تعهد الرئيس برهم صالح، اليوم الخميس، بإنزال العقاب بمرتكبي جرائم الاغتيال ضد النشطاء في مجال العمل العام والحريات والصحفيين، وقال برهان خلال استقباله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، إن “المرحلة التي يمر بها البلد هامة ومفصلية تستدعي التعاون والتكاتف، وأن استحقاقات الإصلاح وتصحيح المسارات وتجاوز الأخطاء وسوء الإدارة بات مطلبا ملحا وليس خيارا للنقاش والجدل حوله”.
مضيفا أن “جرائم” اغتيال الناشطين والصحفيين لن تمر دون عقاب، فيما أشار إلى أن تحقيق الأمن الانتخابي يمثل أولوية قصوى. وقال وشدد صالح على ضرورة حماية الأمن والاستقرار المتحقق في البلد، وترسيخ دولة مقتدرة ذات سيادة وحصر السلاح بيدها. لكن في نفس الوقت اعتبر خبراء أن الرئيس برهم صالح وجميع السياسيين داخل السلطة وخارجها يعرفون من هم الجناة، وهو ما أكده ما أكده واثق السعدون ، خبير الدراسات العراقية في مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) ومقره أنقرة ، يحمل الجماعات المسلحة الموالية لإيران مسؤولية هذه الاغتيالات. وقال السعدون في تصريحات إعلامية : يعرف معظم الشعب العراقي ومعظم السياسيين (داخل وخارج السلطة) أن من ينفذ الاغتيالات ضد النشطاء هم الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران”. وقال السعدون إن الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران اعترفت بوضوح على بعض حسابات التواصل الاجتماعي بأنها من نفذت الاغتيالات. كما أشار السعدون إلى أن العديد من النشطاء شاركوا لقطات شاشة لتهديدات بالقتل تلقوها من الميليشيات المدعومة من إيران.
ومن ناحيته اعتبر برهم صالح أن “الحراك الشعبي هو حراك مجتمعي رصين وواعٍ للتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه البلد، وجاء نتاج أخطاء لا يمكن التغافل عنها من الفساد وسوء الإدارة، وأن جرائم الاغتيالات والترويع للمتظاهرين والناشطين والصحفيين أعمال لا تغتفر، ولا يجب أن تمر دون عقاب”.
من ناحيته قال الدكتور طلحة عبد الرزاق ، الخبير الأمني في شؤون الشرق الأوسط بجامعة إكستر ، إن طبيعة القتل تشير إلى أن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تقف وراء اغتيال الوزني وعدد من الشخصيات العراقية البارزة الأخرى. منذ عام 2003 ، وفقًا لعبد الرزاق ، تتبعت الميليشيات الشيعية عمليات قتل أولئك الذين ينتقدونها أو يعارضونها ، وأصبح العراق دولة تخدم مثل هذه الجماعات المتطرفة وليس السكان المحليين. وقال عبد الرزاق “هذا هو بالضبط سبب رد المحتجين بمهاجمة القنصلية الإيرانية لأن الجميع يعرف من المسؤول الحقيقي”
مضيفا أنه حتى الأطفال ، الجهة التي تقوم بعمليات القتل. وقال أحد المتظاهرين من كربلاء: “إنها ميليشيات مسلحة مدعومة من دول المنطقة والعالم بأسره يعرف من هي”.