خاص: كتبت- نشوى الحفني:
في خطوة من شأنها تعقيّد المحادثات النووية بين “إيران” و”أميركا”، أعلن دبلوماسي إيراني كبير؛ أمس الإثنين، أن “إيران” تتجه لرفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي، الذي وصفه: بـ”غير قابل للتنفيّذ”، إذ لا يُراعي مصالح “طهران”، ولا يتضمن أي تغيّير في موقف “واشنطن” من تخصيّب (اليورانيوم).
وقال الدبلوماسي الكبير؛ المَّقرب من فريق التفاوض الإيراني، إن: “إيران تُعد ردًا سلبيًا على المقترح الأميركي وهو ما يمكن تفسيّره برفض العرض الأميركي”.
اتفاق نووى جديد..
ونقل وزير الخارجية العُماني؛ “بدر البوسعيدي”، لـ”إيران”، يوم السبت الماضي، المقترح الأميركي لاتفاق نووي جديد خلال زيارة قصيّرة لـ”طهران”، بينما كان يضّطلع بدور وسّاطة في المحادثات النووية، بين “طهران” و”واشنطن”.
مطالب إيرانية بضمانات..
فيما قالت “وزارة الخارجية” الإيرانية، أمس الإثنين، إن “إيران” في حاجة لأن ترى ما إذا كانت هناك تغييّرات في موقف “الولايات المتحدة” بشأن العقوبات؛ في الوقت الذي يتفاوض فيه البلدان على اتفاق لحل النزاع القائم منذ عقود حول طموحات “إيران” النووية.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة؛ “إسماعيل بقائي”، في مؤتمر صحافي أسبوعي في “طهران”: “يؤسفني أن أبلغكم أن الجانب الأميركي لم يكن على استعداد لتوضيح هذه المسألة بعد”، مضيفًا: “نُريد ضمانات بشأن رفع العقوبات”.
وتابع: “يجب أن يكون واضحًا لنا كيف سيتم رفع العقوبات الجائرة على الشعب الإيراني لضمان عدم تكرار التجارب الماضية”.
لكن لا تزال العديد من القضايا عالقة بعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، ومبعوث الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، إلى الشرق الأوسط؛ “ستيف ويتكوف”، لحل الأزمة النووية.
ومن الخطوط الحمراء التي يختلف الطرفان عليها رفض “إيران” طلب “الولايات المتحدة” التزام “طهران” بوقف تخصيّب (اليورانيوم)؛ الذي يُنظر إليه على أنه مسّار محتمل لتطوير قنابل نووية.
وتؤكد “طهران” رغبتها في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وتنفي اتهامات القوى الغربية بالسّعي إلى تطوير أسلحة نووية.
وقال الدبلوماسي الإيراني؛ الذي طلب حجب هويته لحساسية الأمر: “بموجب هذا المقترح، يبقى موقف الولايات المتحدة من التخصيّب على الأراضي الإيرانية، دون تغيّير ولا يوجد بيان واضح لرفع العقوبات”.
وتُطالب “طهران” برفع القيود التي فرضتها “الولايات المتحدة”؛ التي تعيَّق اقتصادها المعتمد على النفط فورًا. لكن “الولايات المتحدة” ترى أن يكون رفع العقوبات المرتبطة بالملف النووي على مراحل.
مقترح أميركي..
كشف وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، نقل نظيره العُماني خلال زيارة قصيرة إلى “طهران”؛ السبت، بنود مقترح أميركي للتوصل إلى اتفاق نووي بين “طهران” و”واشنطن”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض؛ “كارولين ليفيت”، في وقتٍ لاحق السبت، إن “ستيف ويتكوف”؛ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”: “أرسل مقترحًا مفصَّلًا ومقبولًا للنظام الإيراني، ومن مصلحتهم قبوله”.
وقال “عراقجي”؛ عبر (إكس)، إن “إيران”: “ستَّرد على المقترح الأميركي بما يتماشى مع المباديء والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني”.
وقالت “ليفيت”؛ في بيان: “أوضح الرئيس ترمب أن إيران لا يُمكنها أبدًا الحصول على قنبلة نووية”، مؤكدة نقل المقترح الأميركي لـ”إيران”. ولكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال “ترمب”؛ الجمعة، إن الاتفاق مع “إيران” ممُكن في: “المستقبل غير البعيد”. ومنذ أيام، قال “ترمب” للصحافيين إنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، من اتخاذ إجراءات قد تُعطل المحادثات النووية مع “إيران”.
وبدا أن التعليقات تُشيّر إلى قلق “الولايات المتحدة” من احتمال شّن “إسرائيل” ضربة على المنشآت النووية الإيرانية في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الأميركية.
