن”، بحسب المصادر نفسها، عن وجهة نظر مغايرة للموقف الروسي، مشددين على ضرورة “حماية العاملين في المجال الإنساني” في “سوريا”.

وفي تعليق منه؛ رد مدير منظمة (الخوذ البيضاء)، “رائد الصالح”، على الاتهامات الروسية، مشيرًا إلى أهمية الخدمات التي تقدمها المنظمة ومتطوعوها.

قائلاً “الصالح”؛ عبر (تويتر): “وجودنا في المناطق التي نستطيع الوصول لها مصدر إلهام لكثير من المدنيين، لقد أنقذنا حتى اللحظة أكثر من 115,000 ألف حياة، نقدم خدمتنا لأكثر من 4 مليون إنسان”.

متآمرون يفبركون مشاهد التعرض للكيماوي..

وبدأت الانتقادات الروسية لمتطوعي الدفاع المدني السوري، الذين عرفوا باسم “الخوذ البيضاء”، تتصاعد مع نقلهم مشاهد تبدي تعرض المدنيين لهجمات كيميائية.

بناءً على ذلك؛ شكل هذا الملف محور تجاذب كبير بين الروس والدول الغربية بشكل تصاعدي، حتى وصل إلى أقصى مدياته في نيسان/أبريل 2018، حين كان الدفاع المدني ينقذ أطفالاً من “دوما” بدت عليهم عوارض استنشاق مواد كيميائية.

ولطالما رأت “روسيا”، في “الخوذ البيضاء”، مجموعة من المتآمرين الذين يقومون بـ”فبركة” مشاهد تعرض المدنيين لقصف بالسلاح الكيميائي.

مسرحية لتصوير المصابين..

وذاع صيت المنظمة المذكورة بعد نشر تسجيلات في الإنترنت، تظهر نشطاء مرتدين “خوذًا بيضاء” وزيًا من نوع خاص ينقذون مدنيين في “سوريا” من تحت أنقاض المباني المدمرة أثناء عمليات القصف الجوي، إلا أن وكالة (سانا) السورية كانت قد نشرت معلومات عن مقطع فيديو مسرب عن وسائل إعلام يظهر تحضير عناصر من “الخوذ البيضاء” مقاطع لمسرحية استخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة “إدلب” السورية من أجل اتهام “الجيش العربي السوري” بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيميائية.

ويظهر في الفيديو عناصر من “الخوذ البيضاء” يقومون بسكب الماء على أشخاص يدعون أنهم أصيبوا بأسلحة كيميائية، في مدينة “إدلب”، وفقًا لوكالة (سانا).

وفي فيديو آخر ظهر نفس الأشخاص الذين كانوا قد ظهروا كضحايا الأسلحة الكيميائية، ولكن يمثلون دور المسعفين هذه المرة.

وظهر في الفيديو أطفال ونساء آخرون يتفرجون على عمليات الإسعاف المزعومة دون أن تبدو عليهم أية علامة من علامات التأثر بالهجوم الكيميائي المفبرك.

وكشفت “وزارة الدفاع الروسية”، في وقت سابق من شهر أيلول/سبتمبر 2018، عن معلومات تؤكد قيام الإرهابيين في “جسر الشغور” بتصوير 9 مقاطع فيديو لهجوم كيميائي مزعوم بالاشتراك مع قناة أميركية وعدد من القنوات الإعلامية الإقليمية بغية تداولها عبر وسائل الإعلام لاتهام “الجيش السوري” بارتكابها؛ وبالتالي تبرير عدوان خارجي على “سوريا”.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، في وقت سابق، أنه لا يوجد هناك دليل واحد يؤكد استعداد “دمشق” لاستخدام الأسلحة الكيميائية.

بريطانيا تمنحهم حق اللجوء..

في الوقت ذاته؛ كشفت صحيفة (ديلي تلغراف) أن الحكومة البريطانية، وافقت على منح حق اللجوء لنحو مئة من عناصر منظمة “الخوذ البيضاء” وأفراد عائلاتهم.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن “بريطانيا” استقبلت أول دفعة من هؤلاء، وتم توطينهم في مسكن على الأراضي البريطانية، ومن المقرر أن يصل البقية، خلال شهر تشرين أول/أكتوبر 2018.

وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء سيعاملون على أنهم “لاجئون عاديون”؛ قبل تسليمهم إلى السلطات المحلية في أنحاء “المملكة المتحدة”.

وكشفت “إسرائيل”، في حزيران/يوليو الماضي، عن قيامها بـ”عملية سرية ليلية” لتهريب 800 عنصر من “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم من منطقة في جنوب سورية ونقلهم برًا إلى “الأردن”، بناءً على طلب من “الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا”.

تلعب لصالح المخططات الأميركية..

من جانبه؛ اعتبر الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، الدكتور “سعد القصير”، أن الدفاع الأميركي الآن عن منظمة “الخوذ البيضاء” يوضح بجلاء الدور الذي تلعبه هذه المنظمة لصالح المخططات الأميركية داخل “سوريا”.

مضيفًا إن “أميركا” تساعد “الخوذ البيضاء” بكل ما أوتيت من قوة، لأنها المعبر الرسمي لها في حالة وجود رغبة في توجيه ضربات داخل “سوريا”، بناء على اتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية، والدور الذي لعبته هذه المنظمة معروف في أكثر من مكان.

وأوضح السياسي السوري، أن “أميركا” ساعدت “الخوذ البيضاء” على افتتاح مكتب في الريف الشمالي لـ”محافظة الحسكة”، رغم إدراكها لخطورة تواجد هذه المنظمة على كافة محاولات تفعيل المسار السلمي لحل الأزمة السورية، والذي ترعاه في الوقت الحالي كل من “روسيا وإيران وتركيا”، ورغم إدراكها كذلك لأن كل ما تفعله أصبح مكشوفًا للمجتمع الدولي.

وتابع: أن “الأزمة الكبرى هنا أن الولايات المتحدة الأميركية لا تتعلم من أخطائها أبدًا، فهي كانت الشريك الأساس وأحيانًا الفاعل الأصلي، في خلق تنظيمات أو جماعات إرهابية مسلحة، لتكون الواجهة في حرب غير مباشرة، مثلما فعلت مع تنظيم (القاعدة) في أفغانستان، عندما دعمتهم لمحاربة الروس، ولكن في النهاية تفلت هذه التنظيمات وتستدير لتوجه ضربات موجعة إلى أميركا نفسها”.

تدافع عنها لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي..

ولفت السياسي السوري إلى أن “دمشق”، منذ البداية، تضع كثير من علامات الاستفهام، حول منظمة (الخوذ البيضاء)، وعلاقاتها الأمنية مع “إسرائيل وبريطانيا”، خاصة بعد استغلال كلا الدولتين لأراضي “إسرائيل” لتسهيل خروج 800 من أعضاء المنظمة، بدعوى تعرض حياتهم للخطر داخل “سوريا”.

واستطرد قائلاً: “الآن تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر من أجل دعم منظمة (الخوذ البيضاء) وتحسين شكلها أمام المجتمع الدولي، بعدما انكشفت علاقاتها المشبوهة، ولأن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت في حاجة ماسة إلى أن تتواجد هذه المنظمة بقوة في مناطق خارجة عن سيطرة الجيش، وربما يتم الدفع بها لتلعب دورًا قذرًا في إدلب، لتأليب العالم من جديد ضد الرئيس بشار الأسد”.

أداة حرب.. عملها الإنساني غير واضح..

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي، “أنطوان شاربنتيه”، بهذا الصدد، يحق لـ”سوريا” و”روسيا” الطلب بخروج (الخوذ البيضاء) من “إدلب”، لإنه لم يعد سرًا، لمن تنتمي هذه المنظمة، وحقيقة أهدافها في “سوريا”، وهي أداة حرب لا أكثر ولا أقل، وعملها الإنساني غير واضح ويبقى موضع جدل، فالغرب فاقد لكل مصداقية في الملف السوري وفي الحرب القائمة على “سوريا”، ومن هذا المنطلق، كل هؤلاء الأشخاص والمنظمات التي يدعمها الغرب ويدافع عنها، كلها فاقدة للمصداقية، ومنهم (الخوذ البيضاء)، ويجب أن يخرجوا من “سوريا”.

أما بالنسبة لدفاع الغرب، وخصوصًا بعض الدول الأوروبية، عن (الخوذ البيضاء) يعود برأيي إلى احتمالين:

الأول: إما “أوروبا” وقعت في فخ (الخوذ البيضاء) وأسيادهم، ولا تستطيع التراجع عن موقفها الآن، خصوصًا أنها دعمتهم ومنحتهم الجوائز والمكافآت لقاء ما يسمى “عملهم الإنساني”.

والإحتمال الثاني: “أوروبا” الخاضعة للإرادة الأميركية؛ تتخذ من (الخوذ البيضاء) كورقة ضغط على “سوريا” و”روسيا” وحلفاءهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب