20 أبريل، 2024 2:50 م
Search
Close this search box.

بساط السعودية الأحمر .. تحت قدمي “بوتين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الإثنين الماضي؛ زار الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، “المملكة العربية السعودية”، وهي الزيارة التي يعتبرها الكثير من الخبراء على جانب كبير من الأهمية بالنظر لأوضاع منطقة الشرق الأوسط وتطورات الأشهر القليلة الماضية. وربما ستكون المشكلة الإيرانية أحد أهم محاور مباحثات الجانبين.

يأتي هذا الأمر؛ بينما انتشرت التكهنات المختلفة، خلال الأسابيع الأخيرة، عن إمكانية إذابة جليد العلاقات (الإيرانية-السعودية)، وجاءت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، إلى “طهران” بغرض الوساطة بين “طهران” و”الرياض”.

في المقابل، ورغم التكهنات بخصوص ميل “المملكة العربية السعودية” للحد من وتيرة الصراع مع “إيران”، يقول المراقبون: “قد يكون لزيارة، بوتين، تأثير على مسار الحد من التوتر (السعودي-الإيراني)؛ مع الأخذ في الاعتبار لطبيعة العلاقات الروسية مع البلدين”. فلقد أعاد الروس، وبخاصة في السنوات الأخيرة؛ وتحديدًا بعد تقوية مكانة “بوتين” على رأس السلطة في “روسيا” النظر في مباديء وأسس سياسات “موسكو” الخارجية.

وهو ما اعتبره الخبراء عودة لمرحلة “الاتحاد السوفياتي”، مع اختلاف أن سياسات الروس الخارجية في تلك الحقبة كانت تعتمد الملاحظات الإيديولوجية تحت تأثير أجواء الحرب الباردة، وحاليًا تحاول القيام بنفس هذا الدور الفعال دون إلتفات للمباديء الإيديولوجية. من ثم رأينا كيف دعمت “روسيا” مشاركتها الفعالة والعسكرية في الأزمة السورية، واستعادة من جديد مكانتها المفقودة في الشرق الأوسط بالسيطرة على “ميناء طرطوس” وقاعدة “حميم” الجوية.

ويتضح بدراسة أسس السياسة الخارجية الروسية، خلال السنوات الأخيرة، سعي “موسكو” على صعيد الدبلوماسية الدولية والإقليمية إقامة نوع من الموازنة بين سائر الأطراف في المناطق المختلفة، بحيث لا يستطيع أي طرف منفردًا ضرب الإستراتيجية الروسية. بحسب صحيفة (المبادرة) الإيرانية.

هل يعتمد العرب على موسكو ؟

مؤكد سوف تؤثر زيارة “بوتين”، لـ”السعودية” ثم “الإمارات”، على طبيعة معادلات هذه الدول مع “إيران”. وحاليًا تتحدث وسائل إعلام أجنبية عن تخوف العرب من السياسات الأميركية.

على سبيل المثال؛ كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) قبل يومين: “ينتاب حلفاء الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط، قلق بالغ إزاء قرارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التلقائية. وقد هالهم مؤخرًا قرار سحب القوات الأميركية من شمال سوريا. والآن هم لا يتخوفون من الانسحاب الأميركي الشامل من المنطقة، وإنما لأنهم لا يعلمون تحديدًا ما قد يحدث مستقبلاً، وبالتالي هم يعيشون حالة من الفوضى والحيرة”.

لذلك من المحتمل، (في ضوء سياسات “بوتين” الواضحة تجاه الشرق الأوسط)؛ أن يميل حلفاء “أميركا”، وبخاصة “السعودية” و”الإمارات”، إلى التقارب مع “موسكو” أكثر من ذي قبل، رغم توطيد العلاقات الروسية مع “السعودية” و”الإمارات” في جميع المجالات، وتحديدًا السياسية والاقتصادية، إلا أنهم يفضلون، (بسبب إستراتيجية الولايات المتحدة الغامضة)، الاستفادة من دعم “بوتين” في ظل الأوضاع الأمنية الاضطرارية الراهنة.

استعراض قدرة “بوتين” في الرياض..

تحدث “فلاديمير بوتين”، قبيل زيارة “الرياض”، عن علاقاته القوية مع شخص، “محمد بن سلمان”، وقال في حوار إلى ثلاث وسائل إعلامية؛ هي (اسكاي نيوز) و(العربية) و(روسيا اليوم)، تعليقًا على توتر العلاقات السعودية والإماراتية مع “إيران”: “إيران قوة إقليمية كبرى وتمتلك جذور ثقافية عميقة وقديمة. وكل دول المنطقة تتطلع لإقامة علاقات ثنائية جيدة؛ ولا يسعى أي طرف للدخول في صراع مع طرف آخر. لكن إذا كنا نريد إمتلاك جدول أعمال إيجابي لابد أن نراعي حقيقة الإلتفات لمصالح شركائنا القانونية. وأنا هنا لا أريد الحديث عن القانوني وغير القانوني، ولكن أقول إن هذه القوى الكبرى، وأعني إيران، كانت موجودة قبل آلاف السنين ولا يمكن ألا تكون بلا مصالح خاصة؛ ويجب أن نتعامل معها باحترام”.

وفي هذا الصدد؛ يعتقد بعض المحللين: “تأتي زيارة، بوتين، إلى الرياض بعد 12 عامًا، بينما تستعد روسيا، (على الصعيد السوري)، لاستكمال لجنة الدستور، وتقديم مقترح بناء نظام دفاعي في الخليج بعد ضرب منشآت أرامكو. وتسعى في الوقت نفسه بالتعاون مع السعودية في مجال الطاقة إلى تحديد إتجاه الأسعار العالمية. لذلك فإن توقيت زيارة بوتين، إلى الرياض وأبوظبي، إنما يمهد بشكل كامل لاستعراض القوة في الشرق الأوسط”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب