“برهم صالح” لـ”الدبلوماسية الإيرانية” : علاقاتنا الاستثنائية مع إيران تمنح الأهمية للدور العراقي في المنطقة !

“برهم صالح” لـ”الدبلوماسية الإيرانية” : علاقاتنا الاستثنائية مع إيران تمنح الأهمية للدور العراقي في المنطقة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

على مشارف زيارة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إلى “العراق”؛ في إطار مساعيه الرامية إلى تعميق العلاقات بين البلدين، يرى الكثيرون، ومنهم “إيرج مسجدي”، السفير الإيراني في “العراق”، أن الزيارة سوف تمثل منعطفًا تاريخيًا في علاقات البلدين.

وللمرة الأولى يوافق الرئيس العراقي، “برهم صالح”، على الحديث إلى مجموعة من الصحافيين الإيرانيين وبينهم، “على موسوي خلخالي”، مساعد رئيس تحرير موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، والإجابة على كل الأسئلة المطروحة.. وفيما يلي نص الحوار..

لدينا مشتركات تاريخية وثقافية وهي الأبقى..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو رأيكم في زيارة الرئيس، “روحاني”، إلى “العراق”، وما هي الملفات التي من المقرر أن تدور حولها المباحثات ؟

“برهم صالح : زيارة الرئيس الإيراني إلى “بغداد” بالغة الأهمية، وتأتي في أجواء شديدة الحساسية. أولاً وقبل أي شيء؛ هذه الزيارة تستهدف تعميق العلاقات بين البلدين والشعبين.

ولقد زرت “طهران”، قبل حوالي ثلاثة أشهر، وحظيت بترحيب المرشد، آية الله “علي خامنئي”، والرئيس، “حسن روحاني”، وباقي المسؤولين الإيرانيين، وقد أجريت مباحثات مطولة ودقيقة تناولت الأوضاع العراقية والعلاقات الثنائية؛ والوضع في المنطقة.

وزيارة الرئيس، “روحاني”، هي استكمال للمباحثات بين البلدين. ونأمل أن تمثل الزيارة محطة مهمة على مسار تعميق العلاقات، سواء من حيث القضايا الاقتصادية والتأكيد على المشتركات بين البلدين والقضايا الأمنية والسياسية أو من منظور رؤيتنا للمنطقة.. ولدينا الكثير من المشتركات الثقافية والاجتماعية والتاريخية والدينية مع “الجمهورية الإيرانية”، وكذلك لدينا مصالح مشتركة.

والمصالح السياسية تأتي وتزول، لكن الأسس التاريخية والاجتماعية والثقافية، والمصالح المشتركة تستدعي التفكير في تعميق العلاقات بين البلدين. وسوف نتحدث عن الحدود الطويلة التي تجمع البلدين، فضلاً عن المشتركات الثقافية والسياسية الأخرى. وكذلك سوف تتناول المباحثات العلاقات الاقتصادية والمشتركات بين الشعبين.

العراق لن يكون جزءً من من منظومة العقوبات على طهران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل تتعرض المباحثات للديون العراقية في ضوء “العقوبات الأميركية” ؟

“برهم صالح” : يجب أن أقول: إن “العراق” لن يكون جزءً من منظومة “العقوبات الأميركية” الأحادية ضد “إيران”. وما من شك أننا سوف نتأثر بهذه العقوبات، لكن المؤكد أننا لن نكون جزءً منها.

فـ”العراق” حريص وعازم على حماية مصالح الشعب الإيراني الصديق. ونحن نذل كل جهودنا للحد من مستوى التوتر في هذه العلاقة والأضرار على الشعب الإيراني الشقيق. و”العراق” يميل إلى مساعدة الشعب الإيراني في الحد من تبعات العقوبات.

نريد العراق ساحة للتوافق الإقليمي..

“الدبلوماسية الإيرانية” : جناب الرئيس.. العامل السعودي والأميركي شديد الأهمية والتأثير في العلاقات مع “إيران” و”العراق”.. ما هي خطة “العراق” للمحافظة على الاستقلال والموازنة، لاسيما في ظل مواقف “ترامب” السياسية المتشددة ؟

“برهم صالح” : “العراق” جزء من المنطقة.. وعلاقاتنا مع “إيران” مهمة في الحقيقة. لدينا علاقات مهمة جدًا مع “تركيا”، وكذلك تتسم علاقاتنا مع العمق العربي بالأهمية.

