25 أبريل، 2024 1:09 م
Search
Close this search box.

برغم خطة 2030 .. كاتب إسرائيلي يتوقع إنهيار العائلة المالكة السعودية قريباً

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

“العائلة المالكة السعودية تلعب بالنار”.. تحت هذا العنوان نشر موقع “منتدى التفكير الإقليمي” باللغة العبرية مقال تحليلي للكاتب الإسرائيلي “شاؤول يناي”, المتخصص في شؤون شبه الجزيرة العربية, وفيه تناول مستقبل المملكة العربية السعودية ومصير العائلة المالكة في ظل المتغيرات الاجتماعية وامتلاك الشباب داخلها لآليات الحداثة والمعرفة.

بين الحداثة والتطرف

يقول “شاؤول يناي” إن المجتمع السعودي يسلك منذ ثلاثة عقود، مسارين متناقضتين هما: “مسار الحداثة ومسار التطرف”. ولأجل مواجهة ذلك يقترح نائب ولي العهد إقامة دولة مؤسسية تعتمد على جيل الشباب المتعلم.. فهل بذلك يسحب البساط من تحت أقدام الأسرة المالكة؟

موضحاً إن المجتمع السعودي يسلك منذ ثلاثة عقود، ثلاثة مسارات، يحمل أحدها على الأقل إمكانية إحداث تغيرات كبيرة في المجتمع السعودي، لكنه في المقابل يحمل تداعيات تهدد استقرار نظام الحكم. وأحد تلك المسارات هو “مسار الحداثة”, حيث تواكب المملكة السعودية بشكل غير مسبوق ظاهرة العولمة من خلال دُعاة الحداثة المحليين العائدين من الخارج بعدما تلقوا دراسات أكاديمية في الغرب, وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

مضيفاً: “هناك إشكالية قائمة بين النموذج الغربي والنموذج التقليدي القائم على النظام الأبوي السعودي – ولقد تم حلها في السابق من خلال الحداثة المادية إلى جانب التوجه الديني المحافظ –  لكن تلك الإشكالية باتت خلال السنوات الأخيرة أكثر حدة, لأن جيل الشباب أخذ يتبنى – بشئ من التمرد أحياناً – قيماً حديثة ويعترض على النهج الرسمي المحافظ وعلى القيم القبلية بل وعلى الأسرة المالكة أحياناً. ونتيجة لذلك، فهناك شك كبير في قدرة النظام الملكي على إدارة شئون الدولة بنجاح.

أما المسار الثاني فهو “مسار التطرف”.. فالعربية السعودية هي أكبر دولة مُصدرة للفكر الإسلامي المتشدد في العالم السني. كما أنها أنفقت قرابة مئة مليار دولار خلال العقود الأخيرة حتى يسود الفكر الوهابي المنتمي للمذهب الحنبلي – الأكثر تشدداً بين المذاهب الفقهية الإسلامية الأربعة – بين المسلمين في كل مكان، بما في ذلك الغرب. ونتيجة لذلك, ولسوء حظ نظام الحكم السعودي الحالي – بدأ التطرف الديني ينتشر أيضاً بين نسبة متزايدة من الشباب السعودي, الذي بات الكثير منهم يتهم الآن المؤسسة الحاكمة بالنفاق لأنها تدعو للتمسك بالدين بينما هي ذاتها لا تطبق ذلك. كما يتهمون المؤسسة الدينية بأنها تعمل كآداة طيعة في يد النخب الفاسدة. بل إن عشرات الآلاف من الشباب أخذوا ينضمون لمنظمات جهادية مختلفة، منها ما يدعو للثورة ضد المملكة ذاتها.

ولي العهد الأمير محمد بن نايف

ومع ذلك، فإن وزير الداخلية وولي العهد “محمد بن نايف”، يقوم باتخاذ عدة تدابير وقائية صارمة، تشمل  عمليات اعتقال وجلد وإعدامات. إلى جانب ذلك يتم تكليف رجال الدين والوعاظ في المساجد والمؤسسات التعليمية لمواجهة ظاهرة التطرف. ونجحت كل تلك الإجراءات في الحد فقط من مظاهر العنف، ولكنها لم تحد من مشاعر الشباب بأن النموذج الديني – السياسي لا يفي بأي من المعايير التي وضعها بنفسه. وقد فضل الكثير من رجال الدين الشباب والمتطرفين أن يتخلوا عن مؤسسات الدولة تاركين وظائفهم التي توفر لهم دخلاً مربحاً. فيما أصبحوا يمثلون مرجعيات دينية غير رسمية في نظر الكثيرين، وهم الذين يشجعون مريديهم على اتباع فريضة الجهاد ضد الكفار أينما كانوا.

خطة 2030 للهروب من المسارين

يشير شاؤول يناي إلى أن الحداثة والتطرف هما مسيرتان متلازمتان لأنها يتسمان بمواكبة التكنولوجيا الحديثة وأدوات التواصل الاجتماعي التي يصعب مراقبتها. ويهدف اللاعبون الرئيسيون الذين يدفعون هذين المسارين إلى تبديل الدولة القائمة بدولة أخرى، فإما تكون أكثر حرية لأكثر فئات الشعب، أو تكون أكثر تزمتاً وتمسكاً بالدين, فتطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها – على غرار طالبان أو تنظيم الدولة الإسلامية – وتفسح المجال لتطبيق فريضة  الجهاد خارج حدودها.

نائب ولى العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان

ولأجل مواجهة هذين المسارين يحاول نائب ولى العهد ووزير الدفاع الأمير “محمد بن سلمان”، طرح توليفة جريئة، تقوم على دولة مؤسسات حديثة وأكثر اعتماداً على جيل الشباب المثقف والمعتدل. ولقد طرح الخطة التي أسماها “خطة 2030” – للحوار المجتمعي خلال عام 2016، وهي تعتمد في الأساس على طرح عقد اجتماعي جديد، تكون الدولة بمقتضاه أقل إلتزاماً بالمجموعات وأكثر إلتزاماً بالمواطنين. وإذا تم العمل وفق تلك الخطة ستتراجع إلى حد كبير أهمية الحكم الجماعي للأسرة المالكة وستضعف قدرتها على حفظ التحالف التاريخي مع القبائل والمؤسسة الدينية. وعلاوة على ذلك، فإنه بالإضافة للمنظومة الاقتصادية الحديثة سيدعم بشدة الطبقة المتوسطة المثقفة, كي تنافس النخب القبلية والتقليدية بل وحتى النظام نفسه, لامتلاك مفاصل القوة.

وفي الختام يحذر الكاتب الإسرائيلي بقوله” “هناك أنظمة ملكية كما في مصر وليبيا، قد انهارت خلال القرن الماضي، وكان من أسباب انهيارها أنها انتهجت مسار مشابه. ومن الواضح أن العائلة المالكة السعودية، وكذلك العائلات الأخرى الحاكمة في شبه الجزيرة العربية، تدرك أن بمقدورها تجنب مثل ذلك السيناريو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب