خاص : ترجمة – محمد بناية :
أضافت “وزارة الخزانة الأميركية”، في الساعات الأولى من نهار الخميس الماضي، وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، إلى قائمة العقوبات.
وعلى ما يبدو أن هذا الإجراء الأميركي قد جاء كرد فعل على دبلوماسية وزير الخارجية الإيراني العامة على الأراضي الأميركية، والتي كانت من القوة بالشكل الذي دفع “واشنطن” إلى إتخاذ هكذا قرار.
ولمناقشة هذه المسألة أجرى، “عبدالرحمن فتح إلهي”، عضو الهيئة التحريرية بموقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع عضو البرلمان التاسع وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وخبير الشأن الدولي، “أحمد بخشايش إردستاني”، والحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة “نيو ساوث ويلز” الأسترالية..
بسبب اتصالاته مع الديمقراطيين..
“الدبلوماسية الإيرانية” : في حوار سابق.. نفيتم احتمالات إتجاه “البيت الأبيض” لمعاقبة وزير الخارجية لخلق فجوة بين الأجهزة الحكومية، لاسيما جهاز السياسة الخارجية. ألا يتعارض قرار “الخزانة الأميركية” بإدراج اسم “محمد جواد ظريف” على قائمة العقوبات مع تحليلكم السابق ؟
“أحمد بخشايش إردستاني” : لا لأن قرار فرض العقوبات على وزير الخارجية يستهدف قطع اتصالاته مع بعض العناصر داخل “الحزب الديمقراطي”، على مشارف انتخابات الرئاسة الأميركية 2020.
ولو تمعن النظر، فلطالما أكد “دونالد ترامب” على أن تحركات وتصريحات وزير الخارجية الإيرانية تدعم عمليًا بعض العناصر داخل “الحزب الديمقراطي”. والمؤكد أن الدكتور “ظريف” لم يخطط لذلك، لكن على كل حال فإن مواقفه وتصريحاته بالفعل تصب في صالح الديمقراطيين.
بخلاف ذلك؛ أعلن “البيت الأبيض” عن وجود اتصالات بين جهاز السياسة الخارجية الإيرانية مع شخصيات مثل، “جون كيري”، وزير الخارجية الأميركي السابق؛ والسيدة، “وندي شيرمن”، عضو فرق المفاوضات النووية.
وبلغ الأمر بـ”دونالد ترامب” أن وصف، مساعي “إيران” لفوز الديمقراطيين والتفاوض مع “جو بايدن”، بأضغاث أحلام. من ثم إتخذ الرئيس الأميركي قرار معاقبة وزير الخارجية الإيراني لمراقبة علاقات “ظريف” المحتملة مع مسؤولي “الحزب الديمقراطي” بالشكل الذي قد يتسبب في خسارة “دونالد ترامب” في مارثون الانتخابات الرئاسية 2020.
عقوبات “الخطوة-خطوة” !
“الدبلوماسية الإيرانية” : ألا ترى أن القرار جاء على خلفية نجاح وزير الخارجية في ضوء الدبلوماسية العامة، من فرض الكثير من التحديات على سياسات وقرارات “البيت الأبيض” ؟
“أحمد بخشايش إردستاني” : هذه المسألة هي نتاج خطة “البيت الأبيض” للتقدم في الحرب النفسية. فلو فرض “البيت الأبيض” و”الخزانة الأميركية” عقوبات على السيد “ظريف” وعدد من العاملين بالجهاز الدبلوماسي في نفس توقيت إعلان فرض عقوبات على مقام المرشد، لما كان التأثير حقيقًا بالتأكيد أو لكانت آثار هذا القرار قد إنتهت في نفس الوقت.
لكن “البيت الأبيض” يريد فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين؛ الواحد تلو الآخر، ضمن خطة “الخطوة-خطوة” للتأثير على الأمان النفسي المجتمعي داخل “إيران” التي على مشارف الانتخابات البرلمانية، وإلا لصدر قرار فرض عقوبات على الدكتور “ظريف” في نفس توقيت قرار فرض عقوبات على المرشد الإيراني.
وفي هذا الصدد؛ من المحتمل أن تشهد الأسابيع المقبلة فرض عقوبات على “بیژن نامدار زنگنه”، وزير النفط، أو حتى على الدكتور “حسن روحاني”، رئيس الجمهورية وآخرين.
دعاية انتخابية..
“الدبلوماسية الإيرانية” : الأهم هو تناقض وإزدواجية مواقف، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، في تعليله القرار الأميركي بدور وزير الخارجية الإيراني كمدافع استراتيجي، ثم التصريح بأن الوزير الإيراني لم يكن مؤثرًا في المفاوضات النووية.. ما هو تقييمكم لتلكم المسألة ؟
“أحمد بخشايش إردستاني” : في البداية؛ مواقف “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، هي في الغالب للاستهلاك المحلي. والسبب يرتبط بحقيقة عقد لقاءات ومفاوضات متكررة ومفصلة بين المسؤولون الأميركيون ووزير الخارجية الإيراني، في عهد “باراك أوباما”، وتمكن “جون كيري” من التقاط صورة تذكارية مع “ظريف” وهما يتنزهان سويًا، لكن هذا المطلب لم يحظى بقبول “طهران” في عهد “دونالد ترامب”، فلم يتمكن الأخير من تكرار إنجازه الاستعراضي مع “كوريا الشمالية” في الحالة الإيرانية، بحيث تتحول هذه الصورة التذكارية إلى ورقة فوز “دونالد ترامب”، في الانتخابات الرئاسية 2020، وبالتالي سعى إلى قلب الحقيقة وأدعى أن المفاوضات مع “محمد جواد ظريف” لا تحظى بالأهمية أساسًا، وأن على “البيت الأبيض” التفاوض مع المرشد مباشرة. عله يتمكن بتلكم الوسيلة من تبرير موقفه للمجتمع الدولي.