تلك هي جغرافيتنا السياسية، وهي لا يمكن فقط أن تخدم المصالح العراقية؛ وإنما المنطقة بالكامل. نحن نقول كان “العراق”، في السابق، ساحة للمواجهة السياسية الإقليمية، لكننا الآن نريد أن يكون “العراق” ساحة للتوافق الإقليمي. من ثم لا يجب على “العراق” محلاً لأي عمل عدائي ضد أي من دول الجوار. لأن دستورنا لا يسمح بذلك، وكذلك مصالحنا.

وعلاقاتنا مع دول الجوار قد تسهم في الحد من التوترات بالمنطقة. في الوقت نفسه تتسم علاقاتنا مع “الولايات المتحدة” و”أوروبا” بالأهمية، لكن أقول مجددًا: لن ننخرط في أي محور ضد أي دولة أخرى.

على سبيل المثال؛ نحن نتطلع لإقامة خط سكك حديدية يربطنا مع “إيران”، على أن تمتد هذه الشبكة إلى “تركيا” و”دول الخليج”. وهذا مفيد بالنسبة لـ”العراق” و”إيران” وكل دول المنطقة.

كذلك نريد إقامة مناطق تجارة حرة مع دول “الأردن”، و”إيران”، و”الكويت” و”تركيا”.. وعلاقاتنا الاستثنائية مع “إيران”، وطبيعة العلاقات العراقية مع الدول العربية و”تركيا”، قد تكون عامل مساعد لتسهيل الأمور في المنطقة.

و”العراق” في حاجة إلى إعادة إعمار وتوفير فرص عمل للشباب، و”إيران” في حاجة إلى فرص اقتصادية وتجارية. تلك هي مشتركاتنا التي ينبغي التركيز عليها. والمنطقة بحاجة إلى منظومة اقتصادية وسياسية وأمنية جديدة. ولن يمكن خلق هكذا منظومة بدون “إيران”.

كذلك فإن مكانة “تركيا” ودول المنطقة مهمة في هذه المعادلة. ومكانة “العراق” المركزية تستدعي أن تكون في قلب هذا المحور. والمؤكد أن المنظومة لن تؤدي إلى الاستقرار في المنطقة ما لم تكن “إيران” جزءً منها.

نحن نتبنى سياسة متوازنة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : قمتم بعدد من الجولات في دول المنطقة مثل “السعودية”.. هل حملتم رسالة خاصة من “السعودية” إلى “إيران” والعكس ؟

“برهم صالح” : لن أُجيب على هذا السؤال.. لكن تصريحاتي في كل مكان أكون، (إيران، الأردن، السعودية وحتى شرم الشيخ)، هي ما أوضحت لكم، وهي إن علاقاتنا مع “إيران” مهمة جدًا. كما أن علاقاتنا مع العالم العربي وتركيا مهمة بالنسبة لـ”إيران”. نحن نتبنى سياسة متوازنة ونساهم في خفض التوتر على الأرض السورية من خلال الحلول السياسية.

آمل أن نتمكن من إلغاء التأشيرة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : يتوقع الرئيس الإيراني، من “العراق”، إلغاء التأشيرة.. هل من المتوقع إتخاذ هكذا قرار في لقاءكم مع الرئيس “روحاني” ؟

“برهم صالح” : بذلنا جهود كبيرة في هذا الصدد، والعلاقات التاريخية للبلدين تستدعي أن نصل إلى هكذا هدف. ولطالما كان التنقل بين البلدين قديمًا مشكلة. لكنها المرة الأولى في التاريخ المعاصر أن تتم الزيارات بدون أدنى مشكلة.

يتوافد زوار “العتبات المقدسة” دون مشاكل. وقد أثنى المرشد، خلال زيارتي إلى “طهران”، على هذه المسألة، وقال: “توافد ملايين الإيرانيين على العتبات المقدسة وعادوا إلى مدنهم بسهولة. ولابد من العمل على تحسين هذه المسألة في كل عام”. وآمل أن نتمكن من إلغاء التأشيرة سريعًا. ثمة مسائل قانونية كذلك لابد من القضاء على العوائق الموجودة.

الملاحة في “شط العرب” أهم من “اتفاقية الجزائر” !

“الدبلوماسية الإيرانية” : لم تُنفذ “اتفاقية الجزائر” إلى الآن بشكل كامل.. هل يمكن إنهاء هذه المسألة خلال اللقاء مع الرئيس “روحاني” ؟

“برهم صالح” : الأهم في رأيي هو الاتفاق على تدشين الملاحة في “شط العرب”. تلك مصلحة مشتركة بين “إيران” و”العراق”. وتجري حاليًا مباحثات فنية بين الطرفين، وإن شاء الله سوف تتمخض عن نجاح كبير على صعيد العلاقات بين البلدين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة