برهم صالح يرفض الترشح لرئاسة العراق خلفا لطالباني

برهم صالح يرفض الترشح لرئاسة العراق خلفا لطالباني

كتب فرات حسن : ذكرت صحيفة مقربة من سلطات اقليم كردستان ان عضو مجلس القيادة في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس وزراء العراق الاسبق، برهم، صالح رفض عرضا قدمه المكتب السياسي في حزبه لترشيحه لشغل منصب رئيس جمهورية العراق.
وقالت صحيفة روداو ان برهم صالح رفض مقترحا عرضه عليه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لترشيحه لتولي منصب رئيس جمهورية العراق، قائلا انه يفضل البقاء والمساعدة في اصلاح المشكلات الداخلية التي تمزق حزبه، حسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة.
ويشهد حزب الاتحاد الوطني نزاعات وخلافات بين قياداته منذ اصابة زعيمه التاريخي، وهو ايضا رئيس جمهورية العراق، بجلطة دماغية منذ قبل اكثر من سنة نقل على إثرها الى المانيا للعلاج، وما زال فيها حتى الان.
وكان مقررا ان يتم حسم مسألة قيادة الحزب في مؤتمر كان مخططا ان يعقد في 31 من كانون الثاني الماضي، إلاّ ان المؤتمر ألغي، وتنحى برهم صالح عن منصبه في مجلس رئاسة الحزب، المتكون من ثلاثة اشخاص، ولزم الصمت من ذلك الحين. وقال انه لن يتحدث إلا حينما يعقد المؤتمر.
عضو بارز في حزب الاتحاد الوطني قال لصحيفة روداو شريطة عدم ذكر اسمه، ان “المكتب السياسي في حزب الاتحاد ابلغ برهم صالح انه إذا بقي ملتزما الصمت فانه سيُرشح لتولي منصب رئيس جمهورية العراق.”
ويضيف المصدر “لكن برهم صالح رفض عرض المكتب السياسي هذا قائلا انه يريد ان يثبت للجميع انه لا يسعى وراء المناصب العليا، وإنما مطلبه هو اجراء إصلاحات.”
وقالت الصحيفة ان في اجتماع مع المجلس المركزي لحزب الاتحاد الوطني، نُقل أن برهم صالح قال إن كوادر حزب الاتحاد وقواعده تتوقع من قيادته إجراء إصلاحات من شأنها أن تعيد إحياء الحزب. وأضاف صالح أن “تجربتنا خلال السنوات القليلة الماضية تخبرنا اننا لا نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة.”
ونُقل عن صالح قوله في الاجتماع نفسه ان “إذا تجرون إصلاحات، سأكون معكم، وإذا لا، فانا لا استطيع الاستمرار،” معكم.
وقالت الصحيفة ان من المتوقع ان يلتقي برهم صالح ورئيس حكومة اقليم كردستان مسعود بارزاني في الأيام القليلة المقبلة للتباحث بشأن الوضع في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضافت الصحيفة المقربة من سلطات اربيل ان خلال رحلته الى اوربا، كان بارزاني قد تحدث مع برهم صالح هاتفيا ونصحه بالانتظار وعدم اتخاذ موقف لحين عودته.
وفي غياب طالباني وفي اعقاب انتخابات اقليم كردستان البرلمانية التي اجريت في ايلول الماضي، التي خسر فيها حزب الاتحاد الوطني مكانته بوصفه ثاني اكبر حزب في كردستان، دعا عدد من كبار اعضاء الحزب الى اجراء تغييرات من خلال عقد مؤتمر للحزب.
وكان من بين اولئك القادة برهم صالح وكوسرت رسول علي. كما ان هذين الزعيمين ألقيا باللائمة على السيدة هيرو ابراهيم احمد، وهي ثالث اعضاء مجلس القيادة في الحزب وزوجة طالباني، بالوقوف في طريق اجراء اصلاحات وإعادة تنظيم الحزب، ومن ثم إلغاء عقد المؤتمر.
لكن في مقال لها نشرته جريدة حزب الاتحاد في الاسبوع الماضي ونشرت “العالم” تقريرا عنه، انكرت السيدة هيرو احمد انها هي التي كانت وراء تأجيل عقد مؤتمر الحزب.
وقالت في مقالها بجريدة كردستاني نوى انها ترحب بالخلافات والاحتكاكات، التي يشهدها حزب الاتحاد حاليا لأن من شأن هكذا أشياء أن تدفع باتجاه اجراء التغيير المطلوب كثيرا.
لكنها شددت على ان حزب الاتحاد الوطني يحتاج الى “تغيير منهجي، وليس شيئا مستندا الى الامزجة الشخصية.” كما نفت انها وراء تأجيل عقد مؤتمر الحزب.
فريد اساسرد، عضو قيادة حزب الاتحاد الوطني، قال لروداو ان “مسالة تأجيل مؤتمر الحزب تمت المصادقة عليها بالإجماع في آخر اجتماعات قيادة الاتحاد الوطني.”
وقال اساسرد ان “حتى بعد اتخاذ هذا القرار، علقت هيرو احمد على القرار؛ والقرار لم يصدر عن هيرو احمد.”
لكن صحيفة روداو تعلق بالقول انه كشف للمرة الاولى أن 12 عضوا من المكتب السياسي ومجلس القيادة قد رفضوا الموافقة على تأجيل المؤتمر.
عضو اخر من المكتب السياسي لحزب الاتحاد، فضّل عدم ذكر اسمه، رفض ما يقال عن ان قرار تأجيل المؤتمر قد اتخذ بالإجماع. وقال ان محاضر الاجتماع موجودة، وهي تبين اسماء الذين رفضوا الموافقة على التأجيل.
وذكر المصدر اسماء بعض الاعضاء الذين رفضوا التأجيل وهم آزاد جندياني، ومحمود سنغاوي، ورزكار علي، ونرمين عثمان، وعدنان حمه مينه، وحماي حمه سعيد، ومحمد وتمان، وبرهم صالح، وكوسرت رسول علي.
وكانت صحيفة كردستان تربيون الكردية تحدثت في ايلول من العام 2012 عن سعي برهم صالح للحصول على الدعم الاميركي من اجل خلافة جلال طالباني في رئاسة جمهورية العراق، وانه يحظى بمساندة مسعود بارزاني في مسعاه.
ورأت الصحيفة في حينها ان البنية الهشة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشهد مرحلة تحول في سلسلة قيادتها ومؤسساتها الرامية الى التعامل مع الظروف الجديدة وحل مشكلات التنظيم طويلة الامد. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الادارة الاميركية قولها لها ان الغرض الرئيس من زيارة برهم صالح الى واشنطن في اواخر آب ومطلع ايلول من العام 2012 كانت من اجل تحشيد الولايات المتحدة من اجل مساندته في خلافته منصب طالباني كرئيس للعراق. واضافت الصحيفة ان معلومات وصلت اليها تفيد بتأكيد برهم صالح، خلال اجتماعه بمسؤولين من وزارة الخارجية الاميركية ومجلس الامن الوطني الاميركي، أن مسعود بارزاني يدعمه في هذا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة