أكد الرئيس ، برهم صالح، لأول مرة اليوم، أن بغداد استضافت أكثر من جولة حوار واحدة بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية. وفي تعليق لها لها على تأكيد المفاوضات السرية التي جرت في بغداد بين السعودية وإيران اعتبرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن هذه المفاوضات كشفت عن أن هناك لاعب جديد نسبيًا على الساحة، أثبت أنه يستطيع تقريب وجهات نظر بعيدة عن بعض. وهو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وهو بالرغم من علاقة طويلة ومتشابكة مع طهران، استطاع أن يحوز ثقة الرياض (كما استطاع أن يقترب من عمّان والقاهرة).
وفي تعليقه على هذه المفاوضات قال المحلل السياسي فاتح عبد السلام إن : “إيران تتحرك على ثلاث جبهات: الأولى الاتصالات الساعية لفتح حوار مباشر يفضي إلى مفاوضات بينها والسعودية لحسم ملفات عدة في المنطقة منها تدخل القوات الأجنبية من خارج دول الساحلين المتقابلين للخليج، وحسم حرب اليمن في توافق سياسي وتخفيف حدة أدواتها في العراق ولبنان في التعامل مع الرياض”. في إشارة إلى أن الرياض تتدرك أن هناك دوائر هامة في واشنطن معادية للسعودية تستغل الكارثة الإنسانية التي ترتبت على حرب اليمن، لوضع ضغوط على المملكة، وهو ما يدفعها لتقديم تنازلات على جبهات مختلفة لتخفيف الضغوط الأمريكية عليها.
ويقول مراقبون للشأن السعودية إلى أنه بالنظر إلى التوازنات الجديدة في بعض دول المنطقة، فإن المعادلة تغيرت وصارت هذه التوازنات تصب في غير مصالح دولة بحجم السعودية التي لا تتنازل عن مكانتها في زعامة العالم الإسلامي السني، لكن مع ذلك فقد كان من الضروري على الرياض أن تقدم بعض التنازلات خاصة بعد أن خسرت كثيرا في الحروب التي شنتها في المنطقة، فهي قد أصبحت طرفا في اليمن بعد أن كانت مركزاً، وطرفا في لبنان والعراق. وفي سوريا، وفي كل هذه المعارك سجلت خسارة كبيرة. ولذلك ترفض السعودية هذا التحول وتقاومه، فهو تحول على مستوى النفوذ والأمن. وعملياً، تعدّ الرياض مطوقة بالنفوذ الإيراني في العراق من الشمال، واليمن في الجنوب، وهو ما سوف يدفعها لتقديم المزيد من التنازلات لطهران .