وهدّد “ترمب” مرارًا بقصف المنشآت النووية الإيرانية؛ إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق.
وإحدى النقاط الشائكة الرئيسة في المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين، هي إصرار “الولايات المتحدة” على تخلّي “إيران” عن منشآتها لتخصّيب (اليورانيوم)، وهو ما ترفضه “إيران”.
تعزيز الدفاعات الجوية..
كشف تقرير لصحيفة (فيننشال تايمز) البريطانية، الأحد، أن “إيران” تسّعى إلى تعزيز دفاعاتها الجوية، في ظل استعداداتها لاحتمال تلقي ضربة إسرائيلية، أو حتى أميركية، لبُنيتها التحتية النووية، في حال انهيار المفاوضات مع “الولايات المتحدة” بشأن برنامجها النووي.
وتعرض العديد من أحدث صواريخ (أرض-جو) والرادارات التي تملكها “إيران”، بما في ذلك منظومة (إس-300) روسية الصَّنع بعيدة المدى، للدمار الكامل أو الضرر الجزئي، من جراء غارات إسرائيلية في تشرين أول/أكتوبر ونيسان/إبريل من العام الماضي.
وإلى جانب الضربات الإسرائيلية على حلفاء “طهران” في المنطقة، يعتقد أن “إيران” في أكثر حالاتها عرضة للهجمات الجوية منذ عقود.
لكن مع ذلك؛ يقول خبراء لـ (فيننشال تايمز) إن العديد من مكونات الدفاعات الجوية الإيرانية؛ لا تزال سليمة، أو ربما أصلحت في الأشهر الأخيرة.
وتُشيّر تقييّمات استخباراتية غربية وصور أقمار اصطناعية راجعها محللون عسكريون، إلى أن “إيران” أعادت مؤخرًا نشر العديد من منصات إطلاق الصواريخ (أرض-جو)، بما في ذلك أنظمة (إس-300)، قرب مواقع نووية رئيسة، مثل (نطنز وفوردو).
وتم عرض بعض هذه المعدات علنًا في “طهران”؛ خلال احتفالات عسكرية بالعاصمة، الشهر الماضي، وفي شباط/فبراير؛ عُرضت وحدة (إس-300)، وهي تطلق صاروخ (أرض-جو) خلال مناورات عسكرية، باستخدام رادار جديد من تصميم إيراني، ربما لأن رادارها الأصلي كان معطلًا.
وقالت “نيكول غرايفسكي”؛ من مؤسسة (كارنيغي) للسلام في “واشنطن”: “إيران تُريد بالتأكيد دحض الرواية القائلة إن دفاعاتها الجوية المتقدمة دمرت”.
استعداد إيراني لهجوم محتمل..
وقبل أيام؛ أشاد رئيس أركان الجيش الإيراني؛ “محمد باقري”، باستعداد “طهران” لهجوم محتَّمل.
وقال المسؤول العسكري: “نشهد تحسَّنًا ملحوظًا في قدرة وجاهزية الدفاع الجوي للبلاد”، معلنًا عن: “مضاعفة الاستثمارات في مجال التسليح”.
وأضاف “باقري”: “على أعداء إيران أن يدَّركوا أن أي انتهاك للمجال الجوي لبلادنا سيلحق بهم أضرارًا جسيّمة”.
عواقب انهيار المحادثات..
ورغم استمرار المفاوضات مع “واشنطن” بشأن مستقبل البرنامج النووي لـ”طهران”، فإن الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الذي انسحب من “اتفاق نووي” سابق خلال ولايته الأولى، هدّد مرارًا بمهاجمة “إيران” في حال انهيار المحادثات.
وفي نيسان/إبريل الماضي؛ أمرت “الولايات المتحدة”، بنشر (06) قاذفات من طراز (بي-2)، وهو أكبر انتشار لهذه الطائرة على الإطلاق، في قاعدة (دييغو غارسيا) بـ”المحيط الهندي”، التي من المتوقع أن تكون نقطة الانطلاق المحتملة لأي ضربات ضد “إيران”.
وبالتوازي مع هذه التطورات؛ فإن “إسرائيل” تضغط على “الولايات المتحدة” لدعم ضربات ضد “إيران”، وقال خبراء إن هناك خطرًا من أن تهاجمها “إسرائيل” من دون موافقة “واشنطن” إذا شعرت أن “ترمب” وافق على صفقة نووية.
وخلال ضرباتها العام الماضي؛ استهدفت “إسرائيل” مواقع الرادار والصواريخ الإيرانية بصواريخ بالستية، في هجمات لا تزال فعاليتها موضع نقاش.