وكالات – كتابات :
دعت صحيفة بريطانية، إلى أهمية استمرار “الولايات المتحدة” في لعب دور الشرطي العالمي؛ بالرغم من: “سجلها السّيء” في الحفاظ على النظام العالمي، وفيما بيّنت أن البديل هو نظام عالمي يُحدد معاييره الزعيمان الصيني والروسي، زعمت أن: “التوأم الرهيب” يُريد أن يُهميّن الجمهوريون (الانعزاليون) في “الولايات المتحدة”؛ عبر حكم جديد لـ”ترامب”.
وقالت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ في تقريرٍ لها، إن: “من المهم استمرار الولايات المتحدة في لعب دور الشرطي العالمي؛ بالرغم من سّجلها السّيء في الحفاظ على النظام العالمي، بما في ذلك ما فعلته في العراق قبل 20 سنة، وذلك نظرًا إلى أن البديل هو نظام عالمي يُحدد الزعيمان الصيني؛ “شي جين بينغ”، والروسي؛ “فلاديمير بوتين”، معاييره”.
التمسح بادعاءات حقوق الإنسان من أجل الهيمنة الأميركية..
واعتبر التقرير البريطاني أن: “انجراف الولايات المتحدة نحو المزيد من الانعزالية، سيجعل من الزعيمين الصيني والروسي، الفائزين الوحيدين من ذلك”، مشيرًا إلى أنه: “فيما كانت الانتقادات تنهال على الغزو الكارثي للعراق في ذكراه الـ (20)، كان الكونغرس يتحرك لإلغاء قانون صلاحيات الحرب الذي يُجيّز للرئيس الأميركي القيام بتدخلات عسكرية في الخارج”.
وفي الوقت نفسه، يزعم تقرير (الغارديان)؛ إن: “شي جين بينغ؛ كان يقترح من موسكو، متناغمًا مع بوتين، نظامًا عالميًا جديدًا ليحل محل النموذج الذي قادته الولايات المتحدة بعد العام 1945″، مبينًا أن: “الدكتاتور الصيني يطرح عرضًا سّخيًا من أجل حماية الكوكب، لكنه يطرح الخضوع والرقابة مكان الصدمة والرعب (كالتي نفذها جورج بوش في العراق)، بينما تأتي الديمقراطية في المقعد الخلفي”؛ بحسّب ادعاءات الصحيفة البريطانية المدعومة استخباراتيًا من لندن وتابعة للآلة الدعائية الأميركية.
غزو العراق أصبح من الماضي لا يجب تشويه سمعة “واشنطن” بسببه !
ولفت التقرير إلى: “حقيقة مفادها بأن حرب العراق كانت هدفًا كارثيًا؛ كان بالإمكان تجنّبه، لكنها لم تُعد محل نزاع، وأن العديد من التحذيرات التي سّبقتها، ذهبت أدراج الرياح”، إلا أنه حذر من: “المحاولات الجارية الحالية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من أجل استغلال هذه الكارثة بهدف تشّويه سّمعة السياسة التدخلية التي تقوم بها الولايات المتحدة بشكلٍ عام، والاحتفاء بالتراجع الحاصل بالنسّبة إلى النفوذ الأميركي”.
وللتأكيد على تلك الفكرة الشاذة التي يروج لها تقرير (الغارديان) بهدف محو الوجه الاستعماري الأميركي في عيون ضحاياه؛ استحضر التقرير: “نموذج الشرق الأوسط؛ حيث يظهر ما سيحدث عندما تفك واشنطن انخراطها أو تتراجع عن حمايتها للمنطقة”، زاعمًا إلى أن: “الانسحاب من العراق في العام 2011، كان بمثابة إنذار باندلاع عقّد من الإرهاب والحرب الأهلية في سوريا، وإثارة الإيرانيين للاضطرابات، وقيام الحلفاء السعوديين بإطلاق موجة من القتل في اليمن، بينما غرقت أفغانستان في البؤس، ووقعت الفوضى بين إسرائيل وفلسطين”.
أيادي أميركا الملطخة بالدماء أصبحت أياد بيضاء على المنطقة !
ونقل التقرير البريطاني عن المحلل؛ “بيل شنايدر”، تساؤله: “ماذا كان سيحدث لو فشلت الولايات المتحدة في التحرك بعد غزو صدام حسين للكويت في العام 1990 ؟”. مبّينًا بالقول: “بعدما حل الرعب في أوروبا، تولت الولايات المتحدة مهمة قيادة تحالف لإنهاء حرب البوسنة خلال التسعينيات من القرن الماضي”.
كما قال شنايدر إنه “عندما وقعت فظائع في كمبوديا ورواندا والكونغو ودارفور، أشاح العالم بأكمله، بما في ذلك الولايات المتحدة، بعيدا لذلك لم يتم فعل أي شيء وكانت النتيجة وقوع ابادة جماعية”.
وذّكر التقرير أيضًا بفشل الرئيس الأسبق؛ “باراك أوباما”: “الذي أحرقه الملف العراقي، في التدخل في سوريا في العام 2013؛ لوقف استخدام نظام الرئيس؛ الأسد، لأسلحة الدمار الشامل”.
وبرغم إقراره بأن “الولايات المتحدة” غالبًا ما تُفسّد الأمور، إلا أن التقرير البريطاني وجه سؤاله إلى: منتقدي “الهيمنة الأميركية؛ عما إذا كانوا يعتقدون أن الاستبداديين، مثل الزعيم الصيني أو الروسي، سوف يقومون بعمل أفضل كشرطي عالمي” (!).
وبعدما اعتبر التقرير أنه من: “الناحية المثالية لا ينبغي أن تكون هناك حاجة لشرطي عالمي”، إلا أنه أضاف إلى مزاعمه: “للأسف، أن العالم ليس هذا هو حاله”، مشيرًا إلى أن: “مجلس الأمن الدولي منقسّم دائمًا، وليس بإمكانه فرض قواعده ومعاهداته، في حين أن المنظمات الإقليمية مثل: الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي و(آسيان)، لا تتمتع بالقوة اللازمة في حال إنهارت الأمور”.
الرهان على “بايدن”..
وبرغم أن أداء “أوروبا” كان أفضل مما كان متوقعًا فيما يتعلق بحرب “أوكرانيا”؛ بحسّب مزاعم (الغارديان)، إلا أن تقريرها اعتبر أنه: “لولا تدخل الرئيس؛ جو بايدن، والمساعدات الأميركية؛ المقدرة بنحو: 77 مليار دولار، لربما كانت الحرب قد جرى خسّارتها، كما كانت بروكسل تتطلع نحو واشنطن من أجل القيام بدور القيادة، ورفضت ألمانيا تقديم السلاح لكييف ما لم يفعل بايدن ذلك أيضًا”.
ولفت التقرير إلى أن: “المشاعر الانعزالية آخذة في الارتفاع بين الجمهوريين في الولايات المتحدة”، مضيفًا أن: “الانقسامات الجمهورية مع اقتراب الانتخابات تُمثل فرصة لبايدن – ولشي وبوتين أيضًا، حيث يأمل “التوأم الرهيب”، أي بوتين وشي، أن يٌهيّمن الانعزاليون كترامب”.
وختم التقرير بالقول؛ إن: “تقسّيم بايدن للعالم ما بين ديمقراطيات محبة للحرية، وبين أنظمة استبدادية قمعية، هو عملية تبسّيط مبالغ بها للتعامل مع التحديات القادمة”، معتبرًا أن: “الهدف في القرن الـ (21) يجب أن يكون قيام عالم متعدد الأقطاب وتحقيق توازن قوى أكثر إنصافًا، وهو عالم يجب ألا تُهيمن عليه وتشوهه القوى العظمى أو الديكتاتوريون، وهو عالم يجب أن يكون أكثر أمانًا”.
ويدعي التقرير البريطاني أن هذا يعني أن التدخل الغربي؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، تحت عنوان المسؤولية عن الحماية لـ”الأمم المتحدة”، يجب ألا يتم التخلي عنه كسياسة الملاذ الأخير، إذ أن العالم المضطرب سيحتاج دومًا إلى صناع للسلام.